كتب – حمدى شهاب
جاءت إشادة الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال زيارته لسلطنة عمان، بالمستوى الحضاري المتميز الذي وصلت إليه السلطنة، بفضل القيادة الحكيمة للسلطان قابوس، وإعجابه بجامع السلطان قابوس الأكبر بما يضمه من تصميمات رائعة وفنون معمارية، وإشادة ناريندرا مودي رئيس وزراء الهند وإعجابه بالتصاميم المعمارية العمانية والإسلامية لجامع السلطان قابوس الأكبر في إطار زيارته للسلطنة، لتؤكد أن الجامع يعد منبرا للتواصل الإنساني والحضاري وإطلالة عُمان على العالم.
ويعد الجامع مركزا مهما للدراسات الإسلامية، ومنبعا لتعلم العلوم الإسلامية، ومركزا لتخريج الدعاة والمفكرين والناشرين لدين الحق، ومنبرا للتواصل الإنساني والحضاري القائم على سماحة الإسلام.
ويعتبر الشكل المعماري للجامع المبنى على وجود خمس مآذن ترمز إلى أركان الإسلام الخمسة، وتتخلل الجدران البيضاء مجموعة من الأقواس والكوات المفتوحة مع دعامات تستهل واجهة المصلى الرئيسي.
بات الجامع مقصد كل العمانيين في رمضان وذلك لما يمثله من أهمية في استقطاب علماء الدين الإسلامي لإلقاء المحاضرات الرمضانية والاستفادة من الدروس والعبر التي مرت للنبي صلى الله عليه وسلم وعلى أصحابه في مسيرة الدعوة الإسلامية وفي مختلف مناحي الحياة التي كانت قدوة لكل المسلمين.
جاءت فكرة إقامة جامع السلطان قابوس الأكبر لكي يستوعب أكبر عدد من المصلين ويكون معلما دينيا وحضاريا وثقافيا واجتماعيا حيث صدرت أوامر السلطان قابوس بإنشاء أكبر جامع في السلطنة عام 1992 لتبدأ مرحلة التصميم. ويضم جامع السلطان قابوس الأكبر مصلى للرجال والنساء ومعهدا إسلاميا ومكتبة علوم وقاعات لمحاضرات مختلفة وقاعات لندوات ومؤتمرات بالإضافة إلى كونه تحفة معمارية إسلامية.
وبدأ لتنفيذ الفعلي لجامع السلطان قابوس الأكبر عام 1995 واستغرق بناؤه نحو ست سنوات، وتم افتتاحه عام 2001 بحضور كبار المسؤولين العمانيين ووفود إسلامية وعلماء الإسلام من مختلف أنحاء العالم، ويشار إلى أن التصميم المعماري للجامع يمثل مجموعة حضارات إسلامية بداية من حضارة الأندلس وشمال أفريقيا إلى شبه الجزيرة العربية والشرق.
يتضمن الجامع مجموعة من الزخارف التي تنتمي لحضارات إسلامية مختلفة منها الزخرفة العُمانية والعثمانية والمملوكية والمغربية والمصرية الفرعونية والبيزنطية وزخرفة بلاد الحجاز وزخرفة الفن الإسلامي المغولي وزخرفة آسيا الوسطى والزخرفة الإسلامية المعاصرة.
يتسع الصحن الخارجي للمسجد لنحو ثمانية آلاف مصلٍ بالإضافة إلى الصحن الداخلي والأروقة فإن السعة الإجمالية للجامع تصل إلى 20 ألف مصل ومصلية. ويتوسط جدار القبلة محراب يعد روعة في الجمال بنقوشه، ويعتبر أعلى محراب في السلطنة إذ يبلغ ارتفاعه 14 مترا وبعرض يقارب التسعة أمتار. وفرشت قاعة المصلى الرئيسي بأفخم أنواع السجاد .
يوجد في الجامع مصلى للنساء مزخرف بالأحجار المصقولة والمنقوشة والمحفورة يدويا يتسع لأكثر من ثمانمائة مصلية، وقاعة للمحاضرات والفعاليات الثقافية المختلفة سعتها 300 شخص ومكتبة تضم 20 ألف مجلد مرجعي في شتى العلوم والثقافة الإسلامية والإنسانية وهي مجهزة بأحدث التقنيات السمعية والبصرية وشبكة الإنترنت، ومهيأة لاستقبال الدارسين والباحثين.