مصر البلد الاخبارية ووكالات
قامت نائبة المدير العام لشؤون أوروبا في وزارة الخارجية الإسرائيلية، روديكا غوردون، يوم أمس الإثنين، سفيرة فرنسا في إسرائيل، هيلين لا غيل، للاحتجاج على تصريحات تصريحات سفير فرنسا في الولايات المتحدة الذي ينهي مهام منصبه، جيرارد آرو، التي وصف فيها إسرائيل بأنها “دولة أبرتهايد”.
وعلاوة على استدعاء السفيرة الفرنسية، فقد منع كل مسؤول إسرائيلي رسمي من الالتقاء بالسفير الفرنسي في الولايات المتحدة، آرو، الذي يتوقع أن يزور إسرائيل في الأيام القريبة.
وكان آرو، المعروف بأنه أرفع دبلوماسي فرنسي، وبصلاته من كبير مستشاري البيت الأبيض، جاريد كوشنر، قد صرح أن “صفقة القرن” أقرب لما يريده الإسرائيليّون، وإن احتمال فشلها هو 99٪، وكان لافتًا قوله إن “إسرائيل، في ظلّ الظروف الحاليّة في الضفة الغربية، هي دولة أبرتهايد”.
وقال آرو في لقاء مطوّل مع مجلّة “ذا أتلانتيك” الأميركيّة، قبل نحو 10 أيام، لمناسبة مغادرته منصبه، بعد 5 سنين قضاها سفيرًا لبلاده في واشنطن، وعمل قبلها سفيرًا في الأمم المتحدة وفي تل أبيب “أنا مقرّب جدًا من جاريد كوشنر، وخطّة السلام الأميركيّة قريبة جدًا مما يريده الإسرائيليّون، هناك احتمال 99٪ أن تفشل، لكن علينا ألا ننسى احتمال الواحد بالمئة أن تنجح. للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مقدرة خاصّة على الضغط على الإسرائيليّين، نظرًا لأن شعبيّته مرتفعة في إسرائيل”، ناقلًا عن كوشنر قوله إن الرهان الأول للإدارة الأميركيّة هو أن “شعبية ترامب في إسرائيل تضاهي شعبيّة رئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو. لأن الإسرائيليين يثقون به”، بينما الرهان الثاني “هو أن الفلسطينيين سيقتنعون أن هذه آخر فرصة لهم لتحقيق أيّ سيادة محدودة”، وذكر كذلك أن صفقة القرن ستشمل ضخًا كبيرًا للأموال على الفلسطينيين، بدعم عربي.
وقدّر آرو أنه في ظل الأوضاع الحاليّة “وحقيقة أن إسرائيل أقوى بكثير من الفلسطينيين والوضع القائم مريح جدًا لها، فإن لا مصلحة لديها في التنازل للفلسطينيين” وأوضح أن الإسرائيليين “يسيطرون على الضفّة الغربيّة. لكنهم لم يتّخذوا قرارًا بشأن الفلسطينيين بعد، سواءً عبر إعطائهم مواطنةً إسرائيليّة أو تركهم دون دولة. لن يعطوا الفلسطينيين المواطنة الإسرائيليّة، لذلك سيكون عليهم تحويل الوضع إلى أبرتهايد بشكل رسمي، بالمناسبة، إسرائيل اليوم دولة أبرتهايد كالتي ذكرت”.
ولفت آرو إلى أنّ نظرة كوشنر إلى حل الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني “تجارية بحتة”، وادّعى أن “كوشنر لا يحاول تحديد من الصادق ومن المخطئ، إنما يحاول إيجاد حلّ عمليّ. ومن ناحية أخرى، فإن كوشنر مناصر جدًا لإسرائيل ولا زال غير قادر على الاستيعاب أنه إن عرض على الفلسطينيين الانتحار أو الخضوع للإسرائيليين، فإنهم سيختارون الانتحار”.
كما تجدر الإشارة إلى أن فرنسا احتجت على الخصم الإسرائيلي من أموال الضرائب الفلسطينية. وردا على ذلك، بعث رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، رسالة رسمية، كتب فيها أن “إسرائيل ستواصل العمل بموجب سياستها وبحسب القانون الذي سن في الكنيست”. واعتبر “طلب فرنسا غير صائب من الناحية الأخلاقية والسياسية، ويتناقض مع أسس السياسة الأوروبية للصراع مع الإرهاب”. بحسبه.