تتسارع الأحداث من حولنا في المنطقة يوماً تلو الآخر وسط متغيرات وتطورات كبيرة وخطيرة لم يتخيل أحد أن تصل الأمور إلى ذلك في هذا الوقت القصير
إن الحديث عن سقوط نظام بشار الأسد ليس فقط سقوطا سياسيا بل هو انهيار أخلاقي شامل تجسيد للخيانة والعمالة والجبن والخساسة وبيع الوطن للأعداء بدم بارد
إنه السقوط الذي تجاوز حدود الأخطاء إلى الخيانة الصريحة والتدمير الممنهج للدولة والمجتمع حيث تمكنت الدول الاستعمارية في الماضي من السيطرة والتحكم في العديد من دول العالم واستولت على كافة مواردها لفترات طويلة من الزمن وقد ساعدها في تحقيق ذلك الاعتماد على فئة معينة من المواطنين ممن باع وطنه بثمن بخس وهم الخونة والذي كان لهم دور كبير في التأثير كونهم يقوم بدور بالتعاون في نقل المعلومات وتغيير الاتجاهات مما أسهم في إحكام هذه القوى سيطرتها على الدول المستعمرة خاصة أن الخونة تكون أدوارهم متعددة ويتلقون الدعم مما يسهم في وصولهم إلى مستويات عليا في السلطات والمؤسسات وتصبح الدول رهينة لتصرفات الدول التي تتحكم فيها حيث تعمل على توجهها وفقا لمصالحها من خلال هؤلاء المتعاونين مما يجعل هذه الدول تعاني من العديد من المشكلات وتعيش مرحلة من التفكك والانحلال ويبعدها ذلك عن تحقيق الوحدة الوطنية ومواجهة الاستعمار لذا اعتبرت الخيانة من أشد الأعمال فتكاً بالدول وتأثيرًا على المصالح الوطنية
واليوم تعمد الكثير من الدول إلى التحكم في دول أخرى لتحقيق مجموعة من المصالح السياسية والاقتصادية والأمنية بل لتوجيه كافة الموارد الطبيعية والبشرية من أجل تحقيق مصالح معينة بغية التأثير على اقتصادها وأمنها واستقرارها مما يخلق دولة ضعيفة تعاني من مشكلات متعددة بصورة مستمرة مما يسهل التحكم فيها وجعلها دولة تابعة لدولة أخرى تقوم على تحقيق أهدافها وسياستها أو تسعى إلى التحكم في قراراتها وسياساتها الداخلية والخارجية
لذا تعمل هذه الدول على الاعتماد على تشكيل خلايا التجسس بالاعتماد على مجموعة من الخونة أولئك الذين يشرفون أو يعتلون مناصب عليا ذات تأثير على الدولة وعلى قراراتها ومصالحها حيث تعمل تعمد على شراء الذمم من خلال العديد من الإجراءات بعضها متعلق بالجانب المادي وبعضها بحكم العلاقات
وتصنف الخيانة بأنها أكبر الجرائم التي ترتكب بحق الوطن وعقوبتها لا تقل عن الإعدام فالجرم الذي يقوم به الخائن لا يمكن معالجته ويبقى تأثيراته على الوطن لفترة طويلة من الزمن ويعتمد ذلك على حجم الفعل الذي قام به ضد وطنه
فخائن الوطن من قام ببيع وطنه بثمن بخس وقام بالتعامل مع الأعداء ضد وطنه سواء بتقديم معلومات أمنية على مستوى عالي من السرية أو العمل على التأثير في القرارات المتعلقة بمصلحة الوطن على مستوى الاقتصاد الوطني وعلى المؤسسات والقطاعات الخدمية والتأثير في أدائها بطريقة غير مباشرة أو المساهمة في نشر الفوضى والإضرار بالأمن الوطني وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية والتحريض على الحكومة ونشر الإشاعات
وخطورة الخيانة على مستوى عال ودورها في تقويض أمن الدول واستقرارها تبقى لفترة طويلة من الزمن
فهؤلاء الخونة عندما يصبحوا بائعين للوطن فإن الطرف الآخر لن يتركهم اطلاقا فيصبح الخائن عبدا له ينفذ أوامره وتعليماته ويسرب إليه كافة البيانات والمعلومات وتكون الخطورة أكبر عندما يكون الخائن في المؤسسات الأمنية وعلى مستوى عال من الرتب الوظيفية وهنا تكمن خطورة هؤلاء الخونة وتأثيرهم الذي لا يمكن معالجته لأن البيانات التي تم تسريبها لا يمكن معالجتها لاحقا فهؤلاء مصيرهم الإعدام فإن لم تحكم عليهم عدالة الأرض فإن عدالة السماء لن ترحم أرواحهم حيث لا يمكن أن يغفر للخائن أو تصاغ بحقه المبررات فهؤلاء الخونة لا أرض لهم ولا انتماء في قلوبهم فالخائن قد خان أرضه وعرضه وأسرته وأولاده وإخوته ووطنه وما يرتكبه من جرم يبقى معلقا على صدره إلى يوم يقبر تحت الأرض تلك الأرض التي لن تقبل بتلك الجثة العفنة التي نمت وعاشت بأموال الخيانة
وأخيراً أقول لكل بائعي الوطن الخونة الذين سولت لهم أنفسهم التآمر على الوطن من أجل مصالحهم الشخصية وإن ثمن الخيانة فادح ويجب أن يتحمله كل من باع ضميره ووطنه أما الوطن باق مهما عصفت به الظروف والأشخاص زائلون لا محالة ولهؤلاء الذين باعوا ضمائرهم وتعاونوا مع أعداء الوطن أقول أيضاً ألم تستحوا من أنفسكم؟ ألم تخجلوا ؟
اللهم احفظ لنا مصرنا الحبيبة واحفظ جيشها وشعبها من كل سوء وشر
التعليقات مغلقة.