سمير عبد الشكور:
تُشكِّل العلاقات العُمانية الإماراتية نموذجًا فريدًا يتَّسم بالاحترام المتبادل، وحُسن الجوار، طوال التاريخ التليد للبلدين الشقيقين، كما تتميَّز العلاقات الثنائية بالنُّمو المطَّرد القائم على التعاون البنَّاء في كافَّة المجالات، حيث حرَص البلدانِ الشقيقانِ على المستوى الرَّسمي والشَّعبي على تنمية علاقاتهما بشكْلٍ حيَوي وفعَّال منذ التأسيس وحتى وقتنا الحالي، حيث يسعى كُلٌّ من السُّلطان هيثم بن طارق وأخيه محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المُتَّحدة إلى تعميق العلاقات بَيْنَهما في كافَّة المجالات، والحرص المستمر في التقدم والازدهار فيما يعود بالنفع على البلدين، والعمل بشكلٍ دؤوب على تنمية العلاقات في جميع صُوَرها وأشكالها المتنوِّعة، والاستفادة من الروابط التاريخية والجغرافية، ووحدة النسب واللغة والدِّين والتاريخ المشترك والانتماء المشترك للخليج العربي، وغيرها من القواسم المشتركة التي كان لها تأثير كبير في مدِّ أواصر المَحبَّة والتعاون والأُلفة للشَّعبَيْنِ على مدار آلاف السنين.
وتأتي زيارة محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المُتَّحدة للسَّلطنة اليوم والتي تستمرُّ لمدَّة يوميْنِ، لتؤكِّدَ عُمق ومتانة العلاقات، وتتجلَّى الرغبة الأكيدة في تنمية العلاقات الأخويَّة المميزة من خلال الوفد رفيع المستوى الذي يُصاحب رئيس دولة الإمارات العربية المُتَّحدة، خلال زيارته؛ لِتكُونَ الزيارة الأولى له لسلطنة عُمان منذ تَولِّيه رئاسة دولة الإمارات العربية المُتَّحدة، والتي تأتي تجسيدًا لأواصـر المـودَّة ووشائج القربى وحُسـن الجـوار، وتعزيـزًا للعلاقات التاريخية التي تجمع البلدين، حيث سيتمُّ خلال هذه الزيارة بحثُ عددٍ من المجالات والجوانب ذات الاهتمام المشترك بما يُسهم في تحقيق تطلُّعات وآمال البلدين لمستقبَلٍ أكثر رخاءً، ونماءً، وازدهارًا، وسيكون لها دَوْرٌ فعَّال في تعزيز التعاون وتنمية المصلحة المشتركة في الحاضر والمستقبَل.
إنَّ أبرز ما يجمع البلدين ويجعل علاقاتهما أكثر متانة، هو سعيُهما عَبْرَ التخطيط الجيِّد لتحقيق مستقبَلٍ اقتصادي زاهر لشَعْبَيْهما، حيث تسعى السَّلطنة ودولة الإمارات إلى إقامة اقتصاد راسخ ومتنوِّع، قادر على خلق مستقبَلٍ أفضل. وتتَّسم العلاقات بَيْنَ سلطنة عُمان ودولة الإمارات العربية المُتَّحدة بالعمل المشترك لِمَا فيه مصلحة شَعْبَيْ البلدين، وقد سَعَتِ اللجنة العُليا المشتركة بَيْنَ البلدين التي تمَّ تأسيسها في عام 1991 إلى تجسيد طموحات الشَّعبَيْنِ الشقيقين ودفع وتعزيز سبُل ومجالات التعاون والتنسيق بَيْنَ البلدين في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية والتربوية والعمل على ربط شبكات الكهرباء، والاتصالات، وتنسيق خدمات النقل البري وإجراءات الانتقال بَيْنَ البلدين عَبْرَ مختلف المنافذ الحدودية، إلى جانب تعزيز فُرص ومجالات الاستثمار المشترك، بما يعود بالخير على الشَّعبَيْنِ العُماني والإماراتي في الحاضر والمستقبل.
وقد تجلَّى هذا التعاون في حجم التبادل التجاري بَيْنَ البلدين، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بَيْنَهما في عام 2021 أكثر من 5 مليارات و8ر512 مليون ريال عُماني، مقارنة بأكثر من 5 مليارات و231 مليون ريال عُماني في عام 2020، ما يؤكِّد النُّمو المطَّرد، ويعكس السَّمت التعاوني بَيْنَهما، كما تُعد الشركات الإماراتية من الشركات الأكبر استثمارًا في السَّلطنة؛ نظرًا لسهولة نقل البضائع وانسيابية انتقال المنتجات الوطنية وحريتها بَيْنَ البلدين عَبْرَ المنافذ البرِّية، فيما تُشكِّل سلطنة عُمان واحدة من أهمِّ الأسواق للتجارة الإماراتية، حيث تأتي في المرتبة الثالثة عربيًّا والعاشرة عالميًّا ضِمْنَ قائمة الشركاء التجاريين للإمارات، وتستحوذ على 20 بالمائة من إجمالي تجارة الإمارات.
كما بلغ إجمالي الاستثمارات الإماراتية بالسَّلطنة في نهاية عام 2021 حوالي مليار و207 ملايين ريال عُماني، في حين وصل إجمالي الاستثمارات خلال الربع الأول من عام 2022 حوالي مليار و230 مليون ريال عُماني، ما يزيد الطموح لدى الجارَيْنِ من أنْ تكُونَ هذه الزيارة فاتحة خير، تعمل على المزيد من تنمية العلاقات في شتَّى صُوَرها وأشكالها وعلى رأسها العلاقات الاقتصادية.
التعليقات مغلقة.