في أعقاب فوز بليندا بينتشيش باللقب الفردي في النسخة الأولى من بطولة مبادلة أبوظبي المفتوحة للتنس، والتي نظمها مجلس أبوظبي الرياضي، يعزم المنظمون على ترسيخ ثقافة مستدامة تلهم الفتيات والسيدات لممارسة هذه الرياضة وتعزيز مكانة أبوظبي كوجهة رياضية عالمية مرموقة.
فقد استقبل مجمع التنس الدولي في مدينة زايد الرياضية نخبة من أفضل اللاعبات في العالم في الفعالية المتميزة ضمن بطولات اللاعبات المحترفات تصنيف 500 نقطة، لتصبح أبوظبي وجهة جديدة ودائمة ضمن سلسلة بطولات لاعبات التنس المحترفات عالميًا.
وقدمت البطولة شركة أي إم جي الرائدة في الفعاليات والأحداث الرياضية العالمية واستضافها مجلس أبوظبي الرياضي ومبادلة، لتستعرض مجرياتها مستويات عالمية متميزة من الأداء الذي قدمته النجمات المحترفات على مدار ثمانية أيام. وجاءت البطولة إيذانًا بانضمام البطولة بشكل رسمي إلى أجندة فعاليات رابطة اللاعبات المحترفات، ما يمهد الطريق أمام اللاعبات في الإمارات للسير على خطى بطلاتهنّ المفضلات.
كما جاءت البطولة في لحظة هامة من تاريخ رياضة التنس، حيث تحتفل رابطة اللاعبات المحترفات هذا العام بمرور 50 عامًا على تأسيسها على يد بيلي جين كينغ الحاصلة على 39 لقبًا هامًا، والتي أسست الرابطة انطلاقًا من مبدأ تساوي الفرص-وبخاصة مبالغ الجوائز. ورسخت الرابطة مكانتها كجهة دولية رائدة في عالم الرياضة الاحترافية للسيدات وما زالت الجهة الأبرز في رياضة التنس للسيدات.
وتضم أجندة فعاليات الرابطة اليوم أكثر من 50 بطولة تقام في القارات الستة، ليحضرها جمهور عالمي قوامه 900 مليون شخص هذا العام.
تأتي البطولة في وقت تمارس فيه السيدات الرياضة بأعداد كبيرة، لتكون رياضة التنس في المرتبة الرابعة بين أكثر الرياضات شعبية حول العالم عام 2021 وفقًا لإحصائيات نشرتها Statista، بينما كانت نايومي أوساكا السيدة الوحيدة التي أدرجت في قائمة فوربس لأعلى الرياضيين أجرًا عام 2022. وبالمقارنة، جاءت أوساكا وسيرينا ويليامز ضمن الثلاثة الأوائل في قائمة فوربس لأعلى الرياضيات أجرًا في العالم حيث احتلت لاعبات التنس أماكن ضمن المراكز العشرة الأولى التي هيمنت عليها نجمات التنس ومنهن إيما رادوكانوا وإيجا سوياتك المصنفة الأولى عالميًا، وفينوس ويليامز.
ويتطلع المنظمون إلى زيادة ذلك العدد لإتاحة الفرصة للفتيات للسير على خطى اوساكا وويليامز، وذلك عبر مواءمة الجهود مع الاستراتيجية الحكومية طويلة الأمد للمساعدة في إيجاد مجتمع صحي وشمولي يشجع الفتيات على ممارسة الرياضة.
وتضمنت البطولة توقيع شراكة استراتيجية مع أكاديمية فاطمة بنت مبارك للرياضة النسائية، والتي تكرّس جهودها لتشجيع وتسهيل إقامة الفعاليات الرياضية النسوية في دولة الإمارات، وذلك بهدف عقد جلسة نقاش ثرية للأطفال والكبار.
عقدت جلسة النقاش في قرية المشجعين التي شهدت كذلك مجموعة من جلسات الأسئلة والإجابات والفعاليات المرتبطة بالتنس، وشاركت فيها المصنفة الأولى عالميًا كارولينا بليسكوفا وليودميلا سامسونوفا التي وصلت إلى نهائيات الفردي في البطولة، إلى جانب لاعبات كرة الطائرة وكرة السلة من أكاديمية فاطمة بنت مبارك للرياضة النسائية، وهنّ حنان البلوش وكلودين الزاهد، للحديث عن مدى أهمية الرياضة والدور المؤثر الذي تلعبه في حياة الناس.
وجاءت إقامة بطولة مبادلة المفتوحة للتنس هذا العام في وقت مهم بالنسبة لأبوظبي التي تستقبل المزيد من المسابقات والأحداث الرياضية المحلية والإقليمية والدولية إلى جانب الفعاليات المجتمعية، مثل الترايثلون وفعاليات الجري وغيرها من الفعاليات التي تتيح فرصًا أكثر لمشاركة الكبار والصغار على السواء.
وإلى جانب استثمارات الحكومة الضخمة في توفير البنية التحتية المتميزة والمبادرات على مستوى الناشئين، تعزز الفعالية مكانة أبوظبي الرائدة كوجهة عالمية مرموقة للفعاليات الرياضية. فالإمارة تقع على بعد 8 ساعات بالطائرة من ثلثي سكان العالم، وتتمتع بإمكانات فريدة تتيح لها استقبال الرياضيين والإعلاميين وممثلي الاتحادات والمشجعين. ويتعرف الزوار إلى عدد من المعالم السياحية الرائعة والجوانب الثقافية المختلفة، فيما يرون عن كثب سبب صعود نجم الشرق الأوسط والمكانة المتميزة للمنطقة كمركز عالمي للفعاليات الرياضية.
أقيمت البطولة قبيل انطلاق فعاليات رابطة اللاعبات المحترفات في كل من الدوحة ودبي، ليسهل على المشجعين الانتقال بسهولة إلى المدينتين اللتان تبعدان مسافة قصيرة فقط.
وامتدحت النجمة السويسرية، والمصنفة التاسعة عالميًا، بطولة مبادلة أبوظبي المفتوحة للتنس قائلة: “أتطلع دومًا للعب في مدن جديدة وبيئات مختلفة ضمن بطولات رابطة اللاعبات المحترفات، ولهذا لم أتردد في تأكيد مشاركتي عندما علمت بأن أبوظبي ستستضيف هذه البطولة.”
وأضافت: “يتحمل جميع اللاعبين، وأنا منهم، مسؤولية المساعدة في تنمية الرياضة، وقد أبهرني ما رأيته من أعداد الناس الذين تابعوا منافسات التنس خلال الأسبوع في أبوظبي، والأنشطة التي تمت إقامتها على هامش البطولة، وآمل أن يسهم ذلك في إلهام جيل اليافعين، – وبخاصة الفتيات – لممارسة هذه اللعبة في المستقبل.”
ومن جانبها قالت فيكي جونارسن، مسؤولة فعاليات التنس لدى أي إم جي: “بدأنا التعاون عن كثب مع شركائنا الاستراتيجيين منذ أن أعلنت رابطة اللاعبات المحترفات عن انضمام أبوظبي كأحدث وجهة لاستضافة بطولاتها، وذلك بهدف إقامة بطولة تعود بالنفع على جيل الشباب في المستقبل –وبخاصة الفتيات.”
“تتمثل مهمتنا في تحقيق تغيير إيجابي يلامس حياة الناس ويغيّرها للأفضل، وقد شهدت بطولة مبادلة أبوظبي المفتوحة للتنس مجموعة واسعة من المبادرات التي تسعى إلى تشجيع نمو اللعبة واستعراض مدى أهمية الرياضة وتأثيرها. إنها بداية رحلتنا وحسب، ونأمل بأن تلهم البطولة في كل عام مزيدًا من الفتيات والسيدات ليحققن أفضل إمكاناتهن – سواء في التنس أو في أي مجال يرغبن به.”
وأضافت: “نشكر كل من ساهم في إقامة وإنجاح أولى بطولات مبادلة أبوظبي المفتوحة، ونتطلع إلى استمرار هذا النمو الإيجابي في عام 2024.”
التعليقات مغلقة.