مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

بشرى تنزل الملائكـــة

0

كتب / حمدى شهاب

من كتاب بشائر الفضل الإلهى لفضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزيد

وهذه البشرى فيها تفصيل من سابقتها، فقد علمنا أن الإستقامة هى علامة المحبة والكرامة! وقد يكرم الله عزوجل أحبابه بسرِّ الاستقامة كما أخبر بقوله فى سورة (فصلت):{نَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ} (30)
وحتى لا يلتبس الأمر على البعض فى تنزل الملائكة، فيظن أنه يمكنه أن يراهم عيانا بياناً من البداية على هيئتهم وأحوالهم ,وفى الحقيقة لا يقدر أحدٌ بمفرده على ذلك إذ لابد من التأهيل! … هل هذا واضح؟
ولذا روت السيرة قصة العباس عم النبى صلى الله عليه وسلم عندما ذهب لزيارته
رضى الله عنه يوماً ومعه ابنه عبد الله بن عباس وهو صبى ، ويروى بن عباس رضى الله عنه أنه دخل مع أبيه علي النبى صلى الله عليه وسلم فجعل العباس يكلم النبى صلى الله عليه وسلم والنبى لا يلتفت له! … لأنه كان مشغولاً بالحديث مع رجل آخر!!، فانصرف العباس وقال لإبنه عبدالله أن النبى أعرض عنه! فقال له:{ يا أبت أما رأيت الرجل الذي كان عنده يكلمه؟ قال: لا! قال أكان عنده أحد؟ قال: نعم! فرجعا للنبى؛ فقال العباس: يا رسول الله أكان عندك أحد؟ قال: ورأيته؟ قال: أخبرني عبد الله بذلك! قال عبدالله: فأقبل عليَّ النبى صلى الله عليه وسلم وسألنى: أرأيته؟ قلت: نعم! قال ذاك جبريل } وفى رواية زيادة: { أما إنك ستفقد بصرك } ، فكان كما قال وكفَّ بصره رضى الله عنه في آخر عمره!!
إذاً هذا الموضوع يحتاج إلى تأهيل! هل وعينا القصة! فكيف التأهيل؟
والآن أعيرونى فهمكم! إن الله جعل معك على قلبك ملَك الإلهام على الدوام، وهذا هو حبل الوصال بينك وبين الملائكة الكرام، فيلهمك الصواب، ويسدِّدك إلى الحق، ويوجهك إلى الصدق! فماذا تحتاج لأكثر من هذا؟!! فمن أحبَّه مولاه جعل مَلَك الإلهام يتولاه بإلهامه، والْمَلَك يتلقَّى من الله والعبد يتلقى من المَلَك، فهو يتلقَّى من الله عن طريقه! ولا غرور ولا زهو ولا سمعة لأنه لم يرَ الْمَلَك!، فالْمَلك يسدِّده ويلهمه دون أن يراه، وذلك حفظ الحفيظ لهؤلاء الذين يريد أن يحفظهم الله على الدوام.
لكن من يرى المَلك جهاراً، فربما لعبت به نفسه التى لم تطهر بعد من العيوب! فتجعله كلما جلس مع قوم يريد أن يفتخر بما رآه، فيكون فى ذلك بُعده حرمانه من المزيد من فضل ربه عزوجل، فالمحفوظ هو الذى يتولى الله إلهامه عن طريق المَلك ولا يراه!.
فإذا تمَّ تأهيله فحدث ولا حرج! .. فبعدها يحدث له ما لا يُعدُّ من حالات القرب من الملائكة، ومن أهل العناية والرعاية الذين يتنزلون بإذن ربهم عليهم لتثبيتهم إن كانوا فى حاجة لتثبيت! أو لإلهامهم إن كانوا يحتاجون الإلهام، أو لحفظهم إن كانوا فى شأن يحتاجون فيه إلى الحفظ المعنوى أو الحسِّى من إنس أو جان! فى أى وقت أو مكانٍ كان!
أما من كان فى أحضان مولاه! فيا هناه! فمثله لا يحتاج إلى أى صنف من ملائكة الله لأنه مع من يقول للشئ كن فيكون! واسمعوا واعقلوا يا أولى الألباب!!
فهذا دخل فى بشرى أعلى من ذلك وأكبر ويتولاهم عزوجل بولايته وليست الملائكة! ولا جبريل! ولا ميكائيل! لكن هو بذاته عزوجل الذى يتولى الصالحين!! ألم يقل.:{وهويتولى الصالحين} [الأعراف]
————————————————————————–
(1)مسند الطيالسى عن عبد الله بن عباس رضى الله عنه
============================================

قد يهمك ايضاً:

مفتي الجمهورية : على المقبل على الحج أن يردَّ الحقوقَ…

محافظ كفرالشيخ يعلن إفتتاح مسجد الكوم الكبير شرق العاصمة

اترك رد