يقول الله تعالى «وتحبون المال حباً جماً»
كلنا يحب المال وقوام حياتنا يدور حوله لكن هناك قلة تزهد فى الدنيا وليس حراماً أن تكون غنياً تنفق من مالك على عيالك وتقضى حوائج الناس فاليد العليا خير من اليد السفلى دون أن يكون الإنسان عبداً لهذا المال فبئس عبد الدرهم والدينار ولكن السؤال المهم
«من أين لك هذا؟» هذا السؤال حينما يوجه لشخص من جهة مسئولة يرتعد ويبدأ فى ترتيب أوراقه للخروج من تحت طائلة القانون خوفاً من الفضيحة أو مصادرة المال الذى يعرف مصدره وهو عقاب البشر للبشر ربما أفلت وأكمل حياته متلهياً بمتاع الدنيا
وفي هذه الأيام يتم تسليط الضوء في مجتمعنا الزفتاوي علي بعض الشخصيات المعروضه علي ساحة الترشيح لانتخابات مجلسي النواب اوالشيوخ 2025 ومصارد أموالهم من أين له هذا ؟
وكثيراً ما نلاحظ هذه المناظر والمشاهد التي لن تعجز الألسن أن تتكلم عنها وبكل شفافيه وما أن تصل مبتغاها يتضح أن هذا الأشخاص أنعم الله عليهم من نعمة ويتجرد رواد العروس من مبادئهم وقيمهم في الحديث عن ممتلكاتهم فأحياناً يأتي الرزق لأشخاص أحبهم الله فأكرمهم في الدنيا فتتحول حياتهم مائة وثمانين درجة واحيانا يأتى الرزق من مصادر غير معلومة من تجارة سلاح ومخدرات وآثار وغيرها من غسيل أموال لأشخاص آخرين
فلماذا لا نحسن الظن بالله سبحانه وتعالى ودائماً نتقدم بسوء الظن دون حسبان
كل هذه التساؤلات بسيطة جداً ولكن إجابتها بالنسبة للفئة المذكورة قد تصعب عليهم وهنا قد يختلف الأمر لأن الفجوة والفراغ يؤثران حتى على المبادئ والأخلاق وحسن النيات بينما قد تكون تلك الفئة مرزوقة ولكن لن يسمحوا بالحديث عنهم بالسوء مثل ممارستهم مع الآخرين وتكون الجلسة عبارة عن اتهامات باطلة لا صحة لها ولا واقعية ولكن يأتي هذا السلوك من فراغ روتيني عند أغلب الحضور فينقل للبقية بتأثير سلبي فيصبح الجميع في مشاركة جماعية فعالة في الغيبة والنميمة
ويثير الغيظ حد الحنق أن ترى نواب المجتمع الزفتاوي أصحاب الصوت العالي يزاودون على الكل ويزعمون السعي في محاربة الفساد ومحاصرته فيما هم غارقون فيه حتى آذانهم نواب تراهم يؤدون تمثيليات يدعون فيها أنهم المنافحون عن حقوق الناس والمال العام فيما هم متورطون في صفقات خاصة ولهؤلاء صولات وجولات أمام كاميرات الإعلام يؤدون خلالها أدواراً نقيضة لحقيقتهم التي تتجلى في الغرف المغلقة حيث البحث عن صفقة هنا ومشروع هناك ومن يقرأ ويسمع مواقف هؤلاء النواب المحترمة علناً يكاد يصدقهم لشدة ما يحترفون اللعب على أحلام الناس والمواطنين
ويوجد نماذج من ممثلي الشعب أسوأ من ذلك النوع المنسجم مع نفسه والعارض نفسه للترشيح علي ساحة المجتمع الزفتاوي والذي يبدي المنتمون إليه مواقف صادقة وليس صحيحة بالضرورة حتى وإن كانت لا تروق لقواعدهم الشعبية إذ يكفيهم على الأقل عدم ادعائهم ما لا يمارسونه حقاً وأصبح مثلهم مثل نواب المزاودة مجرمون بحق المجتمع فهم بخطاباتهم الرنانة بالكلمات الزائفة يتلاعبون بآمال المواطنين والناس وتطلعاتهم
وأخطر من ذلك أنهم يخفون وراء مسرحياتهم الاستعراضية أطماعا للبحث حصانة وعن مكاسب شخصية سواء أكانت امتيازات عينيه أو أموالا أو مواقع للأقرباء والمحاسيب أي ما يمكن تلخيصه بكلمة واحدة فساد باستخدام المال السياسي وشراء ذمم الناخبين واسترضائه لتغليف مطامحهم أو مطامعهم الشخصية فهي ظاهرة متأصلة وقديمة
المشكلة ليست في نواب الصوت العالي فحسب بل أيضا في المجتمع الذي مازال يصدقهم ويمنحهم صكوك الوطنية باعتبارهم خيرة ما خرج من صندوق الاقتراع وليمكنهم هذا المجتمع من فرصة تكرار العرض المسرحي طالما أن الجمهور يصفق وراض عن العرض والمسؤولون خائفون مرعوبون من كشف فسادهم خشية هجوم منظم تحت القبة
وبقاء هذا الشكل من مجالس النواب يضر بصورة المؤسسة التشريعية لعروضكم التي لا يميزها إلا الرقص على جثث أحلام المجتمع وابتزازه والمتاجرة بأحلام أبنائه وسنظل نشهد استعراضات لممثلين مدعين يقولون ما لا يفعلون لقد مللنا عروضكم فأوقفوها .
اريد اجابة واضحة ومباشرة بدون مجاملات ونفاق ورياء حسب المصلحة اقصد السبوبة .. ماذا قدم هولاء علي مدار السنوات الاخيرة ؟ الاجابة عند اصحاب الفكر الحر .