مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

انور ابو الخير يكتب : نحن من نرسم مفاهيم حياتنا

8

 

قد يهمك ايضاً:

أنور ابو الخير يكتب : توحش المصلحجية

الصحة النفسية ….الرهاب الاجتماعى …حلقة 39

عندما لا تعود النفس تثق بأى أحد منحولها عندما تتعذر الروح عن البكاء والصراخ للتعبير عن الألم الذى بداخلها عندما تفوق الآهات بداخل الضلوع طاقة النفس هنا يأتى دور القلم ليبدأ فى كتابة الألم الذي ينزف حبره من القلب المملوء بخلجات وصراعات وتمسك به اليد المرتجفة التي يزلزلها الحزن لا تعرف هل تكتب ما يتفجر بداخلها على الورق ام تكتمه فيتفجر بين الضلوع فيا سكين القدر الكامن في الأوجاع عفوك تتركني في بيداء الخوف وحيداً دون متاع و ترميني في بحر الأحزان يتيماً دون شراع امنحني قبل الطعنات من الأحبة والصديق قلباً صخرياً كي أصمد في كل ضياع لان في هذا الزمن نوعية خاصة من البشر ليست لديها القدرة على الشعور بالندم تجاه أفعالها الخاطئة في حق الناس والمجتمع الذي تعيش فيه حيث إنها لا تؤمن بمفهوم التعايش ووجوب الخير للجميع فهي تسير وفق شعار نفسي….نفسي حتى وإن كان على رقاب الآخرين وهذه النوعية دائما ما تفضل الترويج لأمور هي بنفسها ليست مقتنعة بها وتكتفي فقط بإيهام الناس بها
وعدم تصديق المجتمع لهؤلاء لانكشاف النهج المخادع الذي يسيرون ويعملون به وما يثير الدهشة فعلا أن يعلم أن الآخرين يعرفون مدى زيفهم وكذبهم ولكنهم لا يبالون ويتابعون السير على نفس المنوال والنهج و لا حياء لهم ولا يوجد حل لهذه النوعية من البشر إلا عن طريق شعورهم بالندم على أفعالهم حيث إنها السبيل الوحيد للتوقف عن ذلك ولكن أغلب التوقعات تفيد بأن هذا الشعور من شبه المستحيل التزامهم به فالمجنون ليس مقتنعا بأنه كذلك وإن حاولت إقناعه أخذك معه إلى قارب الجنون فنحن من نرسم المفاهيم بعضها صحيح وكثير منها في وقتنا الحاضر أشبه بقول حق أريد به باطل
لم تعد الأخبار ولا عنواينها موصلة لحالة الفرح و الفرج ولم نتمكن من التمييز بين الحقيقة وبين المفبرك حتى صار الهجوم بالوكالة وأصبح قول الحق حجة للهجوم عليك إلى درجة التشكيك في النوايا وإن كانوا لا يعرفونك على المستوى الشخصي واحذرالأقربون إنها سمة عصر التكنولوجيا التي دخلت في كل بيت ورافقتك في مركبتك ومكتبك وأي مكان تحط رجلك فيه حتى الدواوين لم تعد مثل ما كانت عليه وتأمل في قوله تعالى «وتلك الأيام نداولها بين الناس» إنها دروس آلهية لم يستفد منها الكثير من أحبتنا فالحديث عن الناس بغيرحق يعني الانتقال والتحول والتغييرمن حال إلى حال حسب المصلحة
فالأيام دول صحيح وثابت والبعض من أحبتنا لم يقرأوه ولو من باب أخلاقي
فالبعض يرى أنه هو الوحيد الأنسب لتبني قضايا الجموع ويترشح له بأنه وصيي علي غيره وتتغير أحواله وسلوكياته ولا تجد من يحاسبه فنحن نكتوي بنار التغييرات ولا نجد الدواء للشفاء من المتغيرات ليس قصورا من كثير من أحبتنا لكنها سمة العصر الحالي حيث صار الكلام من وراء الظهور سمة وماركة مسجلة ولا يستطيع الاقتراب للمفسد كائن من كان فالمنافق والسارق والفاسد حر طليق وإن لمست حديثاحوله فستجده على استحياء لأنه وإن رفع صوته فلايجد أذنا صاغية له
ونسمع عن كثيرا من الناس والنوايا السيئة وترديدهم بالعبارات التي تمس مشاعر الآخرين وأنا على المستوى الشخصي لم أعد راغبا في سماعها نحن نريد أياما جديدة وزمن جديد بأوجه جديدة ليس فيه نافق ولا كذب ولافساد ينقلنا من حال إلى حال نريد اختيارا أصدقاء وأحبه حقيقيين يفهم الفرق بين الصداقة والمحبة والرحمة ويفرق الضوابط التي منحها الله لهم لقلوب محبه وشعور حقيقي بالآخرين ونريد من يحترم مشاعر الناس وعقول الغالبية الصامتة التي أدركت أن الزمان ليس بزمانها نريد ميثاق شرف يحاسب كل من تسول له نفسه بايقاع الضرر على الآخرين عن طريق اسمه الصريح أو المستعار وهم كثره فنحن نريد شفافية في معالجة طريقة فهم قول الأيام دول من وازع ديني وأخلاقي واجتماعي مقارنة مع ممارسات جيل الأجداد ولكن هذه النوعية الخاصة من البشر والتي تعاني منها مجتمعاتنا لا يفيد معها أي طقوس لأننا خاطبناهم وذكرناهم بقيم وتعاليم الإسلام والذي يدعون أنهم ينتمون إليه ولكن من دون فائدة وإن كنا نبحث عن الحب الحقيقي بين الناس لمستقبل أفضل ولو أنني نوعا ما أشك بتوافر الأرضية لهكذا توجه لكن يبقى الأمل بالله عز وجل
والله المستعان

التعليقات مغلقة.