بقلم – عواد المخرازي:
اليوم بكت ابنتي الصغيرة كثيرا، لا تريد مغادرة صفها الأول . حاولت المعلمات اخراجها بالقوة لصفها الثاني . أمسكت الباب ، وأخذت تصيح بأعلى صوتها . هناك ….ألعابها ، سبورتها الوانها، مقعدها ومنضدتها ، ونجماتها التي زينت كل الجدران . لقد تعلقت بذلك الصف كثيرا ، هو كل عالمها وحياتها ، لا تعرف شيئا غيره لا تريد شيئا غيره .
حضرت إليها .أخبرتها: أن في هذا العالم أشياء كثيرة أكبر من صفك الصغير .ستدرسين كل عام في صف ، وستكون حياتك محطات . ستنتقلين كذاك المسافر من مدينة الى حديقة الى سوق الى بحر وقارة .
_ وهل سأركب الطائرة يا أبي.
_نعم
_ وأزور كل البلدان .
_ نعم .
_وهل أكون طبيبة .
_نعم يا بنيتي .
فرحت كثيرا ،أمسكت يدي وغادرت الصف . حضنتني بقوة، أغمضت عيني . وذرفت ألف دمعة نثرت على صدرها _في سري _ قلت : لكنني لا أريدك أن تكبري أبدا أبدا أبدا .