مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

انور ابو الخير يكتب : ترامب.. والابتزاز السياسي

 

قد يهمك ايضاً:

خالد عامر يكتب مصر في عهد الرئيس السيسي

قناة السويس… شريان العالم واستحقاقات المستقبل

لم يكتف العنجهي المستبد بتجاهل الجرائم ضد الإنسانية لأهل غزة ولم يشف غليله التطهير العرقي وحرب الإبادة الجماعية والتدمير الممنهج المرتكب بحق الفلسطينيين واللبنانيين بل يريد ابتزاز حكام العرب في ثرواتهم وأموالهم حيث تمر المنطقة بأخطر مرحلة من مراحل تاريخه الحديث ويشهد العالم العربي لا سيما منه منطقتنا المشرقية هجمة شرسة يقودها رئيس الولايات المتحدة المجنون دونالد ترامب التي تحمل في طياتها مشروع هيمنة بالابتزاز للدول العربية وتسلط يطال بالصميم وجودها وأرضها وسيادتها وأمنها القومي ووحدة شعوبها ويصنع من حكام العرب آله ويضعهم في موقف محرج امام ربهم وضمائرهم وشعوبهم وأمام العالم بأسرة حيث ينتهك الرئيس الأميركي بشكل فاضح وسافر القوانين الدولية والأعراف والأصول والاتفاقيات والمعاهدات غير عابئ بالدول ولابحرية الشعوب وحقوقها المشروعة، وتقرير مصيرها أنها ابتزاز ومراوغة وغطرسه غير طبيعية يمارسها البلطجي الرئيس الامريكي الغير طبيعي دونالد ترامب في تعامله مع الحكام العرب وتعاطيه مع الوضع في غزة التي يعتبرها ذريعه لكل ممارساته وخاصه لانه يعتبر نفسه هو عرابها ومن ساعد في قيامها واتمامه منذ أن أتى ترامب إلى البيت الأبيض وقد كانت أولى قراراته وتصريحاته تنم عن رجل صفقات وليس رجل دولة لما تضمنته من ابتزاز للعديد من الدول وكأنه رئيسا للعالم كله وليس للولايات المتحدة الأمريكية فقط وقد كانت معظم تصرفاته تدل على أنه رجل لا يحترم سيادة الدول ولا يؤمن بحقوق الشعوب بل قد كانت تعبر عن رجل لا يرى سوى مصلحة المسار الصهيوني حتى لو كان ذلك على حساب أمريكا نفسها مما أدى إلى انتشار حالة من التذمر بين معظم أبناء الشعب الأمريكي خوفا على مستقبل دولتهم في ظل السياسات غير المفهومة التي ينتهجها ترامب منذ أن جاء البلطجي ترامب بشره وبسياسته المبنية على التعامل مع الوضع في الشرق الأوسط كأنه صفقه عقاريه ويجب أن يخرج منها بمكاسب لبلده وليتم ذكره في سجل التاريخ الأمريكي بأنه أعاد مجد أمريكا وأرجع سياستها إلى مسارها الصحيح بأقل التكاليف والأضرار وفرض كلمته على العالم بأسره والذي يعتقد أنه سيقف مكتوف الأيدي لا يستطيع حتى الاستنكار لما يراه يحدث أمامه وبكل تأكيد هو خاطئ فالدول وسياستها ووضعها الحالي لم يعد كما كان وظهرت قوى دولية جديده تستطيع أن تنافس الأمريكان وتقف في وجههم ليس من الناحية العسكرية فقط بل في كل المجالات والساحات وهي تؤثر على أقوى دولة بالعالم وقد تتسبب في تصدعها داخليا من دون أن تشعر بذلك وأما بالنسبه لأمتنا فنحن بأمس الحاجة إلى التوحد في هذه الفترة الصعبه والاجتماع على كلمة واحدة لنعادل موازين القوى بأن غطرسه وكبر وتعالي البلطجي المجنون يعتقد انه ملك العالم ويستطيع ان ينفذ اي امر يرغب به من دون الاهتمام بأي مواثيق او إعراف وتشريعات دولية ويعتقد أن كونه رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية يبيح له ما لايبيح لغيره من تصرفات وإملاءات على حكام العرب ونسي هذا المجنون أن القوة لا تدوم وأن لكل جبار وطاغية نهاية وبكل تأكيد هو لم يجد من يذكره بما تحمله صفحات التاريخ القديم والمعاصر من احدات عصفت بإمبراطوريات وأمم كان لها مالها من مجد وقوة وجبروت ونسي أيضا أنه يواجه أمة تمرض ولكن لا تموت وجذوة الجهاد والصمود لا تنطفئ في شعوبها أبدا لأنها تستمد قوتها وحرارتها من دين الإسلام وقد اتخذ ترامب من سياسة الابتزاز منهجا له في إدارته سواء قد كان ذلك على المستوى السياسي أو على المستوى الاقتصادي حيث أربك المجنون ترامب المشهد السياسي العالمي بتصرفاته غير المسئولة بشأن الصراع في منطقة الشرق الأوسط سواء الصراع في سوريا أو في منطقة البحر الأحمر أو المشكلة الإيرانية ويأتي على رأس كل ما سبق القضية الفلسطينية وحرب الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل ضد الفلسطينيين في قطاع غزة ولم ينفذ ترامب أي وعوده بشأن تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط وقد اتخذ طريقا واحدا يهدف فقط إلى تحقيق مصالح الإسرائيليين ودعم أجندة نتنياهو التخريبية فقد قضى على الدولة السورية محطما جيشها وكل مقدراتها داعما لهيئة تحرير الشام التي قد كان واصفا لها بالمنظمة الإرهابية وقد فتح المجال للجيش الإسرائيلي للتوسع داخل الأراضي السورية ضاربا بعرض الحائط كل الاتفاقيات وقواعد الشرعية الدولية وقد ترتب على ذلك الإضرار بمصالح دول المنطقة ويأتي على رأسها مصر حيث قد حدثت خسائر لقناة السويس تتجاوز المليارات من الدولارات في السنة الواحدة
وما زاد من حالة التوتر وعدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط هو ذلك الموقف غير المسئول الذي سلكه ترامب ضد القضية الفلسطينية حيث قد أعلن وبوضوح انحيازه الكامل للمشروع الصهيوني وقد طالب بتهجير الفلسطينيين من غزة ليملي على العالم أجندته دون نقاش ولكن قد فوجئ الهمجي المجنون ترامب بالقيادة السياسية المصرية تلقنه درسا في القيم الإنسانية والثوابت التي لا يمكن التخلي عنها وأن تهجير الفلسطينيين لا يمكن قبوله وأن تصفية القضية الفلسطينية لا يمكن أن يتم السماح بها وأن أي محاولات تآمريه لتهديد الأمن القومي المصري ستكون لها مصر بالمرصاد
وقد أثبتت المواقف أن ترامب لا يتعامل مع دول العالم كرجل دولة ولكن كسمسار صفقات تهدف في المقام الأول إلى ابتزاز الدول لتحقيق الهيمنة الاقتصادية والحصول على أعلى المكاسب المادية حتى لو قد كانت على حساب مصالح الشعوب وأنه لم يخجل من ابتزاز بعض الدول في المنطقة ويطلب منها مئات المليارات ملوحا بتهديد أي نظام حاكم إذا لم تتم الاستجابة إلى مطالبه
حيث رفضت القيادة السياسية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي لطلبه بأن يتم إعفاء السفن العسكرية والتجارية الأمريكية من رسوم قناة السويس بل ويعلن بكل بجاحه فيما معناه أن أمريكا هي التي قد أنشأت قناة السويس وحافظت عليها وهذا ليس غريبا على جاهل للتاريخ وناكرا له لأنه لو قد كان عالما بالتاريخ ما قد كان يطلب ذلك ويصرح بهذا التصريح الخائب وفي ظل كل ما سبق يجب على كل قادة وشعوب المنطقة أن يتكاتفوا ويتماسكوا ويقفوا وراء القيادة السياسية المصرية نظرا لمواقفها الثابتة تجاه كافة قضايا الوطن والمنطقة لأن عدم التكاتف سيؤدي إلى استمرار ترامب في نهج سياسة الابتزاز والطمع في خيرات ومقدرات الدول وهو ما لا يمكن أن تتقبله الشعوب عاجلا أم آجلا ويجب أن يفيق حكامنا العرب ويتركوا الخضوع والخنوع لهذه الدولة وتلك ويكون لهم رأي وقرار مستقل يخدم اوطانهم وامتهم ولا يهتم بأي شكل من الأشكال بما يقوله البلطجي المجنون ترامب او أي دولة لا تحسب حساب لامتنا وشعوبنا التي ذاقت المرار منذ الاف ومئات السنين ومازالت تنزف دما بسبب تلك الدول الاستعمارية التي تحمل أجندات وتنظر الينا كموارد وثروات يجب استغلالها وحلبها بقدر المستطاع حتى لا تقوم لنا قائمة