ما بين أواخر السبعينيات وحتى هذا التاريخ الذي يشهد على همجية العدو الصهيوني وعلى التواطؤ الدولي والإقليمي بل والعربي سيما الأنظمة التي رهنت شرفها وكرامتها لإملاءات هذا العدو وارتهنت في قراراتها لسيدها المعتوه في البيت الأبيض يعيش أكثر من نصف مليار عربي حقبة تاريخيةهي الأكثر دموية ووحشية والأكثر تأمراً وخسة وذل ومهانة تعرت من خلالها الأمة للكون لدرجة تعذر فيها على ورقة التوت أن تستمر في ستر ما تبقى من عورتها سيما وهي تشاهد تباعاً سقوط الشرف العربي والكرامة العربية في أكثر من وحل وأكثر من مستنقع
اليوم نجد ذاكرة التاريخ وهي بصدد تدوين ما يجري في المنطقة من قتل وسحل وتنكيل ودمار وما يحاك ضد شعوب المنطقة من مؤامرات دولية وعربية تستهدف وجودهم نجدها وكأنها مضطرة للعودة إلى ما هو أبعد بكثير من هذا التاريخ إلى الحقبة التي اسقط فيها هولاكو أكثر من أمارة اسلامية وهو في طريقه من وسط آسيا إلى بغداد منذ نشأة الكيان الصهيوني بعد ان منح بريطانيا اقامة كيان غاصب على ارض عربية معلنين قيام كيانهم عام 1948 وأعطوا الحق لمن لا حق له للشعب الصهيوني الغاصب
فمنذ عام 1917 اراد الصهاينة ان تتحقق احلامهم في كيان (او دولة ) فاطلقوا شعارات كثيرة من اهمها ان اسرائيل من الفرات الى النيل فبداوا قادة الكيان الصهيوني يحاولون هذه الايام وخلال هذا الوقت استغلال الظرف العربي الضعيف الذي اثبتته الاشهر الماضية 7 اكتوبر لطوفان الأقصي لهذا الموقف العربي الضعيف الذي لم تستطع الدول العربية ان تشكل موقفا حازما يردع الكيان الصهيوني من احتلاله لقطاع غزة وتدمير كل مستلزمات الحياة فيه وقتل آلالاف من النساء والاطفال والشيوخ وتدمير المستشفيات و المدارس والمساجد ومراكز الامم المتحدة كلها ومنع وصول الغذاء والدواء الى قطاع غزة هذا الاجرام الصهيوني كلها بدعم امريكي واوروبي وصمت عربي عاجز عن اتخاذ مواقف ردعية
ولقد استغل الكيان الصهيوني هذا العجز العربي وواصل تطبيق قراراته التي اتخذها لضم الضفة المحتلة بعد ان ضم القدس الشرقية التي جاءته هدية في عهد الرئيس الاميركي ترامب وما اسماه ب صفقة القرن وعندما لم يجد الكيان الصهيوني رادعا من العرب لأنه يتلقى الدعم من الادارة الاميركية التي شجعته برفض قرارات الامم المتحدة ومجلس الامن والهيئات الاممية الاخرى مثل محكمة الجنايات الدولية ويشجع هذا الكيان اكثر لتطبيق المؤامرة المشتركة مع الادارة الاميركية بتنفيذ مخطط الشرق الاوسط الجديد
فاستغل العدو الصهيوني الصمت الدولي والعربي فهاجم دولة لبنان الشقيق وقتل الالاف والاف الجرحى ودمر قرى جنوب لبنان والضاحية الجنوبية وقرى البقاع الجنوبي
وبعد سقوط نظام بشار الاسد واستلام زمام الحكم في سورية مقاومة المعارضة السورية استغل الكيان الصهيوني هذا التحول فدمر كل ما كان يمتلكه الجيش السوري من اسلحة برية وجوية وبحرية واحتل اجزاء من الارض السورية في الجولان ابتدا من جبل الشيخ حتى مدينة القنيطرة بادعاء اسرائيل ان هذه الاسلحة يجب ان لا تقع بيد الارهابيين حفاظا على امن وسلامة الكيان المغتصب ولا نعرف ما هو القادم لينفذه الكيان الصهيوني لتحقيق اهدافه
فالعدو الصهيوني يخطط وينفذ حتى الان جزأ من خططه
اما نحن العرب فاذا خططنا لنمنع هذا العدو إنما كل ما فعلناه عقدنا المؤتمرات العربية والاسلامية وعقدنا الاجتماعات ولم نخرج بخطط لمقاومة هذا الغاصب الذي يريد ابتلاع المزيد من الدول العربية
عزيزى القارئ لقد اتفق شياطين الإنس على هدم الدول العربية ورغم محاولاتهم السنوات الماضية لستر تعاونهم وإخفاء مخططهم إلا أن أمرهم قد فضح بفرحتهم العارمة ورقصهم على ركام الدول وتأكدت رؤية القيادة السياسية للدولة المصرية من انزلاق المنطقة فى مصير مظلم وحقا أنه لولا القيادة والجيش المصرى لكان نجح أهل الشر فى جعل الدولة المصرية معقلًا للإرهاب والجماعات المسلحة
فقد استطاع أهل الشر خلق بؤر جديدة للفوضى فى المنطقة وصراعات إقليمية متتالية ينتصر فيها الكيان الصهيونى وأعوانه بمساعدة الجماعة الإرهابية للوصول إلى مخططهم لتقسيم الدول وإعادة هندسة المشهد الإقليمى ورسم خارطة سياسية وأمنية جديدة فى المنطقة بطمس ملامح الدول الوطنية واستبدالها بتنظيمات إرهابية مسلحة
ووسط كل هذا الخراب هناك دور مهم للشعب المصرى متمثل فى التفافه حول القيادة السياسية والجيش المصرى للحفاظ على الدولة المصرية وسط هذه الأجواء المضطربة وإجهاض محاولات أهل الشر فى تفكيك النسيج الوطنى وتشتت الشعب
عزيزى القارئ الأحداث والشواهد أثبتت أن القيادة السياسية أهل ثقة فنحن الدولة الوحيدة الثابتة أمام الضياع والفوضى فى الدول المحيطة وما علينا حاليا إلا أن نثق بها ونتكاتف سويا من أجل الوطن وليس أى شيء آخر
وأكدت المشاهد المحيطة أيضا بأنه لولا الجيش المصرى لكنا أولى الدول المنهارة فى الشرق الأوسط ولكنهم شنوا حربا على الإرهاب استمرت لعشر سنوات ودفعت الدولة ثمن القضاء على الإرهاب من دماء وأرواح أغلى أبنائها لتصل بنا إلى بر الأمان ونبدأ فى بناء الدولة رغم المشهد البائس إلا أنه يجب أن يكون لدينا يقين بأن مصر آمنة بتماسكنا وحكمة قيادتها فى إدارة الأزمات وجيشها الباسل الذى يشهد التاريخ أنه على أتم الاستعداد لتقديم أرواح أبناءهم فداء للوطن ولأرضه وهو نعمة تتمناها الكثير من الدول حاليا
فاللهم احفظ الجيش المصرى وأرض مصر وشعبها من كل شر