مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

انور ابو الخير يكتب : خلف الصمت

 

قد يهمك ايضاً:

التوظيف في شعبة الجغرافيا منعدم في المغرب رغم وجود عدة…

الطاقة الشمسية: هبة من الطبيعة

كل أمة في العالم تقيم دولتها وتشكل حكومتها من اجل هدف واحد لا غيره الحياة الكريمة للمواطن اي بمعنى آخر عدالة وحماية وأمن وتعليم وسكن وتطبيب وفرص عمل تدفع للمواطن ما يكفيه للعيش ولتوفير مدخرات كافية لتأمين مستقبل أولاده والإستمتاع بالحياة مع الأهل والأحبة والسعى المستمر لتحسين ظروف معيشته ولكن في ظل القرارات التي تصدرها الحكومة هناك فجوة واضحة بين ثقة المواطن وبين هذه القرارات التي اصبحت معظمها لا تطبق على ارض الواقع واصبح المواطن يسمع شيء ويرى شيئا اخر خاصة القرارات الاقتصادية التي باتت تهم المواطن
ولم يجد المواطن عذرا واحد يلتمسه إلى كل مسؤل لم يفكر في أبناء وطنه بقدر تفكيره في مصالحه الخاصة المشتركة مع من سواه وقد طغت هذه المصالح على مصالح البلد وأبنائها الكرام سنوات طويلة ربما أكثر من 30 عاما والشعب يعيش تحت رحمة المسؤولين وظروفهم المادية لا تسفعهم وقد اصبحوا في ضيق الحال ويكفي ألما حينما ترى عوائل وأسر كبيرة تأكل من القمامة وتعيش تحت خط الفقر
وهنا أتسائل أين هي أهتمامات الحكومة بالمواطنين لتكون سندا وعونا لهم ولأبناءهم تقيهم غدر الزمان وذل المكان؟؟ حيث ترى المسؤلين يتنصلون من شكوى المواطن ويتهربون منها ولايجدون من يوقفهم ويتحرى الصدق ويدعم المواطن بشيء من الأهتمام وتمكنوا عليه ولكن يبقى المواطن معتصرا بهمومه لأنه ضعيف الحال ومسلوب الحرية والأرادة وكان الله في عون أبناء الوطن الغالي فلو كان الوطن مبلغ هم المسؤلين وأهتمامهم لأثروا على أنفسهم أن يضحوا بكل شيئ لأجله وأن يظهروا حبهم وولائهم وأخلاصهم للوطن ولكن لاحياة لمن تنادي
كيف يعيش الإنسان الضعيف ولا يجد من يحنوا عليه ويساعده أو يأخذ بيده لا يريد الإنسان سوى من يحنوا عليه و ينظر إلي حاله ويمنحه حقه أسوة بالغير من المسؤولين ممن رواتبهم كبيرة ومناصبهم عالية يحظون بكل شيء يريدونه وينظرون إلي الشعب للزيادات المتتالية في ارتفاع الأسعار والذي يمس تقريبا جميع المواد الأساسية والحيوية التي تشكل أبرز الانشغالات اليومية للمواطنين كما تحتل الصدارة في وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي لدرجة جعلت كل الظروف مواتية لظهور سخط شعبي حقيقي أمام شبه لامبالاة حكومية بما تقاسيه الشرائح الأكثر تضرراً من غلاء المعيشة فأغلب الإجراءات التي اتخذتها الحكومة المصرية ظل أثرها محدوداً في الحد من حالة التضخم التي تشهدها البلاد والتي تشكل تهديداحقيقيا لاستقرارنا الاقتصادي والسياسي و الاجتماعي وواقع ما يعايشه الشعب المصري محزن بفعل السياسات الخاطئة والتباعد ما بين الشارع والحكومة وكل ذلك يعود لغياب رؤيا واضحة للحكومة والوضع العام في البلد ليس على ما يراما والمستقبل القريب يدعو الى عدم الارتياح والحكومة تعيش خارج الإطار وفي التسلل بطالة وارتفاع أسعار وأزمة اقتصادية في الأفق وأصبح الشعب في واد والحكومة في واد شعب ماسك على الجمر صامت عن الكلام وساكت عن الحق ينتظر مهديا من السماء بعدما عجزت الأرض والشعب لا يريد الظهور ولم تعد
الحكومة تصادق على واقع الشعب غير أن الحكومة في واد المال والشعب في واد المعاناة حيث أن الحكومة من المفترض أن تجعل معاناة الشعب نصب عينيها وتمنحه الاهتمام الكبير وتقف معه في مختلف معاناته ولكنها ذهبت بعيدا وجعلت من جمع المال قبلة لها وأصبحت حكومتنا في واد المال والأغنياء وجمع الأموال وكنزها والشعب مقيم بواد المعاناة والألم
إن الحكومة اليوم تعيش في واد والشعب في واد آخر وليس لها حد أدنى من الرؤية للأيام المقبلة في ظل ما يتهدد الوطن من ملامح انفجار اجتماعي يطال فئات واسعة إذ لا حديث لها إلا عن الإنجازات واستعراضات إعلامية في محاولة لتبرير الفشل في تحمل المسؤولية وما سيل الانتقادات الشعبية الذي طال أداء الحكومة إلا تأكيد على أن الحكومة تعيش غربة العزل والحجر عن واقع ما يعانيه الوطن والمواطن في ظل الارتفاع الجنوني للأسعار وعجزها عن كبح جماح ارتفاع الأسعار وكلما تأخرت الحكومة في التحرك أو أبدت لا مبالاتها فإن الاضطرابات الاجتماعية آخذة في التصاعد وباتت جميع الشروط متوفرة لظهور استياء شعبي حقيقي من شأنه أن يشكل تهديداً حقيقياً للاستقرار الاجتماعي للبلاد
نحن أمام حالة لرئيس حكومة يبدو شبه منفصل عن الواقع فهو لم يخرج ليشرح للشعب سبب غلاء معيشتهم اليومية وحتى لا نتهمه بعدم الالتزام بالمصلحة العامة الذي يفرضه عليه منصبه بحسب الدستور فإن كل ما يمكن أن يقال إنه يبدو مهتماً بمصالحه أولاً وأخيراً واستمراره على رأس الجهاز التنفيذي إهانة لذكاء المصريين الذين يعانون في صمت
الكل يعرف أن الحكومات في بلدنا العزيز لا تحكم وإنما تنفذ وبالتالي لا يجب أن ننتظر من رئيس الحكومة المكلف بتشكيل حكومة جديدة لإدارة البلاد أن يستقيل بنفسه فهذا الفعل الشجاع والنزيه لم يسبق أن أقدم عليه أي رئيس حكومة قبله إذا استمر الوضع متأزماً في البلاد مثله مثل باقي الدول المتقدمة وإن من سيستقيل هو صبر المواطن
فهل سنشهد تغييرات في القريب العاجل تقرب بين الدولة والحكومة و المواطن وتجمع الجميع على موقف ورؤيا تقود لإنقاذ الوضع من الانهيار والفلتان وخلف الصمت جنة للأغنياء ونار للفقراء

التعليقات مغلقة.