أنا لا أقصد في مقالي أي شخصية وبعيداً
عن النقد الساخر كل البعد وبعيداً أيضاً عن التجريح والشخصنة أكتب كلمات من القلب لعلها تصل إلى القلوب وخاصة القلوب التي أعنيها مباشرة وأكتب إلى ممثلي الشعب ممثلينا في صنع القرار نوابنا الكرام والأفضل ممن أوصلناهم إلى تحت قبة البرلمان أوصلهم صوتنا وقرارنا واختيارنا أقول وأكتب لهم رأفة بمن أوصلوكم وفرحوا بوصولكم رأفة بكل طاعن بالسن تكبد عناء الاصطفاف بطوابير الانتخابات رأفة برب الأسرة الذي حمل معه الأمل بمستقبل مشرق لأبنائه وحياة أفضل
من حقنا ان نطلب ممن يرون انهم يمثلون الشعب في المجلس النيابي يمثلونه ولايمثلون عليه من حقنا ان نطلب منهم مع دورة الفصل التشريعي الحالي التي توشك ان تنتهي ان يقدموا لنا وللرأي العام كشفا تفصيليا لما حققوه وانجزوه على صعيد التشريع والرقابة والمساءلة قبل اي شئ آخر اي دورهم الاساسي الذي نص عليه الدستور وليس الاقتراحات بقوانين ولا الاقتراحات برغبة ولا تلك الحياكات «الفجة» لمشاريع استجوابات وئدت قبل ان تولد ولا تلك الاستعراضات «الدونكيشوتية» التي سخرت للهرج ولا لجان تحقيق برلمانية اوغل في تشكيلها ولم
يقطف ثمار واحدة منها ولا ذلك اللغو والنفاق السياسي المهين لعقول الناس ولا تلك الممارسات التي اهدرت قيمة المساءلة والمحاسبة والتي لم تراع عطش المواطنين الى تجربة برلمانية لائقة تعبر عن مشروع وطني واضح النهج والافق والمعالم
نحن هنا لانطالب النواب بانجازات خارقة لايملكون القدرة ولا الكفاءة ولا الوقت لبلوغها كل ما نطلبه ان يقدموا لنا «جردة حساب» لا اكثر
صحيح اننا لم ندع النواب الى وليمة ليفعلوا ذلك ولم يصدر اليهم احد «توجيهات» ليبادروا الى هذه «الجردة» ورصد ما تراكم مع الزمن مما قد يعدونه انجازا في رصيدهم عجيب امر نوابنا كأنهم لايدركون بان العمل البرلماني لايحتمل اكثر مما اصيب به في الصميم على ايديهم الى الدرجة التي اخرجوا هذا العمل عن نطاق الفاعلية والتأثير فيما هم يصرون على ان يظهروا لنا بمظهر الابطال
اذن ايها الابطال لا نريد منكم سوى «جردة حساب» حتى يعرف الناس الرأي العام من انتخبكم ما انجزتموه ما اضفتموه الى التجربة البرلمانية وما فتحتموه من آفاق لها كل نائب عليه ان يستعجل جردة الحساب والعجلة هنا ليست من الشيطان واللبيب والربيب واربابه من الاشارة يفهمون لماذا طلب الاستعجال هذا؟
ولماذا يجب ان توضع جردة الحساب بين ايدي الناس على وجه السرعة؟
نعلم بان القريب يعلم والبعيد بات يعلم بان الاداء البرلماني بالجملة والمفرق لم يكن يوما نموذجا يحتذى به وان عدوى المماطلة والمماحكة والعرقلة والتسويف واغتيال الاولويات بالطول والعرض وبالصوت والصورة ومعها الرغبات والاحلام الشخصية التي طرحت على صهوة العديد من الشعارات ابقى كل شيء على حاله وافرغ العمل البرلماني من مضمونه ورسخ قناعة لدى كثر من الناس لا نريد ان نقع في فخ التعميم قناعة ترى بان الاداء البرلماني بلغ درجة من الرداءة التي اصبح فيها من يتمنى لو لم يكن هناك برلمان من الاساس
هل تكفي هذه الشهادات عن واقع حال مجلسنا النيابي شهادات اروع ما فيها انها تدخل في سياق «شهد شاهد من اهلها»اي النواب انفسهم وليس من احد غيرهم وهذا يجعلهم بمثابة «المسرح والمسرحية» اما نحن فمتفرجون بالاكراه لعمل اقل مايمكن ان يقال عنه بانه مضجر النواب قالوا الكثير عن ما يعبر عن هشاشة عملهم البرلماني نكتفي بما اثير في الاونة الاخيرة فقط ففي ذلك ما يكفي ويزيد ها هو احدهم يقر ويعترف ونقدر له ذلك بان هناك من النواب من يسير خلف الاوامر وليس خلف الواجب الحقيقي للنائب كممثل للشعب والى القارئ الضعيف الذاكرة
أيها النواب عليكم أن تدركوا أن أي حراك لا يستفيد منه المواطنون ولا يتم من خلاله الدفاع عن حقوقهم هو حراك لن يحسبه الناخبون لهم بل هو في اتجاه معاكس من ناحية القبول والرضا وعليه وبعد ما مرت علينا في الدورة الحالية بشكل عصيب في ظل الأزمة المالية وبين تقديم مقترحات أكسسوارية لا يجب أن يكون لها حضور في القادم من الأيام عليكم مهمة كبيرة اليوم تتمثل بأن تقدموا للناس شيئاً يحسون بأن أصواتهم وذهابهم لصناديق الاقتراع لم تذهب خسارة وأقلها كان فيها مردود في إطار حمايتهم والحديث باسمهم والتركيز في القادم مهم لتحقيق شيء يفيد الناس ويخدم البلد
لذا لابد أن يكون اختيار المرشح المحتمل بشروط تحمل سمات وصفات علمية وثقافية مرتبطه باستراتيجية العمل التى قلنا عليها ..
وهنا أود أن اقترح واطرح على الجهات المسئولة عن اختيار المرشحين داخل القائمة أو الأحزاب او الفردى أن يتم عمل ملف كامل شامل من المتخصصين عن كل محافظة لما تمتلكه من موارد وثروات طبيعية ونوعيه عن المشروعات التنموية التى ستقام على أرض الإقليم وتعتبر موارد وثروات وتوطينها في الظهير الجغرافي لتلك المحافظة لخلق مجتمعات حديثة سكانية وصناعية على المدى البعيد وذلك للمساهمة في حل مشاكل مصر بشكل سريع وسليم وبناء عليه لابد من اختيار المرشح الذى يمتلك مقومات وقدرات علمية وعملية وثقافية مرتبطه بنوعية المشروعات التنموية المقترح إقامتها داخل المحافظة أو داخل دائرته الانتخابية .
بالتأكيد لدينا ثقة كبيرة في الجهات المعنية والمسؤولة في قدرتها على الاختيار بعيدا عن اى دوافع ضاغطة تؤدى إلى محاصصة وتقسيم الاختيار ما بين المال والقبلية والدين احيانا
ومن هنا ارغب في طرح مقترح وطنى وهو عدم الاعتماد مرة أخرى على نواب الشعب والشيوخ الحاليين في الاختيارات كمرشحين محتملين للدورة القادمة سواء في الفردى أو القائمة أو حتى فردى الأحزاب
وهذا الاقتراح يرجع لأسباب متنوعة أنه حدث تزاوج مصالح مابين النواب والمسئولين التنفيذيين داخل اقاليمهم وأصبح النائب يحمى المسؤول من المسائلة والثانى يقنن مصالح النائب وأتباعه ويمنحها غطاء قانونى وارى أنه لابد أن يتضمن اختيار المرشحين عددا من المعارضين الوطنيين أصحاب الرأى والرؤية ليكتمل الشكل الإيجابي لمجلسي النواب والشيوخ بالصورة التى تناسب الجمهورية الجديدة في السنوات المقبلة