إن مقترح ترامب بتهجير الفلسطينيين يتنافى مع القوانين الدولية ومبادئ العدالة الإنسانية
ويعد استمرارا لسياسات الاحتلال القائمة على التهجير القسري والعنصرية مشددا أنه بدلا من الدفاع عن حق العودة للفلسطينيين إلى ديارهم وأرضهم و هو حق غير قابل للتصرف أو التفاوض والذي كفلته قرارات الشرعية الدولية نجد أن ترامب والذي يغلق حدوده الجنوبية يطالب دول المنطقة بفتح باب الهجرة في تناقض يعكس نوايا نرفضها كليا
وأن الرئيس وقادة القوات المسلحة لا حل عندهم سوى رفض خطط ترامب وأن مصر لا يمكن أن تكون جزءًا من أى حل يتضمن نقل الفلسطينيين إلى سيناء مؤكدة أن هذه الخطوة من شأنها أن تؤدى إلى نكبة ثانية وهى مأساة لا يمكن تصورها للأشخاص الذين يرتبطون بأراضى أجدادهم
فنحن مدركين إن الرئيس الأمريكي الجديد هو شخص لا يضع اعتبار كبير للعواقب طويلة المدى لسياساته الراجل مهووس بإنه يكون حاسم وناجز ويحقق مكاسب سريعة بصرف النظر عن تبعاتها الاستراتيجية وأن هذه المحاولات المرفوضة تعكس تجاهلا صارخا للمبادئ الإنسانية والقوانين الدولية ومحاولة لتصفية القضية الفلسطينية وطمس الهوية الوطنية للشعب الفلسطيني تحت ذرائع واهية وتهدف إلى تحويل الفلسطينيين إلى لاجئين دائمين بلا هوية أو حقوق مشروعة وأن هذه المحاولات لا تعدو كونها تكريسا لأحد أماني اليمين المتطرف الإسرائيلي الذي طالما وجد في انتهاك حقوق الفلسطينيين وإزهاق أرواحهم وسيلة لفرض وقائع استيطانية جديدة تلغي وجود الفلسطينيين على أرضهم التاريخية
وأوضح الرئيس السيسي أن أرض مصر عصية على أي محاولة للنيل من سيادتها أو زعزعة استقرارها ولن يسمح بأن تكون مصر جزءا من محاولات تهدف إلى تقويض حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة على حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية
ونحذر من العواقب الوخيمة لهذه السياسات التي لا تفضي إلا إلى مزيد من الفوضى والاضطراب في المنطقة داعيا المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته التاريخية والوقوف بحزم في وجه أي مخططات تتعارض مع المبادئ الإنسانية والقوانين الدولية وإن هذه التحركات من شأنها أن تزيد من تعقيد الموقف بدلا من التكاتف الدولي لإحلال السلام في المنطقة للمحاولات الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية مرفوضة شكلا وموضوعا
أن إنهاء الوجود الفلسطيني لن تقبل به مصر قيادة وشعبا لافتا إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي أكد مرارا وتكرارا موقف مصر الرافض لتصفية القضية الفلسطينية وهذا الموقف لن يتغير باعتبار أن تلك القضية هي قضية القضايا بالنسبة لمصر وأن تهجير الفلسطينيين من أرضهم جريمة تستحق تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه تلك التحركات التي تتنافى مع القانون الدولي الإنساني ومقررات الشرعية الدولية وضد كافة الوثائق والمواثيق الدولية وكل الأعراف المتبعة للحفاظ على الحق الإنساني في الوجود والحياة
فكل الدعم للقيادة السياسية والدولة المصرية فيما تتخذه من قرارات للحفاظ على الأمن القومي المصري والعربي واصطفاف كافة المصريين خلف قيادتهم السياسية الحكيمة في ظل هذا الظرف التاريخي الدقيق الذي تمر به المنطقة والعالم وتلك المتغيرات الإقليمية والدولية
إن تصريحات ترامب ستجذر لكراهية الشعوب العربية للولايات المتحدة والتي سيعتبرها عدو يهدف إلى تحقيق مصالح إسرائيل وليس الدعوة للوصول للسلام في منطقة الشرق الأوسط والحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني وأن مصر دولة ذات سيادة وقرارها الوطني مستقل ولن تقبل بفرض أي توجيهات من أي دولة كما أن هناك رفض شعبي مصري لتصريحات ترامب وتمسكه بالموقف المصري الثابت للحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني
وأن صمود أهالي قطاع غزة طوال فترة الحرب التي استمرت لأكثر من سنه وثلاثة أشهر يؤكد تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه ورفضه لتصفية القضية أو التهجير لأي دولة بشكل مؤقت وأن عودة الآلاف من أهالي غزة إلى شمال القطاع بعد التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار يؤكد حرص الشعب الفلسطيني وتمسكه بوطنه وأرضه وعزمه المساهمة في إعادة الإعمار
ولقد حذر السيسي من أن نقل الفلسطينيين إلى سيناء قد يؤدي إلى تحويلها إلى قاعدة لانطلاق عمليات ضد إسرائيل مما قد يستدعي ردود فعل عسكرية تؤثر على الأراضي المصرية وأكد أن مصر دولة كبيرة تحرص على السلام وتسعى للحفاظ عليه لهذا الموقف الذي يأتي في سياق رفض مصر القاطع لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين حيث أعلنت مصر والأردن منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة رفضهما القاطع لتهجير الفلسطينيين من غزة أو الضفة الغربية واعتبرتا هذه المحاولات تهديدا للأمن القومي الذي يعتبر خط أحمر عند القيادة المصرية والشعب المصري