كتب – أحمد قرمد :
في قلب غرب يوركشاير، تقف مدينة برادفورد جاهزة ومتألقة كنجمة للمشهد الثقافي البريطاني في 2025،بعد أن حصدت لقب “مدينة الثقافة البريطانية”.
المدينة التي أكملت استعداداتها لاستقبال العالم ببرنامج ثقافي مبهر يمتد طوال العام، يعكس تراثها الصناعي العريق، تنوعها الاجتماعي، وروحها الإبداعية.
مدينة برادفورد اليوم ليست مجرد وجهة، بل تجربة ثقافية حية تدعو الزوار من كل مكان لاكتشاف قصصها، فنونها، ومستقبلها الواعد.
تراث برادفورد: من عاصمة الصوف إلى مركز الإبداع
برادفورد، التي اشتق اسمها من “المعبر العريض” (Broad Ford)، كانت وما زالت رمزًا للتحول والتنوع.
في القرن التاسع عشر، أصبحت عاصمة الصوف العالمية بفضل مصانعها الكبرى، مثل سالتير ميل، المدرج اليوم ضمن مواقع التراث العالمي لليونسكو.
مع تدفق المجتمعات من جنوب آسيا وأنحاء العالم في القرن العشرين، تحولت برادفورد إلى واحدة من أكثر المدن تنوعًا في بريطانيا، حيث تمتزج النكهات الثقافية في الطعام، الفنون، والموسيقى.
في 2009، نالت لقب أول “مدينة السينما” لليونسكو، بفضل المتحف الوطني للعلوم والإعلام، الذي يضم أكبر شاشة آيماكس في البلاد.
برادفورد أكملت كل الاستعدادات لتكون نجمة 2025 من خلال برنامجها الثقافي الطموح “وقتنا، مكاننا” (Our Time, Our Place)، الذي يضع المدينة في صدارة الوجهات الثقافية.
البرنامج، الذي اتخذ شكله النهائي، يشمل مئات الفعاليات التي تحتفي بالفنون البصرية، الموسيقى، المسرح، والسينما، مع تركيز خاص على إشراك الشباب والمجتمعات المحلية.
من الأحداث التي جهزت للانطلاق:
المتحف الوطني للعلوم والإعلام: أعيد افتتاحه في يناير 2025 بعد تجديد شامل، وهو الآن مركز تفاعلي جاهز لاستقبال الزوار بمعارض جديدة، مثل The Music is Black: A British Story الذي يروي قصة المساهمات السوداء في الموسيقى البريطانية.
مهرجان برادفورد السينمائي: المدينة مستعدة لاستضافة عروض أفلام محلية وعالمية، مع ورش عمل لدعم صانعي الأفلام الشباب، مستفيدة من مكانتها كمدينة السينما.
برادفورد لايف: المسرح الموسيقي الجديد، الذي حول مبنى أوديون القديم بتكلفة 22 مليون جنيه إسترليني، تم تجهيزه لاستقبال 4000 زائر في حفلات وعروض عالمية بدءًا من 2025.
فنون الشوارع: شوارع برادفورد مهيأة لاستضافة معارض مفتوحة، عروض موسيقية، ومسرحيات تفاعلية تعكس تراثها الصناعي وتنوعها الثقافي.
مبادرات المجتمع: برامج مثل شبكة صانعي الأفلام 2025 جهزت لدعم المواهب المحلية في إنتاج أفلام قصيرة، مما يعزز مشاركة سكان المدينة.
مدينة برادفورد تمتلك كل المقومات: تراث ثقافي غني يتجسد في مسرح ألهامبرا، معرض كارترايت هول الذي يضم أعمال ديفيد هوكني، ومواقع تاريخية مثل كاتدرائية برادفورد وقرية سالتير المدينة بتنوعها السكاني جعلها مركزًا للطعام العالمي، مع مطاعم تقدم أطباقًا من الشرق الأوسط ، أسيا ، وأوروبا، جاهزة لإثراء تجربة كل زائر.
المدينة التي أكملت تجهيز بنيتها التحتية الثقافية، وتتوقع أن يساهم برنامج 2025 في ضخ 389 مليون جنيه إسترليني في الاقتصاد المحلي، مع خلق أكثر من 7000 فرصة عمل واستقطاب ملايين السياح.
مستقبل مشرق بانتظار الزوار
برادفورد لم تكتفِ بماضيها الصناعي المجيد، بل هي اليوم مركز إبداعي جاهز للمستقبل مشاريع التجديد، مثل ون سيتي بارك وسوق دارلي ستريت ، أكملت تجهيزاتها لاستقبال الزوار بأفضل صورة كما أن إرثها السينمائي جاهز للتوسع مع فعاليات تعليمية وفنية جديدة.
في 2025، برادفورد جهزت واستعدت من أجل قصة ثقافية فريدة، تجمع بين الإبداع، التنوع، والتاريخ، وتدعو الجميع ليشهدوا تألقها كوجهة ثقافية حضارية متنوعة لا تُضاهى.