مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

انور ابو الخير يكتب: الحب جنة الحياة

42

 

قد يهمك ايضاً:

المرأة والمسئولية وضغط العمل

تلاميذ عمرو بن لحي

نحن بشرنعيش في هذه الحياة محكومين بحواس محدودة بما نستطيع إدراكه و الوصول إلى مداه بهذه الحواس البسيطة التي لا نشعر ولا نتمتع بشيء من ملذات الحياة الدنيا من غير وجودها سليمة معافاة
نعم أيها القراء الأعزاء وأيتها القارئات العزيزات (الحب جنة) وفي الجنة متسع للخير كله وإلى ما لا يحصى مده وجزره من متاع الحياة الدنيا والحياة الآخرة والجنة شيء وعالم يفوق الخيال المحدود بالحواس والإدراك البسيط وعندما وصفها الرسول صلى الله عليه وسلم بأن فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت والأعظم قوله صلى الله عليه وسلم ولا خطر على قلب بشر فهي ولا شك شيء يستحق أن نصبر ونتعب من أجله ومن أجل أن نبلغه وندخله فكم هي حياة خاوية بلا معنى
ولا قيمة حياة البشر من غير الحب الذي يجعل أبواب الجنة تفتح لنا وندخل من أيها شئنا وهنا أتحدث عن الحب الشامل و الغريزي ايضا الذي توفره لنا هذه الحواس فلا حياة بلا حب ولا حب بلا غريزة تحثه على العطاء والبذل والاستمتاع بما يوفره لنا هذا الإحساس الراقي بالحب ولذته التي ليس من الممكن أن نقايض عليها بشيء مهما بلغت لذته وجماله او قيمته المادية ولست هنا بصدد ذكر انفعالات الغرائز التي تمكننا من فك شفرة أبواب الجنان وعبورها إلى حيث الراحة الأبدية التي لا تنغيص ولا تعب فيها ولكني بصدد ذكر بعض الأفعال التي ان ارغمنا أنفسنا على تطبيقها بعيدا عن هوى النفس ورغبتها وصلنا بحول الله إلى درجات عليا من الجمال والذوق والإحساس الراقي الذي يجعلنا نشعر بجمال الحياة الدنيا البسيطة لحين بلوغنا لتلك الحياة الزاخرة بالجمال الفاخر الذي لا يدرك جماله ولا يؤمن بوجوده إلا عاقل يدرك بعقله الحر أن وراء الحياة حياة ويقول الشاعر نزار قباني
الحب في الأرض شيء من تخيلنا لو لم نجده عليها لاخترعناه وفي الحقيقة
أن الحب نعمة من نعم الله الكثيرة علينا وليس هو من تخيلنا فنحن البشر بلا الحواس التي قد تتجاوز العشر والتي انعم الله بها علينا وأودعها في مستقر أجسادنا في الحقيقة لا نستطيع التخيل ولا إدراك ما حولنا ولا أبعاد ما لا نستطيع معرفة كنهه وماهيته ولا أن نحيط بما وراء الأشياء علما ومعرفة ولا حصرها في مكنون وجداننا فنحن من غيرها مجرد قطعة لحم لا تستطيع حيلة ولا نهتدي سبيلا إلا بما تمليه علينا هذه الغرائز التي انعم الله بها علينا والتي تحثنا على الاستمتاع بالحياة وملذاتها التي من أفضلها الحب يأتي في أعلاها وذروة سنامها حب الله ثم حب الوالدين ثم الوطن والجهاد في سبيل الله ثم سبيله وطلب الشهادة كما يحدث الآن على حدود الوطن لدفع الشر عنه وعن مواطنيه وهذا في سبيل الله ثم الوطن بما فيه من أهل ومال الحب جنة فهو ما يجعل الحياة سهلة بسيطة فيها من الخير ما يجعل الإنسان يعيش سعيدا هو ومن يشاركه حب الوطن وإلى لقاء تحت ظلال الحب وجنته فالحياة بلا حب ومحبة لا تطاق ابدا ولا تثمر خيرا لأن كل شيء ليس بأيدينا فهي ملك لخالقها يقلبها كيف يشاء قلوبنا من خالقها حتما جميله لأنها من صنع الرحمن الرحيم الذي جبلها على الرحمة وحثنا عليها أفضل البشرية عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ولكن نحن البشر من شوهنا جمالها وأفقدناها بريقها فأصبحت كالأرض القاحلة التي لاينبت فيها الورد أرض رغم ما أنعم الله به عليها من المطر إلا أنها تجتذبه لداخلها لتظهر بمنظر تؤذي به العين ولا تسر أبدا الناظر إليها إنها تفتقر حتما للرحمة والحب قلوب تدوس على مشاعر غيرها كمن يدوس بقدمه أوراق الأشجار الرقيقة قلوب تقسو على قلوب مثلها لا تفرقها ألا بالمشاعر والأحاسيس قلوب لاتدرك أنها يوما أصبحت للجفاء والقسوة عنوان فلم أعد أعلم هل تلك القلوب هي من صنع الزمن القاسي أم هي من علمت الزمان القسوة ؟ قلوب بل هي صخور وربما الصخور قد تلين يوما ما عندما يهطل عليها المطر لتتفتت معلنة بأنها رغم قساوتها وصلابتها إلا أنها يوما ما وفي ظروف ما قد تلين وتعلن الاستسلام لتلك الظروف فبعيدا عن القسوة وباللين حتما ستصبح قلوبنا أشبه بالمدينة الجميلة التي يتوق لزيارتها الكثير من البشر وتصبح النفس بمثابة الأرض المثمرة الطيبة فحين نزور مدينة قلوبنا نلتقي الكثيرين من البشر الذين نحتفظ بهم في أعماقنا والذين لم يتمكن غبار الوقت من إخفاء ملامحهم ولكن نحن من أجبر قلوبنا المسكينة على أن تلعب لعبة النسيان في حقهم رائع جدا أن نحب وأن نتسامح حتى مع من جرحنا ونلتمس لهم الأعذار ونجبر أنفسنا على الاقتناع بتلك المبررات حتى ولو تكن مقنعه وأن نجعل من أحلامنا الخضراء مدينه ومن قلوبنا البيضاء وطنا يتسع للجميع فليحمل كلا منا بين أضلعه قلب أبيض متسامح رقيق قلب يشع منه الصدق والإحسان والإخلاص قلب تشتاق لنوره كل الأرواح ولتصبح قلوبنا عنوانا للوفا والطيبة ولتبقى وفيه ولا تعرف سوى الحب والحب فقط قلوبنا جميله مزهرة بحب الآخرين واحترامهم والتعاطف معهم جميله حينما تحمل أسمى وأرق وأرقى المشاعر الانسانية لغيرها من البشر فلماذا نجبرها على أن تكون قلوب ضعيفة وفقيرة بحب الآخرين واحترامهم نعم فنحن نجبرها لأنها تسير عكس الطريق الذي أمرت به القلوب المؤمنة المطمئنة فلقد عرفت يوما من أصبحت للقسوة في قلوبهم مكان وللغلظة في حياتهم مسكن فتعجبت لحالهم ولشقاء نفوسهم ولكن تعلمت حينها و أيقنت أن أولئك الذين لا يعرفون للحب طعما حتما لم يمروا بهذه الحياة فلتسامحنا تلك القلوب النقية الطاهرة بفطرة الخالق لها ولتقبل اعتذارنا لأننا غلفناها بغلاف أفقدها هويتها وفطرتها السوية وأنا والله لها من أول المعتذرين

التعليقات مغلقة.