مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

انور ابو الخير يكتب : لهيب الشرق الاوسط

 

قد يهمك ايضاً:

خالد عامر يكتب قراءة في المشهد الأمريكي الإيراني

ميمات الكراهية في وسائل التواصل الاجتماعي

لا دور في المنطقة الا الدور الأميركي والدور الاسرائيلي الآخرون اضافات بشرية على الخريطة لكننا هنا أمام الدول العربية بثقلها المعنوي والمادي والتي عليها أن تدرك أن الدولة الفلسطينية هي الدولة المستحيلة على أرض فلسطين في هذه الحال علينا أن نتابع بشغف بل بمنتهى الشغف المذابح اليومية للفلسطينيين تماما كما كنا نتابع الأفلام الهوليوودية حول ابادة الهنود الحمر كونهم الحثالة استطرادا لا قوة ديبلوماسية ولا قوة عسكرية لأي دولة في المنطقة اما بالتدمير كما حدث في لبنان وسورية أو بوضع الترسانات العربية بآلاف الطائرات وبآلاف الدبابات قيد الاحتجاز تلك المليارات الهائلة التي تذهب أدراج الرياح في حين أن العالم يغلي على وقع طبول الحرب والتصعيد بين إيران والولايات المتحدة وإسرائيل لم يعد مجرد نذر بل تحول إلى واقع مشتعل فجر اليوم الجمعة ١٣ يونيو هزت العاصمة الإيرانية طهران سلسلة انفجارات ضخمة إثر هجوم جوي إسرائيلي غير مسبوق استهدف مواقع عسكرية وحيوية في قلب الجمهورية الإسلامية لتدخل المنطقة مرحلة جديدة من المواجهة قد لا تكون بعدها عودة
وتعيش منطقة الشرق الأوسط على وقع توترات متصاعدة وخلافات متشعبة تنذر بتداعيات قد يكون من الصعب جداً السيطرة عليها وهو ما يضع المنطقة كلها على المحك ويدفع بأجزاء مهمة منها نحو الحافة في ظل تصاعد التوترات في الشرق الأوسط وتبدو المنطقة وكأنها تقف على شفا بركان قد ينفجر في أي لحظة فالأحداث الأخيرة في غزة والضفة ولبنان وإيران تشير إلى تحولات جذرية في ميزان القوى مما يجعل احتمالات نشوب صراع واسع النطاق تزداد يوماً بعد يوم لعمليات الاغتيال التي نفذتها إسرائيل داخل الأراضي الإيرانية وفي ضاحية بيروت الجنوبية واستهدافها لقيادات بارزة في إيران ما هي إلا إشارات إلى مرحلة جديدة من الصراع قد تأخذ المنطقة إلى منعطف غير مسبوق وتعتبر الاغتيالات للقيادات الإيرانية جزءاً من استراتيجية إسرائيلية وأنها مستعدة للذهاب بعيداً في تحقيق أهدافها الأمنية حتى لو كان ذلك يعني مواجهة مباشرة مع إيران ورغم أن طهران وحلفاءها لم يتوانوا عن التهديد بالرد وتزداد المخاوف من أن تتوسع رقعة الصراع فى المنطقة لتشمل إيران ولبنان حيث تدرك إسرائيل أن أي ضربة كبيرة لإيران لن تكون ممكنة دون دعم أمريكي
ومع ذلك فإن الإدارة الأمريكية تبدو مترددة في منح الضوء الأخضر لعملية عسكرية كبيرة ربما بسبب المخاوف من التبعات الجيوسياسية والإنسانية التي قد تنجم عن مثل هذا التصعيد هذا التردد الأمريكي قد يمنح إيران بعض الوقت لإعادة ترتيب أوراقها لكنه في الوقت ذاته يزيد من تعقيد المشهد ويجعل احتمالات التصعيد مفتوحة على مصراعيها
أما بالنسبة لإيران فإن الرد على الاستفزازات الإسرائيلية يمثل تحدياً كبيراً وطهران تدرك جيداً أن أي رد فعل عنيف قد يفتح الباب أمام مغامرة عسكرية إسرائيلية واسعة النطاق للمنطقة وهو ما تسعى إلى تجنبه بأي ثمن لكن في الوقت نفسه لا يمكن لإيران أن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذه التهديدات خاصة في ظل الضغوط الداخلية والخارجية التي تواجهها
وهكذا تجد القيادة الإيرانية نفسها في موقف لا تحسد عليه حيث يتعين عليها تحقيق توازن دقيق بين الردع والحفاظ على الاستقرار وفي خضم هذه التوترات يتفاقم الوضع الإنساني في غزة بشكل كارثي المدنيون الذين لا حول لهم ولا قوة يدفعون ثمناً باهظاً لهذا العدوان المستعر في الوقت الذي تتصاعد فيه الأعمال العسكرية حيث تبدو الحكومات غير قادرة على اتخاذ خطوات جادة لحماية أرواح الأبرياء أو لاحتواء الأزمة ومع استمرار القصف والقتل تتزايد معاناة المدنيين الذين يجدون أنفسهم بين مطرقة الحرب وسندان الحصار وتبقى منطقة الشرق الأوسط على حافة الهاوية حيث تتداخل المصالح الإقليمية والدولية بشكل يجعل من الصعب التنبؤ بما سيحدث في المستقبل القريب
الجميع يترقب بقلق متزايد ما يمكن أن تكون الضربة التالية تلك الضربة التي قد تغير ملامح المنطقة بشكل جذري
وفي ظل هذه الظروف تبدو المنطقة وكأنها تنتظر انفجاراً محتوماً انفجاراً قد يعيد تشكيل خريطة الشرق الأوسط لعقود قادمة