ايمان الشريف تكتب : _ عودة تمثال تحتمس الثالث فتح الباب لحملة شعبية لاستعادة الآثار المصرية فى الخارج
وجد المصريون في افتتاح المتحف المصري الكبير سببا واضحا للفرحة واستعادة الإحساس بهويتهم وهم الأمر الذي جعلهم يجلسون أمام الشاشات يتابعون حفل الافتتاح وربما يدلون بدلوهم حول الحفل ويقولون رأيهم إما سلبا أو إيجابا في دلالة واضحة على الاهتمام والرغبة في المشاركة في الحدث ولو بالرأي.
غير أن تبعات الاحتفال الكبير الذي وجد له صدى حول العالم لم تتوقف فقد أعلن رئيس وزراء هولندا عن إعادة تمثال مصري يعود لعصر الملك تحتمس الثالث وهو رأس سيتم به إكمال قطعة ناقصة حسب تصريح د زاهي حواس.
وهو الأمر الذي فتح الباب مجددا للحديث عن الجهود التي تبذلها وزارة الخارجية والسياحة والآثار، لاستعادة الآثار المصرية، مستخدمة التعاون الدولي والدبلوماسية والقضاء، حيث إنه منذ عام 2014، استعادت مصر أكثر من 30 ألف قطعة أثرية من دول مثل الولايات المتحدة، فرنسا، ألمانيا، وإسبانيا، وهي جهود تدار من خلال آليات مثل الإدارة العامة للآثار المستردة واللجنة القومية لاسترداد القطع الأثرية، بالإضافة إلى متابعة صالات المزادات الدولية.
هذا الحديث عن الآثار المصرية المسروقة في ظني يجب أن يكون على رأسه قضية استعادة رأس نفرتيتي الذي تم اكتشافه عن طريق بعثة ألمانية قامت بترحيل التمثال غلى ألمانيا فظل في رحلة بين المتاحف والمخازن خاصة في أوقات الحرب حيث يقال إن هتلر قد وضع التمثال في خزينته الخاصة عندما تم إفراغ متاحف برلين خوفا عليها من القصف.
أيا كان الأمر فقد استقر التمثال في صالة خاصة به في متحف برلين، وكانت الردود الألمانية قبل ذلك مبررة عدم التمثال في أن مصر لم توفر بيئة آمنة للحفاظ على التمثال، وهو الأمر الذي شهد العالم الآن بأنه مبرر زائف، وهو الأمر الذي يفتح الباب كذلك للحديث عن القطعة القطعة المفتاح في هذا التاريخ وأعني بها حجر رشيد الذي خرج من مصر استنادا إلى المادة السادسة عشرة من وثيقة استسلام الإسكندرية (١٨٠١)، وهي معاهدة تم التفاوض عليها وتوقيعها من قبل القوات العثمانية والفرنسية والإنجليزية، ولم يوقع عليها مصري واحد، مما يجعل الموقف القانوني للآثار المصرية التي تم الاستيلاء عليها موقفا يمكن الاستناد عليه في استعادتها.
لكن الأمر الأكثر أهمية في ظني هي وجوب دعم الخطوات الرسمية بحملات شعبية أدعو النخبة الثقافية إلى تبنيها لاسترداد أهم آثارنا المسروقة، وربما يجب أن تبدا هذه الحملات بعمل لابد منه من قبل المؤسسة الأثرية المصرية يتمثل في نشر بيان بأهم القطع التي يجب السعي لاستعادتها ومكان هذه القطع وصورها، وأن يتم توزيع هذا البيان على طلاب المدارس والجامعات ربما في صورة رقمية، وأن يتبع ذلك حملات متتابعة ومنظمة على المستوى الشعبي ثم حملات تنظمها المؤسسة الثقافية تباعا تتوجه بنداءاتها إلى الشعوب التي توجد هذه القطع في بلادها ثم إلى النخب الثقافية ثم حكومات هذه البلاد وهو ما يدعم المشاركة الشعبية ويساند الجهود الحكومية في الوقت نفسه.
إذا كان الوقت قد حان فإن المشاركة الشعبية المنظمة هي الضمان الأول والأهم لنجاح هذه الحملات
