كتب – عبد الحميد مصطفى بدر :
تقرر تعليق منافسات كرة القدم المحلية في تركيا لأجل غير مسمى، بعدما قام رئيس ناد بالاعتداء على أحد كبار الحكام في البلاد بالملعب، عقب مباراة في الدوري التركي مساء أمس الإثنين.
قام فاروق كوكا، رئيس نادي أنقرة جوجو، بتوجيه لكمة قوية للحكم خليل أوموت ميلير، الذي أدار مباراة الفريق ضد ضيفه تشايكور ريزا سبور، التي انتهت بالتعادل (1-1) في المرحلة الـ15 للمسابقة.
وتسببت لكمة رئيس النادي في إسقاط الحكم على أرض الملعب، مما أثار مشاهد فوضوية عقب انضمام اللاعبين والمسؤولين للمشاجرة أو لمحاولة التدخل من أجل فض الاشتباك.
وكان ميلير طرد لاعبا من كل فريق خلال اللقاء، الذي شهد تقدم أنقرة جوجو (1-0) قبل أن يدرك ريزا سبور التعادل في الدقيقة السابعة من الوقت المحتسب بدلا من الضائع للشوط الثاني.
ويعد ميلير (37 عاما) أحد أبرز الحكام في أوروبا، حيث تم إدراجه بقائمة النخبة في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم “يويفا”، وسبق له إدارة عدد من المباريات ببطولة الدوري الأوروبي، كما أدار مباراة ويستهام يونايتد الإنجليزي ضد ألكمار الهولندي في ذهاب قبل نهائي بطولة دوري المؤتمر الموسم الماضي.
ونقلت وسائل الإعلام المحلية عن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إدانته للهجوم، وسرعان ما قرر الاتحاد التركي لكرة القدم تعليق المنافسات المحلية.
وفي بيان له، ألقى اتحاد الكرة التركي باللوم على هذا “الهجوم الدنيء” إلى الثقافة السامة المستمرة منذ سنوات تجاه الحكام، والتي “عززها العديد من اللاعبين ومسؤولي الأندية”.
وذكر البيان أن “التصريحات غير المسؤولة لرؤساء الأندية والمديرين الفنيين والمدربين والمعلقين التلفزيونيين التي استهدفت الحكام مهدت الطريق لهذا الهجوم”.
تداعيات اعتداء رئيس ناد على حكم في الدوري التركي
وأضاف الاتحاد التركي في بيانه: “بالتنسيق مع الحكومة، بدأ تنفيذ جميع الإجراءات الجنائية اللازمة ضد المسؤولين والمحرضين على هذا الهجوم غير الإنساني، ستتم معاقبة النادي المسؤول ورئيسه ومديريه وجميع المجرمين الذين هاجموا ميلير بأشد العقوبات”.
وتابع: “بموجب قرار مجلس إدارة الاتحاد التركي لكرة القدم، تم تأجيل المنافسات في جميع الدوريات لأجل غير مسمى”.
ووفقا لوسائل الإعلام التركية، تم نقل ميلير وكوكا بعد تلك الواقعة للمستشفى، مع وضع رئيس النادي تحت الحراسة، ومن المتوقع أن يتم احتجازه بعد تلقيه العلاج.
وألقت السلطات التركية اليوم الثلاثاء، القبض على فاروق كوكا واثنين آخرين.
وفي البداية، تم إلقاء القبض على 6 أشخاص، ثم طلب ممثلو الادعاء في أنقرة إطلاق سراح الثلاثة المشتبه بهم المتبقين بكفالة كجزء من التحقيقات المستمرة، حسبما كتب وزير العدل يلماظ تونش على منصة “إكس” للتواصل الاجتماعي.
واعتذر نادي أنقرة جوجو عن ارتكاب رئيسه تلك الواقعة، وأصدر بيانا جاء فيه “نشعر بالحزن بسبب الحادث الذي وقع هذا المساء، نعتذر لجمهور كرة القدم التركي والمجتمع الرياضي بأكمله عن الحادث المحزن الذي وقع بعد مباراة تشايكور ريزا سبور في ملعب إريامان”.
من ناحيته، أدان نادي ريزا سبور واقعة الاعتداء، وتمنى لميلير الشفاء العاجل، حيث أصدر بيانا على موقعه الإلكتروني الرسمي ذكر فيه: “ندين بشدة الأحداث غير المرغوب فيها التي وقعت بعد مباراة أنقرة جوجو التي لعبناها اليوم، نتمنى لمجتمع الحكام بأكمله، وخاصة حكم المباراة خليل أوموت ميلير، الشفاء العاجل”.
كذلك فإن السويسري جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، أدان الحادث، وقال عبر حسابه في تطبيق “إنستجرام”: “لا يوجد مكان على الإطلاق للعنف في كرة القدم، سواء داخل الملعب وخارجه”.
أكد إنفانتينو أن الأحداث التي وقعت في أنقرة “غير مقبولة على الإطلاق وليس لها مكان في رياضتنا أو مجتمعنا”.
وأتم: “بدون حكام المباراة لن تكون هناك كرة قدم. ينبغي أن يكون الحكام واللاعبون والمشجعون والعاملون في أمان للاستمتاع بالمباريات، أطالب السلطات المعنية بضمان تنفيذ هذا الأمر واحترامه بشكل صارم على جميع المستويات”.
التعليقات مغلقة.