مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

انور ابو الخير يكتب : المحتالون الجدد بإسم الإنسانية

 

قد يهمك ايضاً:

عماد السعدني يَكتُب هل المُستحيل مخلُوق من صُنع الله !

انور ابو الخير يكتب : عالم بلا حب

بدأ تجار الإنسانية النصب باسم «تبرع لفعل الخير ينتظرك قصر باسمك في الجنة» وحتما تجد من يهرع ليدفع كل ما يمتلكه ولو كانت جنيهات قليلة لكن الحقيقة أن هؤلاء المحتالين يستخدمون وسائل مختلفة لإيهام الناس بصدق أهدافهم وأنهم يجمعون هذه التبرعات لأغراض خيرية واللعب باسم الإنسانية ومن بين هذه الوسائل الإعلانات والصور والفيديوهات والترويج لها في كل مكان بانتحال أسماء وهمية وجمعيات خيرية لسهولة النصب لكن في الحقيقة هؤلاء محتالون لا يهتمون بفعل الخير أو الإنسانية بل كل اهتمامهم هو الاستيلاء على أكبر قدر ممكن من أموال المتبرعين وتحويلها إلى جيوبهم
ففي عصرنا الرقمي بات مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي يتمتعون بتأثير كبير في الرأي العام وسلوكيات المجتمع ما أتاح لهم أدوارا غير مسبوقة في العديد من المجالات لكن هذا النفوذ أثار الكثير من الجدل خاصة في قضايا جمع التبرعات بإسم الإنسانية فقد أضحى البعض يستغل شعبيته لتوجيه حملات ظاهرها الخير لكنها قد تخفي وراءها أهدافا غير واضحة أو تخلو من الشفافية
ولقد تعلمنا في حياتنا من أجدادنا وإباءنا بأن المال السايب بيعلم السرقه وتأكدت بمرور الأيام و بالتجارب أيضا ان المشاعر المفرطة أيضا بتعلم السرقه الجدعنة الزائدة عن الحد والتعامل بأصل والعطاء المتواصل أن تكون موجودا فى اى وقت والاهتمام الزائد دون أن تنتظر مقابل أو حتي كلمة شكر يشعر معه البعض انك شخص مضمون وبدلا من أن يبادلوك المعاملة الطيبة برد فعل إيجابي تفاجئ بأنهم يحاولون سرقة حقك
فللأسف في وقتنا الحالي نجد أن أي عطاء مجاني لوجه الله تقوم به بدافع من اصلك وتربيتك وحسن نية وتلقائية يقابل وكأنه بلا قيمة أو ثمن .. أصبح الأمر باختصار أن كل شيئ تفعله وتظن انك من خلاله تقدم خيرا ولم تضع حدودا مناسبة للعطاء كأنك تمنح الآخرين فرصة ذهبية لنهبك وظلمك واستنزاف مشاعرك
وللأسف أصبح السعي في قضاء حوائج الناس يخالف مصالحنا الشخصية بل أصبحت العلاقات تبنى على مبدأ “عطني وأعطيك” فقد ساهمت وتيرة الحياة السريعة وكذلك الانشغال بأمورنا الخاصة في تغيير مفهوم مد يد العون للآخرين لتكون المصلحة هي الأساس ومتى ما كانت حاضرة كان هناك تفاعل من الطرف الآخر
لأنه عطاء في المكان الخطأ مع الشخص الخطأ وللأسف عندما تتنبه للخطأ الذي ارتكبته وتقرر التوقف تكتشف انك خسرت الكثير من وقتك و عمرك بحسن نيه و جدعنه منك لم يقدر قيمتها الطرف الآخر ولم تكن في محلها
إننا نعيش زمن المصالح المتضخمة فليس هناك من يقدم ويسعى في حوائج الآخرين من منطلق المعروف لأن المعروف بين أفراد المجتمع أصبح ضئيلاً جداً وإن وجد فإنه للأسف يستغل
فالناس تطلق على من يقدم ويسعى من أجل مصالح الآخرين بلا مقابل ب “الطيب” والطيب تعني السذاجة وأنه إذا وجد من يقدم ويسعى في حاجات الآخرين بصدق فإنه سيستغل فالعكس يحدث دائماً فإما أن يكون هناك من يسعى في حوائج الآخرين ثم يستغل تلك المساعدة ويسعي للابتزاز من أجل مصالحه أو يوجد من يسعى في قضاء حوائج الآخرين وهو صادق في ذلك من دون أن يكون له نوايا سيئة
ولكن الآخرين يستغلون طيبة قلب المتبرع ويحاولون أن يأخذوا منه دائماً حتى إن كان ذلك فوق طاقته حتى أصبحت المعادلة المتوازنة مفقودة في وقت أصبح المرؤ همه الكبير ذاته
هل تعلم بأنك تخضع لابتزاز كبير من قبل أناس ليس بداخلهم ضمير حي ولكننا في الحياة كثيراً ما نخضع لابتزاز الآخرين من دون إرادة منا نخضع للحاجة التي تدفعنا أن نقبل بما ليس من العدل أن نقبل به تلك هي الحياة القاسية وأولئك هم الناس الذين أصبحوا لا يعطوا إلا والمقابل بين أعينهم حتى أصبحت فكرة قضاء حوائج الآخرين هي رديف لفكرة المقابل
والسؤال الذي نطرحه دائماً حينما نسمع عن من قدم خدمة كبيرة لشخص ترى ما المقابل؟ فهل ذلك دلالة واضحة على قلة ثقتنا بالآخرين؟ بالأفراد الذين يعيشون حولنا وبنواياهم الحسنة أم هي القناعة التي أصبحت موجودة بأنه لاعطاء بلا مقابل؟ وهذا هو الوقت الذي أصبحنا نعيش فيه بكل ذلك القدر من الجشع والخوف وقلة التفاعل الخيري والحقيقي بيننا ترى كم مرة يجب أن نخضع للابتزاز حتى نجد من يقدم لنا من دون مقابل؟كم مرة يجب أن نحذر حينما نمد أيدينا للآخرين للأخذ منهم؟ وكم مرة يجب أن نصدق من يمد لنا يده للمساعدة لنتأكد من أنه حقاً يعطي لأنه إنسان من دون أن يكون خلف ذلك مقابل أو حكاية أو مصلحة علينا أن ندفع ثمنها يوماً ما
النصيحة التي أوجهها لمن يهمه الأمر تعلم متى تقترب وتعطي ومتى تتوقف وتبتعد وعليك ان تدرك جيدا ان الحياة أخذ وعطاء وكما ان عليك واجبات لك أيضا حقوق لا تتنازل عنها ولا تفرط فيها عليك أن تدرك جيدا ان الافراط في العطاء يعلم الناس الاستغلال