لا عذر اليوم لأحد ولا تبرير لقاعدٍ أو غير قادرٍ ولا عفو عن عاجزٍ أو ضعيفٍ ولا مكان لمتفرجٍ ولا متسع لمشاهد ولا مكان لصامت أو مبرر لساكت فالتكليف عام والواجب فردي والنفير شامل والفرض عين ولن يغفر الله عز وجل لمسلمٍ في آخر بقاع الدنيا أياً كان ظرفه وحاله وأياً كانت حكومته وبلاده قصر عن نجدة أهل غزة وإغاثتهم وتباطأ في نصرتهم ومساعدتهم أو تأخر في تقديم العون لهم والغيرة عليهم ولم يقف معهم وإلى جانبهم ولم يؤيدهم وينصرهم ولم يتضامن معهم ويخفف عنهم ولم يعزز صمودهم ويساهم في ثباتهم ولم يبذل غاية ما يستطيع دفاعاً عنهم وحماية لهم
إلا أن مصر كعادتها بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي تحاول ويحاول الزعيم والقائد الذي لا يغمض له جفن ولا يهدأ له بال ولا يكل ولا يمل من أجل القضية الفلسطينية رافضاً مبدأ الحرب والإبادة الجماعية والتهجير للفلسطينيين ويسعى دائماً من أجل نافذه حل تدخل من خلالها شمس السلام والعقلانية للوصول إلى الهدف المنشود بوقف اطلاق النار ووقف هذه المحارق والمجازر لأهل غزة ولكن إسرائيل كعادتها زادت الطين بِلة وعقدت الأمور باغتيالها وابادتها الجماعية لاهل غزة وفلسطين وأن اسرائيل معتقدة في بالها بأنها لن ترتاح إسرائيل حتى تدخل المنطقة في حرب شاملة وبذلك تهرب من الواقع السياسي والعسكري في غزة والفشل الذريع وأصبح حكام العرب بدون ضمير وأصبحوا يعملون ما يملَى عليهم من البيت الأبيض بيت الشر والإرهاب يشاهدون جرائم الاحتلال الإسرائيلي في غزة وفلسطين يشاهدون التدمير الشامل والقتل الجماعي ولا يحركون ساكنا كأنهم خشب مسندة يقولون ما لا يفعلون
أصبحوا كما قال الله تعالى فيهم (وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أجسامهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُـلّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ العدوّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) صدق الله العظيم
لقد انكشفت الحقيقة أكثر مما مضى بأن الحكام العرب مجرد أنظمة عميلة لدول الغرب أمريكا وإسرائيل إنه زمن كشف الحقائق
لم يعد خافياً أن معظم حكام البلاد العربية صاروا رهائن رخيصة وضيعة عفنة خانعة للإرادة الأميركية الصهيونية ومعظم هؤلاء الحكام العرب من ملوك وأمراء ورؤساء ومشايخ لا هم لهم سوى استرضاء سيد البيت الأبيض ولو على حساب سيادة أوطانهم ومصلحة شعوبهم
إن معظم حكام بلادنا العربية يلهثون خلف تأمين المصالح الشخصية والعائلية والعشائرية وحتى الزبانية ممن يبايعونهم بالولاء والطاعة غير آبهين بمصالح شعوبهم لقد احترفوا قتل الآمال في أجيالنا العربية القادمة يتفننون في صناعة الحقد وبث الفرقة وتوسيع الشقة بين العرب أنفسهم ودفع الرشاوى وشراء الذمم وشن الحروب وخصوصاً ضد بعضهم البعض بهدف تخريب وتدمير البيت العربي المفترض أن يكون بيتاً واحداً
لقد أضحى الشعب العربي تائهاً حائراً لا يملك أي مخطط يمكن الاعتماد عليه في رسم المستقبل فصار الشعب يعيش يومه فقط لا يعلم عن الغد القادم ولا عن مصيره شيئاً
أولئك الحكام جعلوا من كراماتهم سلعة تباع وتشترى في سوق النخاسة وسوق الذل والهوان وأرادوا أن يجعلوا من المواطنين في بلادهم أذلاء يلهثون خلف رغيف الخبز ولقمة العيش الكريم
هؤلاء الحكام هم مدرسة وجامعة في علم الفساد وصناعة المفسدين في عالمنا العربي واستعملوا الدين لغسل العقول ومنع الشعوب من التفكير والتطوير وفي بناء المستقبل
هؤلاء الحكام هم أنفسهم يسرفون في تنمية الشر وافتعال الفتن الدينية والمذهبية ومحو الإنسانية وقتل الضمير وتحليل قتل النفس التي حرم الله
زرعوا الفوضى في الوطن العربي إرضاء لرغبة العم سام الأميركي وبن غوريون الصهيوني
أصحاب البذخ المفرط على ملذات حرمها اللـه بينما يجهدون في ضرب مقاومة العدو المحتل التي شرعها الله لقد جعلوا من شعبنا العربي طعماً للأسماك في البحار جعلوه مشتتاً لاجئاً في بلاد غريبة يسكن الخيم من دون وطن ولا كرامة ولا انتماء يتضور جوعاً أما من اختار البقاء في وطنه فقد ابتلي بالتهديد والفقر المدقع
هؤلاء الحكام من الجهلة لا يفقهون معنى الضمير والإنسان والحضارة والثقافة والعلم والبحث التكنولوجي والصناعة والتطور والتقدم وهم أصحاب الفكر الهجين الذي لا يفقه إلا لغة الغزو والقتل والقمع وكم الأفواه والسجن والاعتقال والتعذيب وعدم قبول الرأي الآخر، وهم الذين امتلكوا أدمغة فاسدة للمجتمع العربي ومفسدة لأي إمكانية للإصلاح فيه هؤلاء حكام أصابهم العسس وصار الانقسام بينهم سمة يتفاخرون بها وبات الاتفاق بينهم أمراً مستغرباً ومستهجناً إذا ما مر بهم في يوم من الأيام ولم يرتقوا يوماً إلى مستوى المسؤولية في إدارة شؤون ومصالح شعوبنا العربية هم أنفسهم سجنوا الحرية وقتلوا استقلالية القرار وفضلوا طريق التبعية وامتهنوا صنعة الرعية تأتمر بأمر الإدارة الأميركية غافلون عن كل شيء إلا عن تفتيت أوطاننا وتشريد شعوبنا وهدر ثرواتنا وفعل الفاحشة وأكل المنسف وشرب ما يخرج من النوق والجمال
أولئك الحكام هم أنفسهم تحالفوا مع العدو
الإسرائيلي وخانوا هوية فلسطين العربية وباعوا القضية وتخلوا عن حقوق الشعب الفلسطيني المعذب المقهور جراء احتلال إسرائيلي يجهدون في تنفيذ مؤامرة طمس القضية الفلسطينية وإلغاء كل أشكال مقاومة إسرائيل يتسترون خلف لافتة المصالحة الفلسطينية بيد أن الحقيقة هي تنفيذ المصلحة الإسرائيلية
هم أنفسهم استباحوا كل المحرمات وأفرغوا ما بجعبتهم من وسخ وحقد وإجرام واستعملوها ضد سورية والسودان ومن قبل ضد العراق واليمن وليبيا والمقاومة الرافضة للاذعان لرغبة أميركا وإسرائيل
إن ما يفعله العدو الصهيوني لا أعتقد أن أحدا من البشر فعله طيلة الحياة البشرية وليس في عصرها الحديث فقط ولاأظن أن التاريخ سجل أو شاهد مثل هذه الهمجية والقوة التدميرية والحرب الأبدية الغير مسبوقة تقريبا فحتى النازية التي يعتبرها البعض أكثر الجماعات وحشية ورعبا وتم تجريمها ومحاسبة كل من ينتمى إليها لا أعتقد أنها قامت بمثل هكذا فعل في كل حروبها العالمية إن ما يحدث اليوم في قطاع غزة ويشمل ولا يستثني الضفة الغربية منها ومناطقها أيضا التي وصل هي الأخرى عدد شهدائها إلى الآلاف إضافة إلى آلاف المعتقلين أمر لا يمكن تصوره ولا يمكن أن يفعله بشر وكل ذلك ينقل مباشرة ويشاهده كل العالم بجل تفاصيله دون أي خفية أو تستر ورغم كل ما يشاهد من صراخ الأطفال بكل أعمارهم وبكاء النساء وقهر الرجال تحت تهديد السلاح في جرائم غير مسبوقة وإن كانت جرائم الصهاينة لم تتوقف طيلة 77 سنة تقريبا لكنها هذه المرة فاقت كل الحدود وتجاوزت كل المحرمات وتشاهد تنقل على الشاشات بأكثر مما حدث سابقا ورغم كل ذلك وكل ما وصل إليه الحال في غزة خاصة وفلسطين المحتلة عامة لا وجود لأي ردة فعل حقيقية وعملية لدى الحكام العرب المسلمين للفزعة من أجل إيقاف هذه الجرائم ومنع العدو من مواصلة أفعاله ومجازره فلم يصدر عن مثل هؤلاء الحكام الخانعين والمتحكمين في مصير ملايين البشر من العرب والمسلمين إلا البيانات الوهمية والجلسات الاستعراضية التي لا تقدم إلا مزيد هوانهم وضعفهم وتعلن خنوعهم وعمالتهم لمن يقوم بكل هذا الإجرام ومن يدعمه ويقف خلفه
فتصريحاتهم لا قيمة لها ولا تساوي قطرة دم واحدة من طفل فلسطيني دفع حياته وكل بياناتهم أرخص حتى من الورق الذي كتبت به ولا تتجاوز القاعة التي أعلنت فيها وما يثير الدهشة والغبن على مثل هؤلاء الحكام الذين فقدوا كل نخوة وشجاعة وحتى كلمة حق أن بيدهم الكثير من الأوراق للمساومة والتهديد لإيقاف مثل هذه المجازر والإبادة الجماعية لمن يفترض أنهم إخوانهم في الدين والعرق والتاريخ والجغرافيا ولا نقول الدخول في حرب أخرى ما يمكن أن يفعله مثل هؤلاء الخانعين لكن هناك وسائل أخرى يمكن أن تحدث فرقا وتغير الأحداث على الأرض من قطع العلاقات لدول التطبيع والاستسلام إلى التهديد بالنفط وإيقاف التعامل الاقتصادي وحتى العلاقات الدبلوماسية ليس مع العدو فقط بل مع كل من يدعمه ويقف خلفه في هذا الاعتداء الوحشي علنا وجهارا إن ردة فعل هؤلاء الحكام أمام كل ما يحدث تسقط عنهم كل نخوة وعروبة ودين وإنسانية وإن من يتهاون أَو يقف مع هذا الكيان الإسرائيلي الغاصب هو عدو لهذه الأُمة استناداً إلى قول الله تعالى (وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ)
فيا حكام العرب والمسلمين ستلعنكم الأجيال إلا الشرفاء منكم وتتبول على قبوركم إذا صرتم نسيا منسيا لأنكم فرطتم في مقدسات الأمة وتركتم الأشقاء فريسة فريدة للعدو الباطش فضيعتم الأمانة المناطة بكم وحكمتم فقط لأجل مزايا السلطة الزائلة من دون تسجيل مواقف مشرفة تخلد ذكراكم الحسن في الغابرين بل إن كثيرا منكم وقف ضد المقاومة الباسلة بذرائع مختلفة وآخرين باعوا ذمتهم للشيطان الأكبر
فيا أيها الحكام في كل مكان إن غزة الجريحة تناديكم وتتطلع إليكم وتناشدكم وتأمل فيكم وترجوكم وإن أهلها المحاصرين يستنصرونكم وينتظرونكم فلا تخذلوهم وقد اعتادوا على مواقفكم وخبروا نخوتكم فلا تتأخروا عليهم وإن أطفالها الجوعى يستصرخونكم ويسألونكم فلا تتخلوا عنهم ولا تتركوهم وحدهم
آخر الأخبار
تغطية خاصة من مصر البلد لمهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة 2025
ضبط لحوم مفرومة ومصنعات مجهولة المصدر وإعدام ١٨ كيلو غير صالح للاستهلاك بطوخ
الدكتور كريم بركات مدير فرع الغربية للتأمين الصحي يتفقد مستشفى المجمع الطبي ويلتقي بالمرضى
بالتعاون مع البيت الروسي .. مركز الحوار ينظم ندوة بعنوان "روسيا ويوم النصر"
باريس سان جيرمان يطيح بفريق أرسنال ويضرب موعداً نهائياً مع إنتر ميلان بدورى أبطال أوروبا
طاقم تحكيم مباراة الأهلي والمصري بالجولة الخامسة من المرحلة الثانية لدوري نايل
الاتحاد يلدغ النصر بثلاثية بقمة الدورى السعودى
الزمالك يقيم حفل تكريم ل " بيسيرو " والجهاز المعاون
كامل الوزير : تدشين أول مصنع سكك حديد بالشرق الأوسط في مصر لتعزيز التصدير
الشباب والرياضة : انطلاق المعسكر التأهيلي للأفكار المصعده لمسابقة "بداية حلم" النسخة الثانية 2025
المقالة التالية