نحن علي أعتاب أن نودع عام 2024 محملين بالكثير من الذكريات والتجارب تشوبها المشاعر المختلطة الغريبة المتراوحة بين الألم والسعادة ويبقى الأمل باسط ذراعيه بالوصيد لأن لنا رب نعلم علم القين بأنه لن يخيب آمالنا ولو سألني سائل ما الذي سآخذه معي في عامي الجديد وأتبناه في كل أيامي فلن أتردد في القول بأني سأحمل معي (الامتنان) فهو أجمل الممارسات التي تقترن بها عباداتنا وتتمحور حولها الحياة وهو الأمر الذي لو التزمنا به بوعي تام سيكون قادراً على تغيير كيميائية عقولنا ويجعلنا في النهاية نتقبل جميع ما نمر به بصدر رحب وتسليم تام لله
لقد مرت الايام والشهور وانقضت بكل ما فيها من ذكريات الماضي التي تلاحقنا كسراب تختلف المشاعر والأحاسيس بين البشر لما قدموه خلال العام منهم من هو راض ومقتنع عما قدم ومنهم من هو لا يعير اهتمام ولا يترك أي اثر في نفسه ومنهم لا ينسى الذكريات المؤلمة التي مرت عليه ومنهم يذكر الايام الجميلة من افراح ومناسبات سعيدة شارك فيها ومنهم يتذكر اتراح مر بها وفقد قريبا أو صديقا
لقد مضى به قطار الحياة وطوى الزمان صفحته أو حضن فقده وصوت لا ينساه
فودعه ورحل ترك له بقايا الماضي ولم يبقي
له إلّا الذكريات فيدعوا له بالرحمة والمغفرة
احداث صارت ذكريات تثير الشجون يزداد مع ذكراها خفقان القلب ولهيب في الصدر منازل خالية من الاحباب مليئة بالذكريات دموع اصحابها لا تجف وشوق لا يبرد وألم لا ينتهي فتلك الغيمة السوداء جاء بها الزمان وشبح مخيف يحمل اسم الرحيل والهجرة والنزوح لينزع الاحباء من موطنهم ويرميهم على سواحل المحيط جثث هامدة لبس الكون السواد وترك للأحبة ذكرى دامعة وآخرون شدوا الرحال الى ديار الغربة لتحميهم وتعطيهم الامن والأمان فهم بين الاشتياق لضحكات الطفولة البريئة التي هي جزء من كيانهم وذكرى المكان الذي ولدوا فيه وترعرعوا وارتووا من مائه والنسيان الذي لا تبقى في مخيلتهم غير اطلال الوطن سنة نودعها ولا تستأذن بالرحيل رحلت بدقائقها وساعاتها وأيامها وشهورها رحلت مع مرها وحلوها بسوادها وبياضها حفرت في قلب الكثير من الذكريات وأخذت من الكثيرين سنة مرت من عمرنا لا تعود ولا قابلة للتكرار ولا ينفع الندم والحزن
لن يتوقف العمر في محطة السعادة ولكنه يمضي ويجري كأنه حلم يأخذ معه الأشياء الجميلة التي تركت في حياتنا بصمتها الجميلة
علقنا على جدار غرفتنا التقويم الجديد الذي يحمل معه الايام القادمة المجهولة ورمينا التقويم القديم الذي يحمل معه ملامح من ذاكرتنا تذكرنا الكثير من الاصدقاء الذين رحلوا من هذه الدنيا دون وداع تذكرنا أصدقاء كانوا اوفياء وآخرين فجأة تحولوا وأصبحوا اعداء تذكرنا الذين مازالوا اوفياء اصدقاء كالزهور
من هذا الزمان تعلمنا أن هناك اشخاص لا يستحقون الامان بعد ما اعطيناهم ثقتنا خدعونا ومن اعطيناهم حياتنا قتلونا ولغيرنا يعيشون نحن نعيش لأجلهم فمن يملك قلب حنون يحتار العيش بين بشر تخون
على صعيد العلاقات الانسانية والشخصية فقد تراجعت أكثر من أي وقت مضى وأصبحت العلاقة والصداقة بين الناس تبنى على أساس الماديات والمصالح وتدهورت الى أدنى مستوياتها وأصبحت الصداقة الحقيقية عملة نادرة تغيرت نفوس الناس وفقد الانسان احترامه للآخر وامتلئ المجتمع بمجموعة آفات وعلل عاصية على الاستئصال والعلاج وانتشرت البسمة الكاذبة والخبث والفتن ونشر الاخبار الكاذبة وإثارة الشائعات وفقدت العلاقة الانسانية التي مضمونها المتمثل بالمحبة وباتت قائمة على الخداع والمظاهر الفارغة
نودع عام شهدت بداية محن جديدة باستمرار الضائقة المالية والاقتصادية وغلاء اسعار المواد الضرورية للمعيشة وازدياد حوادث القتل والنهب والسلب والسرقات وانتشار الامراض وهيمنة الشراكة الوطنية على مفاصل السياسة وقسمت الغنائم والمنافع بين الاقطاب السياسية وفق نظام المحاصصه التي قسمت الكل الى مكوناته حسب الاستحقاق الكمي للأطراف المشاركة فيه
عام شهد فيه وطننا الكثير من مختلف انواع التوترات والأحداث وكثير من المماحكة السياسية
فايام قليلة ويستعد الملايين في هذا العالم لاستقبال العام الجديد مع التمنيات بأن يكون عام خير ورفاه للجميع لسنة جديدة لا تستأذن بالدخول في حياتنا أمنياتنا لعام 2025 أن تتفق القلوب وتتشابك الايادي وتنظر للوطن فهو محتاج للجميع ليعيشوا حياتهم في امن واستقرار بعيدا عن الصراعات تسودهم المحبة والإخاء والسلام وكفى من انشقاقات وولاءات وانتماءات حزبيه لا تخدم الوطن وداعا عام الاحزان وأهلا بعام المحبة ونتمنى أن يرمى الفاسدين خارج العملية السياسية وتتربع على عرش الامنيات والدعوات والأحلام امنية شعب بأكمله يسوده السلام والمودة ومشاعر الحب والألفة بين جميع ابناء الوطن ولا تبقى وتنتهي تغريديات بعض المغردين خارج السرب من محاولات كريهة ومنبوذة هؤلاء المغردين على وتر الطائفية والقبيلة والعشيرة فهم يعزفون معزوفات المشاحنة والحقد والفصل والأصل
وأن يحظى الجميع من أبناء مصر بنعمتي السلام والرجاء الصالح للوطن ولبني البشر
التعليقات مغلقة.