مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

انور ابو الخير يكتب : عالم يفتقد الانسانية

 

 

قد يهمك ايضاً:

المستشار وليد رضوان يكتب حول “المشاكل العملية فى…

زوجة إستثنائية لرجل مهم 

نحن نفتقد في هذا العالم الذي نعيش فيه إلى مجموعة من القيم الإنسانية التي جعلت من الإنسان عدوا لأخيه الإنسان وأصبحت العلاقة بين الأفراد مبنية على المصالح والأطماع الذاتية وأصبح المجتمع متنافيا مع قيمه الأخلاقية ومتماشيا مع قيم جديدة أفقدته إنسانيته وتعاطفه مع غيره ولا شك أن الكل يبحث عن السعادة هذا الإحساس الذي افتقدناه كثيرا وأصبح نادرا جدا خصوصا في ظل مجتمعاتنا المنغلقة والتي تبنت ثقافة جديدة أبعدتها عن أصلها وجذورها
فالسعادة ذلك الإحساس الذي غالبا ما يكون ناتجا عن راحة نفسية أو مفاجأة تجعلنا نضحك ونبتسم من غير أن ندري شخصيا لا أجد السعادة إلا في فعل الخير وتقديم المساعدة للآخرين كلما استطعت إلى ذلك سبيلا ففعل الخير وتقديم المساعدة يجعلنا نحس بشعور لا يمكن وصفه فتجدنا نبتسم دون أن نعرف لماذا وفي بعض الأحيان نقضي اليوم كاملا تحت تأثير طاقة إيجابية لا نعرف سببها ولكن لا جدال أن السعادة مرتبطة ارتباطا وثيقا بسلوكنا اليومي وتصرفاتنا تجاه الآخرين فكلما كانت تصرفاتنا أخلاقية وإنسانية أحسسنا أن هناك طاقة تولد بداخلنا بدون أن نعرف السبب لأن هذا الشعور الداخلي السعادة يجتاحنا فجأة كلما فعلنا شيئا عن إرادة أخلاقية ووعي إنساني نفضل فيه الآخر عن الذات
فالأخلاق هي السبيل الوحيد لتقدم أي مجتمع أيا كان نوعه وأصله يكفي فقط أن نكون من الذين يحبون الخير للجميع لنغير نظرتنا ونظرة الآخرين لنا فالذاتية وحب التملك والغرور والتكبر تصرفات لا تصلح لشيء بقدر ما تكون سببا في تدمير حالتنا النفسية ونفورنا من المجتمع الذي ننتمي إليه
إن الحياة لا تصلح لشيء إن لم نفكر في مصير الآخرين في الوقت الذي نفكر فيه في مصيرنا إن الحياة لا تصلح لشيء إن لم نشارك ما نملك مع الذين لا يملكون شيئا إن الحياة لا تصلح لشيء إن كنا لا نستطيع مساعدة من هم بحاجة إلينا ولو بكلمة بسيطة قد تكون سببا في تغيير نفسيتهم ونظرتهم للوجود فالإنسان السعيد هو ذلك الشخص الذي يفكر في الآخرين قبل التفكير في ذاته فالآخر هو مرآة الذات فكلما كان الآخر مرتاحا لوجودنا انعكس ذلك إيجابا على حالتنا النفسية والانعكاس الإيجابي يعني أن نحس أن سعادة الآخرين هي ثمرة جهدنا أو على الأقل نحس أننا كنا سببا في ذلك
فعندما يفقد الإنسان إنسانيته يصبح كل شيء مباحا هل جرّبت أن تكون لا إنسان لا تحركك المشاعر لا تتأثر أمام مشهد مؤلم لا تتأثر لألم متألم ولا تبكي لبكاء حزين هل فكرت في هذا الأمر؟ هل فقدت إنسانيتك عندما تشاهد أناسا لا يجدون لقمة يومهم جوعى وعطشى وأنت لا تكترث لهذا الفقير الذي يبحث عن من يشعر به حتى لو بكلمة ويحنو عليه بكسرة خبز دون أن ينظر إليه بازدراء؟
هل فكرت لحظة بإنسانيتك بتأثرك بموقف إنساني ليس من نسج الخيال بل واقع تراه لأناس في عوز وفقر هل فكرت قليلاً بإنسانية أمام دمعة طفل يعاني من المرض وهو لا يجد دواءً لأن والديه لا يملكون مالاً كم منا يفقد إنسانيته عندما لا ينظر إلى الكوارث التي تحدث ويصل الأمر إلى الضحك والشماتة؟
إننا نعيش في زمن يعيش الإنسان لنفسه ويمتهن كرامة الغير عندما يعامل العامل في الشارع أو البيت أو في مكان بامتهان كرامته وتحقيره ولغة التعالي ويصل الأمر إلى ضربه وتعنيفه يحدث هذا وكم هي الكارثة عندما يفقد الإنسان إنسانيته إلى درجة تسقط الضمائر أمام جرائم تحدث فتسفك الدماء تظهر الإنسانية في حالة فقد حقيقي في عالم الماديات والمصالح والأنانيات يحدث اليوم في زمن غريب يمتهن الإنسانية بهذا الشكل المقزز عندما نجد الحق أصبح باطلاً عندما نرى الإنسانية تستباح أمام الجرائم التي تحدث من طغاة استباحوا كل شيء وأصبحت العلاقة بين الأفراد مبنية على المصالح والأطماع الذاتية أصبح المجتمع متنافيا مع قيمه الأخلاقية ومتماشيا مع قيم جديدة أفقدته إنسانيته وتعاطفه مع غيره ولا شك أن الكل يبحث عن السعادة هذا الإحساس الذي افتقدناه كثيرا وأصبح نادرا جدا خصوصا في ظل مجتمعاتنا المنغلقة والتي تبنت ثقافة جديدة أبعدتها عن أصلها وجذورها
فماذا أفعل يا الله بإحساس مرهف في الحياة حد اللا معقول في زمن لا معقول فيه الأماكن غريبة وباردة وكثير من العقول مغارات مقفلة تحتاج للإنسانية فينا وكثير من القلوب كهوف معتمة تحتاج الي الحقيقة والمصداقية فينا وكل شيء دفين حولنا ومازلنا نرغب في الحياة حد الجنون تلك الحياة التي نتعلق فيها نفتن بها نعشقها ونكره كل ما فيها تلك الحياة التي نجملها في أعيننا لتبدو أسهل لنا لكي نعيشها وما نجمل فيها سوى خيال نصنعه في عقولنا وفي أيدينا نجوب الأرض فساداً وحروباً ونحتاج للإنسانية التي تمثل جانبا من طريق العمر نمشي عليه في الاخذ والعطاء وهي من تمنحانا لحظات تضفي معاني لحياتنا ويجعلنا سعداء بسعادة من يعاشر وتعيس بتعاستهم بمعنى انه ينصهر في مجتمعه وهذا الانصهار هو الذي يجعل من يومه خطاً مستقيماً دون أي تعرجات ولا لوعة وهذا هو رونق الحياة فان وهبك الله إنسانية كاملة فستعطى كل ما تملك لمن لا يملك شئ وتكون فى قمة سرورك الأنسانية ان تكون بجانب من يحتاج لك ان تعطي بلا منة ولا مقابل
فالانسانية لاتباع ولا تكتسب الانسانية تنبع من حنايا القلب ولا يعرف قيمتها الا من احس بها وهي ميزه اخص الله بها بعض من عبادة
ففي ديننا الحنيف هناك مفهوم الإنسانية الذي يقول انها مرتبطة بالعديد من المبادئ والتعاليم الإسلامية مثل صلة الرحم والتأكيد على ضرورة إلقاء التحية وتعزيز الجانب النفسي بين البشر من خلال الحث على الابتسامة وبشاشة الوجه كما شدد الإسلام على الكثير من الأفعال التي تزيد من أواصر المحبة والرحمة بين البشر ويتجلي من خلالها مفهوم الإنسانية في الإسلام بأبهى صوره ومن هذه الأفعال مساعدة الضعفاء وكبار السن والمرضى والبذل والعطاء للمحتاجين أيا كان دينهم ومذهبهم فلا عنصرية في الإنسانيه ولا هناك تفرقه بين جنس وآخر فالعطاء هو سيد الموقف لمن يحتاجه ولكن ومع الأسف الشديد
هناك الكثير من يدعون الانسانية من اجل الشهره والماديات فاصبحنا فى مجتمع الانسانية فيه هى ان فلان فعل وهو فى الحقيقة من اجل الشهره فقط فالانسانية الحقيقية هى عدم نسيان ما يجب ان يلازم الشخص من خصال حميدة كالرحمة والأحساس بحاجة الأخر محافظ على حياته واسلوبة ومبادئة واخلاقة فالأنسانية أعمق من الحب وأصفى وأطهر الأنسانية فيها التضحية والبذل والعطاء وفيها إنكار الذات والتسامح وفيها العطف والعفو وفيها الكرم وكلنا قادرون على الحب بحكم الطبيعة البشرية ولكن القليل منا هم القادرون على الرحمة

التعليقات مغلقة.