بقلم – سامية البحري :
عندما كنت أدخل إلى المكتبة، ركض نحوي
أمسك ببصري،ثم همس لي:
_ خذيني إلى الله.
طوقته بأنفاسي. ..
_وماذا تريد منه؟
أردف:
_أريد أن أخبره أني جائع، ظمآن، وأدماني الصقيع.
وسأعده أن أمشي راكعا..
فقط،لو أعاد إلي أمي لأنام في حضنها الدافئ.
دثرته بدمعي ولعنت كل راع ينام في قصره المسيج
وهو يسبح باسم القدير القادر.
يمسح على بطنه المنفوخ.
وقد تجشأ كالوحش الكاسر .
ثم قلت:
يا بني!!
الله لا يريدك أن تمشي راكعا.
الله يريدك عزيزا،كريما،ساب
يا بني!!
القائم على أمرك سرق مؤونتك
ثم ضرب في الأرض ببطشه وجبروته
يخطب في الناس:
أن أطيعوني..فأنا ربكم في الأرض
أوصاني رب السماء
أن أتصرف في أمركم
وأن أكون حاكما…
ينهى عن ….
ويأمر ب……
تداخلت المفاهيم….
لم أعد قادرا…
نظر في وجهي _هذا الطفل الشريد_
قال في براءة:
_هل أنت خليلة الله؟؟
أمسكت يديه الصّغيرتين ثم ضغطت عليهما
فأصغيت إلى خرير الطهر يتعالى في نبضه
تفتح ثغري على ابتسامة صافية،نقية…
تخرج من عمق الروح..
ورأيتني أقف أمام جدتي، و أضيع في ملامحها الأسطورية
وشعرت بدقات قلبي تتسارع..
واشتعلت الأوردة، بعد أن استوطنها الصقيع.
ثم همست:
لله ما أروع الطفولة!!!!!!!
سكب دمعة نقية كالفجر..
فحطت على خدي، كانت بردا وسلاما على وجهي
وكانت نارا وبركانا في قلبي..
حملته بين ذراعي،و ركضت به بعيدا…
ركضت …ركضت…ركضت.
كأن الريح تلثمني…
ابتسم…ضحك…ت
وطوقني حتى غدا قطعة من وجودي..
كان صوته يتردد في مسامعي كسنفونية عذبة من سنفونيات هذا الوجود..
وكانت أنفاسه حارقة كالهاجرة.
وتوحدنا في دمعة في حجم شلال
وأنا أصرخ بصوت مبحوح:
لا تذبحوا الحمام….لا تذبحوا الحمام
آخر الأخبار
غـزل المحلة يبدأ استعداداته لمواجهة فاركو في كأس الرابطة
ضبط عاملين اعتديا على سيدة بالضرب في البحيرة بسبب خلافات شخصية
ريال مدريد يهزم ألافيس بثنائية ويواصل الزحف نحو قمة الدوري الإسباني
المركز الإعلامي لمجلس الوزراء يوضح حقيقة نفوق 500 رأس ماشية بمحافظة المنوفية
ظاهرة الكلاب الضالة في المغرب: المخاطر والحلول لحماية المجتمع والأطفال
الأم والمدينة في رواية “ليالي عبادان “ : سرد التمسك بالجذر والهوية للكاتب عدنان الحيدري
مفتي الجمهورية ينعى الأستاذ الدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة الأسبق
رئيس الإتحاد السكندري : رابطة الأندية قدمت نموذجًا ناجحًا وأسهمت بقوة في تطوير الدوري المصري و أطمن ...
قراءة نقدية في رواية "رجال في الشمس: رحلة الضياع بين الغربة والقهر" للكاتب غسان كنفاني
ملتقى التفسير بالجامع الأزهر: الجراد أحد الأدلة على الإعجاز العلمي في القرآن الكريم
المقالة السابقة
المقالة التالية
