من أين أشترى ترامب هذا الغرور والتكبر ونعلم بأن فرعون قد سبقه على هذه الصفة أين فرعون وماذا أحل به ؟؟ بل أين شارون
وماذا احل به ؟؟ الجميع قد هلك أمام عظمة الله يريد ترامب هذا المجنون المصاب بداء العظمة أن يرتب الكون كما يشاء وكأنه هو من صنع الكون فليذهب إلى لوس أنجلوس ويتفقد ما عجز عن إنقاذه والله لن يصيب أهل غزة والشرق الاوسط إلا ما كتبه الله عليهم
إن الأمة العربية قادرة على الصمود والتكاتف ضد همجية البلطجي الأمريكى دونالد ترامب بتهجير الفلسطينيين من أرضهم وقوبل ذلك بالرفض العربي الذى يعد السلاح الأقوى ضد الغطرسة الصهيونية وعلي حكام العرب التجاوز عن الماضي لكي نبني المستقبل ونعيد للعالم العربي مجده وعزتها المفقودة
وعلينا أن نتحدث بصوت واحد لننادي بالحرية والعدل والمساواة وعلينا أن نعلو شعار التغيير والتقدم ونتخلص من قيود الجهل والتخلف
إن العالم العربي يحمل في طياته الكثير موروثاً ثقافياً عريقاً وتاريخاً عظيماً علينا أن نعيد اكتشاف هويتنا وقيمنا ونستعيد أمجادنا وروح النضال والتفوق أمام غطرسة البلطجي ترامب وإصراره على تهجير الفلسطينيين إلي دول الجوار
فلنستمع لبعضنا البعض بصدق واحترام ونبني جسوراً من التفاهم والتسامح لنتعلم من الأخطاء ونعمل على تصحيحها لنحقق التقدم والازدهار
أن في تاريخ الأمم لحظات ومواقف فارقة لا تحتمل الالتباس ولا تقبل التأجيل أو التسويف إما تستغلها وتنهض لتتقدم إلى الأمام ويكون لها دورها وكلمتها بين الدول أوتهدرها وتتراجع إلى الخلف وتتداعى عليها الأمم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها
والأمة العربية اليوم فى لحظة تاريخية فارقة وهي مطالبة بحكم التاريخ والجغرافيا أن ترتفع إلى مستوى الحدث الذي هو جد خطير وترتقي إلى حد تطلعات الشارع العربي الذي يسكنه اليأس والإحباط ويتملكه عار الهوان والخذلان منذ ١٥ شهرا حزنا وغضبا على ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من إبادة وتدمير في أكبر كارثة إنسانية عرفها التاريخ بينما الأمة العربية عاجزة حتى عن توفير خيام إيواء أو ناقلة ماء أو شاحنة دواء أو حتى أكفان للموتى في غزة
قادة الأمة مطالبون بقرارات تاريخية ومواقف حاسمة ترد اعتبارها وتحافظ على حقوقها وتصون مقدراتها وكرامتها فقد كانت الأيام والأسابيع الماضية كاشفة عن مشروع استعماري جديد يستهدف إعادة رسم خريطة المنطقة على حساب حقوق ومصالح الدول العربية عبر تهجير الفلسطينيين من غزة والضفة وتصفية القضية الفلسطينية
وفي تقديري أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أصبح هو ولا غير المحرك الأساسي والمتهم الأول في هذا المشروع الصهيوني المتطرف وبالتالي فإن أي تحرك عربي ناجز ومؤثر وفاعل لابد أن يكون في اتجاه البيت الأبيض وأن تكون الرسالة العربية من القمة المرتفبة واضحة ومحددة وتحمل من التحذيرات والأفعال ما يردع ترامب عن حماقاته وقراراته ويوقفه عند حدود القانون الدولي فهو بات يهدد الأمن القومي العربي بل الأمن والسلم العالميين
عار على أمة العرب أن ترضى بهذا الهوان وتترك الساحة لإسرائيل وأمريكا يمارسان فيها أبشع أنواع القتل والتدمير والتقسيم ويخرج نتنياهو كل يوم ليتحدث عن بطولات زائفة وأنه يقوم بتغيير الشرق الأوسط وكأن الدول العربية دمى لا صوت ولا رأي لها وأنه مدير هذه المنطقة وسيدها ويتحدث بلا خجل ومن معه من اليهود المتطرفين تارة عن تهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن وتارة أخرى عن إقامة دولة لهم في المملكة العربية السعودية وتناسى ومن معه من الأمريكان أنه كيان محتل وهم من يتوجب عليهم الخروج من الأراضي العربية
لقد آن الأوان لتحرك عربي مسئول يضع حدا للجرائم الإسرائيلية ويوقف الغطرسة الأمريكية فالأمة لديها من الأوراق وعناصر القوة ما يجعلها قادرة على حفظ حقوقها وصون مقدرات شعوبها ومن ثم فإن القمة العربية المرتقبة التي دعت إليها مصر اليوم من منطلق مسئوليتها التاريخية مطالبة بأن تكون رسالتها للإسرائيلي والأمريكي واضحة قوية لا لبث فيها ويقينا أن استضافة مصر لهذه القمة سيكون له مردوده الإيجابي على إيجاد موقف عربي قوى يرقى إلى تطلعات الشعوب العربية فقد نجحت مصر عبر مواقفها الحاسمة خلال الفترة الماضية أن تفشل مخطط التهجير الذي كانت تروج له إسرائيل بدعم أمريكي سافر واستطاعت مصر بقيادتها السياسية باحترافية دبلوماسية عالية أن تبعث برسالة رفض قوية للأمريكان والإسرائيليين وللعالم أجمع ضد كل مشاريع التهجير
لاشك أن القمة العربية المرتقبة يقع على عاتقها التعامل بحسم مع دعوة ترامب لتهجير أهل غزة وسيطرة الولايات المتحدة الأمريكية على القطاع بزعم تطويره وهنا لابد أن يكون هناك موقف عربي يرقى إلى التهديد والتحذير للولايات المتحدة من مغبة هذا المشروع الاستعماري المرفوض وردة فعل الدول العربية ستكون موجهة بالأساس للمصالح الاقتصادية الأمريكية لأن ترامب لا يفهم سوى لغة البزنيس وليكن التهديد بوقف وسحب الاستثمارات الخليجية من أمريكا كما لا بد من التهديد باستخدام ورقة النفط التي تعد من الأوراق المهمة التي يمكن أن تكون لها نتائجها الحاسمة في ردع أمريكا
في المقابل من الضروري أن تتبنى القمة رؤية لليوم التالي في غزة وهنا لا بد أن ترتفع الفصائل الفلسطينية إلى مستوى المسئولية ويتم التوصل إلى توافق وطنى حول الإدارة التي تحكم غزة تحت مظلة السلطة الفلسطينية الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني وذلك حتى لا تكون هناك ذريعة لأمريكا أو إسرائيل للتدخل أو فرض أو اقتراح سيناريوهات غير مقبولة ترسخ الاحتلال والتدخل الأمريكي والأجنبي في الشأن العربي
القمة العربية مطالبة أيضا بطرح رؤية لإعمار غزة عبر برنامج متكامل قابل للتنفيذ في ظل وجود الشعب الفلسطيني على أرضة و أن مصر لديها خطة إعمار متكاملة محددة الزمن لإعمار غزة دون تأثير على السكان ودون ترك أراضيهم وخلال فترة وجيزة وبالتالي فإن القمة عليها أن تتبنى هذا المشروع وتوفر له الآليات التنفيذية وسبل تمويله بالتعاون مع المجتمع الدولي
أخيرًا لا بد أن تتبنى القمة العربية آلية قوية وعملية لمتابعة تنفيذ القرارات بما يحقق مصالح الدول العربية ويحافظ على القضية الفلسطينية في ظل الثوابت والقوانين الدولية التي تقضي بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية
إنه أمل جديد يولد من وسط الظلمة والإحباط الذي يسكن أمة خير الأنام في أن تستعيد قوتها وتسترد كلمتها وتردع المتربصين بها والطامعين في مقدراتها ويقينا أن احتضان مصر لهذه القمة يدعو للتفاؤل في قمة استثنائية في القرارات قمة تكسر قاعدة بيانات الشجب والإدانات دون اللف والدوران ورمي الكرة فى ملعب مصر رمز الأمة العربية والإسلامية
وعلينا أن نكون قوة لا يستهان بها ونساهم في تحقيق التقدم والتغيير فلنتكاتف جميعا ضد الغطرسة الصهيونية فالوحدة قوة وبالتكاتف نحقق النجاح والتفوق لنعيد للعالم العربي مجده ورونقه ونصنع مستقبلاً يليق بأمتنا العربية العظيمة وعلينا أن نتجاوز الانقسامات السياسية والفئوية ونعيد بناء الثقة والتعاون بيننا وأن نرفع شعار الوحدة والانتماء ونتجاوز الخلافات الضيقة والمصالح الشخصية في وجه التحديات الكبيرة التي تعصف بالمنطقة ونتكاتف لمواجهتها بقوة وتصميم
حفظ الله مصر وشعبها وجيشها وأرضها وحفظ الأمة العربية والإسلامية من كل سوء