مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

انور ابو الخير يكتب : رمضان شهر الرحمة والتآلف

ا

قد يهمك ايضاً:

أحمد سلام يكتب ذكري رحيل الرئيس مبارك

انور ابو الخير : حيرة الفقراء

مع حلول شهر رمضان تتهيأ قلوب وأرواح المسلمين لاستقبال أيام تعج بالروحانية والتأمل وما يحمله من معاني الرحمة والإخاء في الإسلام الحقيقي ووقت لتجديد الروابط الاجتماعية وتعزيز قيم التآلف والتعاطف
قال الله تعالى( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )
فالحمد لله العلي القدير الذي خص المسلمين بشهر رمضان المبارك ومن علينا بشهر الخيرات شهر الفضل والبركات الذي حثنا فيه ولي النعم على عمل الطاعات والإكثار من القربات فالله تعالى هيأ لنا من المناسبات العظيمة التي تصقل الإيمان في قلوبنا وتحرك المشاعر الفياضة في النفوس فتزيد في الطاعات وتضيق مجالات الشر وتعطي أمة المسلمين دروسا في الوحدة والإخاء والتضامن والصفاء والبر والصلة والعطاء والطهر والخير والنقاء والصبر والشجاعة والإباء
إن هذا الشهر هو المنهل العذب لتجديد التوبة من الذنوب وفتح صفحة جديدة ناصعة في الحياة لتكون أعمالنا مفعمة بالفضائل ومحاسن الفعال ومكارم الخصال
إن شهر رمضان يحمل في طياته فضائل جمة فهو من الشهور العظيمة وبه عطايا من الله وافرة وثواب وأجر جزيل لمن اغتنمه وجاء في الأثر أيها الناس قد أظلكم شهرعظيم شهر مبارك شهر فيه ليلة خير من ألف شهر جعل الله صيامه فريضة وقيام ليله تطوعا من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه وهو شهر الصبر والصبر ثوابه الجنة وشهر المواساة وشهر يزداد فيه رزق المؤمن من فطر فيه صائما كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار وكان له مثل أجره من غير أن ينتقص من أجره شيء
فشهر رمضان هو من أجل مناسبات المسلمين زمنا وأعظمها قدرا وأبعدها أثرا ففيه نرتوي من نميره ونرتشف من رحيقه ونشم عاطر شذاه هو شهر مضاعفة الحسنات ورفعة الدرجات ومغفرة الذنوب والسيئات وإقالة العثرات هو الشهر الذي تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق أبواب النار وتصفد الشياطين من صامه وقامه إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدّم من ذنبه ) إن شهر الصيام لهو الفرحة الكبرى التي تعيشها الأمة الإسلامية فتمر الأيام وتمضي الشهور ويحل بنا هذا الموسم الكريم وهذا الشهر العظيم هذا الوافد الحبيب والضيف العزيز وذلك من فضل الله سبحانه على هذه الأمة لما له من الخصائص والمزايا ولما أعطيت فيه هذه الأمة من الهبات والعطايا وخصت فيه من الكرامات والهدايا فيا لها من فرصة عظيمة ومناسبة كريمة تصفو فيها النفوس وتهفو إليها الأرواح وتكثر فيها دواعي الخير ويا لها من فرصة عظيمة تفتح الجنات وتتنزل الرحمات وترفع الدرجات وتغفر الزلات
ففي رمضان تهجد وتراويح وذكر وتسبيح وفي رمضان تلاوة وصلوات وجود وصدقات وأذكار ودعوات وضراعة وابتهالات
إن شهر رمضان المبارك هو خير معين لكل من هو في حاجة إلى الصفاء والراحة لتجديد معالم الإيمان وإصلاح ما فسد من أحوال وعلاج ما جد من داء ووباء
وهذا الشهر الفضيل هو شهر الروحانيات التي يجد فيه المسلمون فرصة لإصلاح أوضاعهم ومراجعة تاريخهم وإعادة أمجادهم فهو كما أسلفنا شهر الروحانيات الذي يعد نعم المعين لحشد القوى الروحية والخلقية للمسلمين وهو المدرسة التى تأتي شهرا في العام لتجديد الإيمان وتهذيب الأخلاق وشحذ الأرواح وإصلاح النفوس وضبط الغرائز وكبح الشهوات إن شهر رمضان المبارك هو شهر تحقيق للتقوى وامتثال لأمر الله وقهر للهوى وتقوية للإرادة وتهيئة للمسلم لمواقف التضحية والفداء والشهادة
كما تتحقق الوحدة والمحبة والإخاء والألفة وفيه يشعر المسلم بشعور المحتاجين ويحس بجوع الجائعين الصيام مدرسة للبذل والجود والصلة وهو شهر الأخلاق ورافد الرحمة من صامه حقا صفت روحه ورق قلبه وصلحت نفسه وجاشت مشاعره وأرهفت أحاسيسه
لقد منحنا الله عز وجل شهر رمضان الفضيل لنحمده ونشكره جل وعلا ولنفرح بهذا الموسم العظيم والتوبة والإنابة من جميع الذنوب والمعاصي شهر ترك المظالم ونبذها ورد الحقوق إلى أصحابها والعمل على استثمار أيامه ولياليه صلاحا وإصلاحا لكي تتحقق الآمال إن من فضائل هذا الشهر الكريم أن الأمم تتربى على الجد وعفة اللسان وسلامة الصدور ونقاء القلوب وتطهيرها من أدران الأحقاد والبغضاء والحسد والغل والشحناء فيتلاقى الجميع على المحبة و الخير والدعوة والإصلاح وتجتمع القلوب وتتوحد الجهود وتتجسد ملامح التلاحم بين المسلمين رعاتهم ورعاياهم علماؤهم وعامتهم كبيرهم وصغيرهم ليكون الجميع يدا واحدة وبناء متكاملا لدفع تيارات الفتن وأمواج المحن ومن فضائل هذا الشهر الكريم كثرة دواعي الخير وتقبل عليه النفوس فهو الفرصة الزمنية التي حبانا بها العلي القدير للدعوة إلى صالح الأعمال والخير وتهذيب الروح والاستزادة من فعل الخير
وما علينا الآن سوى أن نتقي الله وندرك حقيقة الصوم وأسراره ونتعلم آدابه وأحكامه ونعمر أيامه ولياليه بالعمل الصالح ونصون صومنا عن النواقض والنواقص ونجدد التوبة ونحقق شروطها لنتضرع الى الله أن يتجاوز عن ذنوبنا ويجعلنا من المرحومين المعتقين من النار بمنه وكرمه
وأتقدم بالتهنئة لأهلنا بمصر الحبيبة وللأمة الإسلامية جمعاء باستقبال هذا الشهر المبارك وأسأل الله أن يكون هلال خير وبركة ووحدة للمسلمين ونصر وتأييد من الله لهم