مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

انور ابو الخير يكتب : العيد فرصة لتعزيز القيم الإنسانية

 

قد يهمك ايضاً:

الطاقة الإيجابية

عبدالناصر محمد يكتب مصر والمغرب في افريقيا هل من خارطة…

شكرا لله الذي هدينا للدين وبلغنا هذا الشهر المبارك وأكمل لنا العدة ووفقنا لأداء ما كتب علينا من صوم وكذلك كان إظهار الفرح والسرور والتهنئة بالعيد وهناك فرصة كبيرة لعمل الخير فمهما كبرنا ومهما تعددت وكثرت مشاغلنا وأخذتنا وباعدت بيننا الأيام والليالي سيظل عيد الفطر
رمزا للفرح وشاهدا على عبادة أروع الشهور وأكرمها وختام المسك والعنبر لشهر القرآن الكريم ففي عيد الفطر آلاف العبر والحكم والمواعظ وفيه من الروعة والسحر ما يتركنا شاكرين لعظمة الخالق سبحانه لنطلب منه وندعوه أن يديم علينا العيد ويعيده أعواما عديدة ولا يحرمنا الأجر والثواب والفرح به وأن لا يموت الانتظار الطفولي ولهفتنا له
نداء من القلب في هذا العيد وبعد تلك الأحوال التي مرت بنا علينا بالكلمة الطيبة فهي أجمل الهدايا وأقلها سعرا الكلمة الطيبة ليست سهما لكنها تخرق القلب
وندعو لمن بعدوا عنا وغيبهم الموت بأن يكون عيدهم بالجنة بإذن الله أجمل ويجعل قبور من فارقونا روضة من رياض الجنة وأن يحفظ مصرنا من كل مكروه ويديم السلام والأمن والاستقرار وكل عام والجميع بخير ونكرر دمت ياوطني شامخا
فها هو شهر الخير والرحمة قد شد رحاله وودع قلوب المحبين ودموع العارفين وقد طوي بساطه وقوض خيامه رحل ليتركنا نعيش لحظات تختلج فيها مشاعر الحزن على فراقه والفرحة بقدوم مسك ختامه
إنها لذة الفرحة بعد الطاعة وثمرة السعادة بعد العبادة فرحة حلول عيد الفطر السعيد تلك الفرحة التي نستقبلها صغارا وكبارا بالتكبير والتهليل مع نسمات صباحه الأولى
فأهلاً بيوم المودة والصلة والخير والعتق من قيود النفس الشحيحة مرحبا بك يا سعادة الغني بالبذل والعطاء وفرحة الفقير بسد الحاجة وتحقيق الأمنيات
وإن كانت كلمة عيد تختزل في حروفها ومعانيها ومراميها كل ما هو جميل وخير فإنها تنطلق من مناسبة حيوية مهمة حيث نعيش الفرح الكبير فيها ويحاول أن يمد هذا الفرح من خلال ما يمد به المناسبة في الذكرى تارة وفي الممارسة تارة أخرى
عيد يأتي لعله يجدد محبتنا لأنفسنا التي ذابت في ملفات الهموم والأزمات وضاعت في زحمة الحياة وتعقيداتها وكل تلك الإفرازات السلبية التي تحاصرنا طوال العام فدعونا نحتفل بهذا العيد بأحاسيس تخص كلا منا ولكنها تلتقي في احتفالية التطهر من العمل والسعي والحقد والحسد واستهلاك الأيام دون محاولة لتفح أبوابها على لحظة حلم أو جمال وأنت في إحساسك المشروع بأن هذه أيام عيد وليست مجادلة تتأسف عليه وهو هكذا حاملاً كل هذه الهموم الحياتية التي أنت وغيرك يحملها ولكن الفرق بينكما أنك يجب أن تقرر أن تكون في حالة تصالح مع نفسك وفي حالة فصل دائم لتفاصيل الحياة المفرحة والمؤلمة والعيد يعود كل عام مرتبطاً بالبهجة والسعادة فالعيد أفراح لا مكان للحزن فيه
فالزمان يمر وله محطات يثير فيها كوامن النفس يزعج الخاطر يحرك الجوارح الساعات تمضي والشهور تمضي والسنوات تمضي تحمل فيها الذكريات الجميلة والذكريات الأليمة وما تصطنعه نفوسنا وأوهامنا العجلة تدور والفلك يدور وكل ما فيه يدور وخلال الدوران يقذف بعضنا خارج الدائرة ليستقر في حفرة أعدت بطوله وعرضه لتكون نزله إلى يوم يبعثون يأكله التراب حتى لا يبقى منه إلا ما هو مذكور والبقية تنتظر دورها في كل دورة كالحبوب إذا وضعت في الرحى والرحى يدور يطحن ما يمر عليه فما لم يطحن أولاً طحن في الثانية أو في الثالثة أو في الرابعة حتى لايبقى من الحب شيء { وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور} فبأي حال عدت يا عيد هذا ما قاله أعظم شعراء العرب أبي الطيب المتنبي نادر زمانه وأعجوبة عصره والذي عاش في عهد بعيد قليلاً عهد البساطة والبدائية والوضوح كانت العلاقات فيه بين الأفراد أكثر صدقا ودفئا وواقعية وكانت المعاملات أقل تعقيدا وأكثر سماحة مما نحن علية اليوم فان المرء يتساءل يا ترى ماذا كانت عليه أحوال الناس من التذمر واليأس في ذلك العهد البسيط والواضح حتى يتساءل شاعر له تاريخه الشعري العريق عند قدوم عيد المحبة والفرح والتواصل
(بأي حال عدت يا عيد ؟ هل بما مضى أم بأمر فيه تجديد
أمر عصيب يتعلق بحال المواطن والوطن لأنيناً يحاكي ضمير الأمة ويتجه نحو اختراق النفس البشرية ليرسم عالما جديداً لا يعترف بحق المستضعفين في الأرض
آه منك يا عيد حتماً عدت ؟ عدت من جديد بنفحاتك البهية والنورانية ونسماتك الإيمانية عدت ولم تخلف الميعاد لم تخلف الوعد عدت بـموعدك الحتمي رغم كل شي تذكرنا بواقعنا الذي هو رغما عنا واقعنا ولن يتغير الميدان عدت تستنهض همم الرجال التي تؤول إلى ذكريات عبقت بها مخيلاتنا إلى تاريخ يعربي مشرف عدت والحدود ما برحت تفصل بيننا عدت يا عيد عدت وما تهيأنا بعد لقدومك
اعذروني أحبتي فما قصدت إلا أن أشارك الميعيدين فرحتهم و بهجتهم وعسى كل أيامكم أعيادا
وكل عام وانتم بخير ومصرنا بخير

التعليقات مغلقة.