مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

انور ابو الخير يكتب : لا عزة بلا غزة

 

قد يهمك ايضاً:

أحمد سلام يكتب ذكري مذبحة بحر البقر

رئيس جامعة قناة السويس يُكلف عبد الناصر عبد الجليل مديرًا…

أنني أتسمر مع نفسي كل يوم أمام التلفاز ساعات وساعات استجدي مخيلتي لأكتب مقال عما يفعله بنو صهيون من إبادة لأهل غزة اكتب ليس لأني أريد أن اكتب بل اكتب لأكفر عن ذنب عدم نصرتي لغزة بعد أن أصبح حالي من حال الملايين ممن يستبدلون القتال بالمقال والسلاح بالصراخ وتبدأ كلماتي العرجاء تملئ الصفحة البيضاء وتفرغ أناملي جم غضبها في أزرار الكيبورد تلك الأصابع التي أصابها الصدئ منذ تركت الزناد وتفرغت للعمل الناعم بحجة المقاومة الإعلامية ولكنني ما أن انهي المقال حتى اشعر بالتفاهة وامسح ما كتبت لكني هذه المرة قررت أن أقاسمكم خذلاني فأي كلمات هذه التي اكتبها أمام ما ينقل لنا صوت وصورة من ارض غزة المقدسة
لما نراه في كل يوم على شاشات التلفزة يدمي لها الفؤاد بما يحصل في غزة وفلسطين ويجعل الحليم حيرانا أين أمة محمد صلى الله عليه وسلم ؟ أين أمة الإسلام؟
وهم يشاهدون الجثث الطاهرة النقية تتطاير بالهواء والأمة تتفرج على شاشات التلفزة ومهما تكلمنا عن إجرام هذا العدو نحن مقصرون لأن هذا العدو هو مجرم حرب بامتياز هذا العدو وحش بشري بكل ما للكلمة من معنى فهو لا يراعي فينا لا إلا ولا ذمة هذا العدو يتمادى ويتمادى في طغيانه وفي انتهاكه لحقوق الإنسان والحيوان والطفل والمرأة والشيخ الكبير في السن ولكن نحن لا نلوم هذا العدو على وحشيته لأننا نعرف أنه عدو لنا ونحن على يقين أن عدونا لن يرحمنا ولكن رسالتنا لأمة الإسلام وأمة العرب في مشارق الأرض ومغاربها ترون يا أمة الإسلام ويا أحرار العالم ويا أمة العرب ويا أتباع محمد صلى الله عليه وسلم أو لا ترون هذا الإجرام؟ أولا ترون هذه الإبادة الجماعية التي تحصل في غزة
لماذا لا تنتفض الشعوب العربية والإسلامية؟ لماذا لا نسمع كل العالم العربي والإسلامي يصرخ في وجه هذا المجرم ويصرخ في وجه هذا العدو أن أوقف هذه الجرائم وهذا القتل وهذه الإبادة الجماعية؟
أين حكام العرب؟ أين ملوك ورؤساء وأمراء العرب؟ أين علماء الأمة؟ لأي مذهب انتموا وأين الشعوب العربية والإسلامية؟ وهي تنظر إلى هذه الإبادة وإلى هذا الإجرام ونحن نتفرج على أهلنا وإخواننا نحن على يقين أننا سنسأل بين يدي الله سنسأل على مواقفنا عن تحركاتنا عن انتفاضتنا في وجه هذا العدو سنسأل ماذا قدمنا لهؤلاء المظلومين المكلومين هؤلاء الشهداء هؤلاء الجرحى هؤلاء الذين يبادون في كل يوم على مرأى ومسمع من كل العالم ولا أحد يحرك ساكنا هل تعلمون لماذا؟ ينتمون إلى الإسلام ولأنهم ينتمون إلى منهج وسنة النبي محمد
لا توجد كلمات في جميع اللغات تستطيع وصف الفظائع التي تظهرها صور أطفال غزة المذبوحين وصور أشلاء أعضائهم اللينة مقطعة ومحروقة فقد فاقت هذه الجرائم الشيطانية وعلى الدول العربية المطبعة مع إسرائيل أن تنتبه الى حقيقة سياسة التطبيع التغلغلي قبل فوات الأوان وقبل أن تسيطر الصهيونية على اقتصادهم وعلى حكوماتهم وهذه هي معركتهم التي هي جزء لا يتجزأ من المعركة العسكرية لحركة المقاومة العربية ضد الإحتلال الإسرائيلي الوكيل العسكري للإدارة الأميركية
أيها الأمة العربية تمعنوا جيداً في مصير أطفال غزة لأن مصير أحفادكم سيكون مشابهاً تماماً لمصير أطفال غزة إن لم يكن أفظع بسبب تطور شدة فتك أسلحة المستقبل إذا سمحتم لإسرائيل بالتفرد وبفتك عرب فلسطين بدون تدخلكم وحمايتكم لأن الدور سيأتي عليكم وما عليكم إلا أن تصغو جيدا الى التصريحات التوسعية الإبادية التي يصرح بها كل الإسرائيليين وخاصة زعماؤهم لتروا هذا المصير المرير هناك نكبة أقسى وأفظع من النكبات الفلسطينية قد خططت لمستقبلكم فهل تقبعون مخذولين خائفين بانتظارها

إن الله لن يسألكم عن مؤتمراتكم ولن يسألكم عن شجبكم واستنكاركم
سيسألكم عن دماء الأبرياء عن تلك الطفولة التي عذبت بأبشع أنواع العذاب النفسي والجسدي عن الأشلاء التي بعثرت عن صرخات وبكاء الأمهات عن قهر الرجال وتجويع البشر عن كل ما حدث في غزة وما سيحدث
ماذا ستقولون له يا من تحتفظون بكامل السلطة ماذا ستكون حجّتكم أمامه سبحانه وتعالى في يومٍ لا ينفع فيه مال ولا جاه؟
ستقفون أمامه عراة من كل تبرير لا تخدعوا بالزمن فإن الله لا يؤجل الحساب ويوم القيامة آت لا محالة يوم تبيض وجوه وتسود وجوه
هل سيغفر لكم الله تقاعسكم؟ أم سيكون لكم في الجنة مكان مع من تصدوا للظلم مع أولئك الذين حملوا همّ الأمة رغم ضعفهم وقلة حيلتهم؟
ما زالت أمامكم فرصة للرجوع عن الخزي عن الهوان وعن انعدام الرجولة الذي وسمتم به.
يا ولاة الأمور لعل الله يفتح قلوبكم للرحمة ويسكن ضمائركم الحق
وتذكروا أن يوما سيأتي فيه الحساب وأنه لا مناص من الوقوف أمام الله فاختاروا أنتم