مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

انور ابو الخير يكتب: إلي أين نحن سائرون؟

31

 

 

قد يهمك ايضاً:

أنور ابو الخير يكتب : توحش المصلحجية

الصحة النفسية ….الرهاب الاجتماعى …حلقة 39

منذ الوهلة الاولى التي سقط فيها نظري وفكري على عنوان المقال وأذا بالافكار تسبح في مخيلتي واخذت اناملي تتحرك لتجمع ما يجول في خاطري واستذكار ما و صل اليه الحال في الايام الماضية والحالية من حوادث وقتل وانتحار وضياع أُسر كامله لعدة أسباب واهمها الشعور بالوحدة بسبب بعد الاهل عن ابنائهم وعدم التواصل معهم إلا من خلال التطبيقات على مواقع التواصل الاجتماعي نحن في زمان طريقنا مملوء بالذئاب المفترسة وصاحب الولاية في البيت يسير بمفرده الى أين؟ تيقظوا ايها الآباء لن يبقى شيء اسمه الاسرة بيوتنا خالية من المشاعر وخالية من الحديث مع بعضنا البعض بيوتنا خالية من الاصوات والنقاشات والعتابات والمشاحنات يوتنا خالية من الحب ومن المواساة بيت كل فرد فيه دولة مستقلة منعزلون عن بعضنا البعض ومتصلون بأشخاص آخرين خارج هذا البيت لا نعرفهم ولا يمتون الينا بأي صلة ولا قرابة
تيقظوا فان بيوتكم اصبحت تشبه بيوت العنكبوت واهيه ضعيفة فالأب الذي كانت تجتمع حوله العائلة والام التي كانت تلملم البيت بحنانها ورحمتها تبدلت ادوارهم فأصبحوا مشغولين بالعالم الافتراضي إلى اين نسير ؟ تحول ابنائنا من مسؤولين الى متسولين يتسولون كلمة إعجاب من هنا وكلمة حلوه ومديحاً مزيفاً من هناك وتفاعلات على منشوراتهم على مواقع التواصل من ذاك وذاك
في هذا الزمان اصبحنا نستجدي فيه الحنان من الغريب بعد ما بخلنا به على القريب الى أين نسير؟ الأب والام يراقبون كل العالم في مواقع التواصل الاجتماعي فأصبحوا لا يشاهدون منشوراً إلا ووضعوا بصمتهم عليه ولكنهم لا يعرفون ما يحدث في بيوتهم وهل لهم بصمه في سكينة بيوتهم وزرع الرحمة والمودة في ابنائهم يهتمون في كل مشاكل العالم ويحللون وينظرون الى كل الاحداث التي تحدث في الكون وهم لا يعلمون ماذا يحدث في بيوتهم ولا يستطيعون تحليل العوامل النفسية وما يعانون من ابنائهم داخل عالمهم الافتراضي
الى اين نسير؟ آباء وأمهات يحزنهم أولئك الشباب الذين يكتبون نحن حزينون على مواقع التواصل وهم لا يعلمون أن ابنائهم غارقون بالحزن والوحدة يتاثرون لقصص وهمية يكتبها أُناس وهميون فيدخلون معهم في نقاشات من اجل حل مشاكلهم وما يمرون به من أزمات نفسية وهو لا يهتمون بازمات ابنائهم الى اين نسير ؟ الابناء معجبون بشخصيات افتراضية
و يعتبرونهم قدوه لهم ويحترمونهم ويبادلونم الشكر على ما ينشروه ووالداهم اللذان تعبا من اجلهم لم يجد منهم كلمة شكر او مديح
لماذا اصبحت حياتنا هكذا؟ لاننا اصبحنا نبحث عن رسالتنا خارج البيت نريد ان نؤدي رسالتنا خارج اسوار البيت مع البعيدين مع الغرباء مع من لا نعرفهم
ما هو الحل وما هو العلاج؟ الحل هو ان نتيقن ان الرسالة الحقيقية هي التي بدات في البيت رسالتنا تبدأ من بيوتنا وفي بيوتنا ومع أهلنا لأنه عندما نعمل على اداء رسالتنا من البيت قبل الشارع ستنتهي اكثر مشاكلنا فكلما غصت في الظلام لتنير به شمعة لمن يحيون فيه وإذا بك تكتشف أن شدته أكثر مما تتصور وأن لا شمعة ولا اثنتين تكفي لتعطي الضوء المنير وكلما تعمقت في الأماكن المتعفنة تحمل معك شيئاً من الطيب لتعطر به تلك الأجواء وإذا بك تكتشف أن العفونة أقوى من كل طيب وإذا بمن أتوا معك يحملون الطيب بين أيديهم قد تحولوا لمصدر للعفن لتعلم أنها أكثر قذارة وأشد عفونة ممن يعيش بهذه الأماكن
ترى ما بنا؟ وأين نعيش؟ وكيف نعيش؟ هل نحن نخطو للأمام أم نسير للخلف؟ هل نحن بشر؟ أم أنعام على هيئة بشر؟ أم شياطين قد تلبسوا صورة البشر؟ ما بالنا كلما قلنا تقدمنا للخير والصلاح وإذا بنا قد تراجعنا ألف خطوة للوراء ما بالنا كلما قلنا قد أعددنا شباباً مؤتمن يؤسسون الجيل القادم وإذا هم أنفسهم مصدر الكثير من المساوئ هل حقاً أن الإيمان لن يعرف طريقاً إلى قلوبنا؟هل حقاً من المستحيل إصلاح أنفسنا؟ أرى أننا كلما تعمقنا في مفسدة محاولين كسرها والحد منها وإذا بنا نكتشف أضعاف أضعافها وما هو أخطر منها أثراً على المجتمع ومن يحيا في ظل هذا المجتمع لماذا ننظر إلى الفساد على أنه شيء لابد منه وهل الأصل هو الخير أم الشر؟
هل الفطرة هي النقاء أم الدناسة؟
هل خلقنا ونحن مدفوعون لارتكاب المحرمات بدون إرادة منا أم على العكس من ذلك؟
الله سبحانه وتعالى يقول {وهديناه النجدين} ويقول {إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفوراً} فما بالنا نمشي الخطى إثر الخطى في طريق الشر والفساد ثم نقول لابد لنا من ذلك ليس باختيارنا
هل الفساد مرحلة من مراحل النمو لابد أن يدخل من بابه كل الشباب؟ إذاً فنحن نتهم الصالحين والذين حفظوا أنفسهم عن المعاصي لم لا نجعل القاعدة هي الطهارة والاتجاه إلى الخالق وقمع الشهوات ومن شذ عن ذلك فهو شاذ في نظر كل مؤمن
لم لا ننظر إلى الفساد على أنه شيء غير مقبول وبأي مرحلة يكون لم نتغاضى عن أخطاء الشباب ومعاصيهم ونهونها بل ونبتسم لهم ونربت على أكتافهم ونقول فترة وتمضي ويعتدل الميزان
إذا أخطأ الصغار وبدأوا باقتراف الذنوب قلنا انهم صغار لا يفهمون إذا انحرف الشباب ومارسوا شتى أنواع الانحراف والانحلال قلنا طيش شباب لابد منه
وبعد أن يرسخ الانحراف ويصبح شيئاً ثابتاً وبعد أن يشب ويشيب عليه الأغلبية نصرخ ونبحث عن العلاج ونبحث عن شمعة تضيء حياتنا وشيء من الطيب يزكي رائحتها
هل تفكرون بما أفكر فيه؟
هل ما يحدث حولنا شيء طبيعي؟
هل يمكن أن ندعي أننا خلق الله الذين أكرمهم وحملهم في البر والبحر
هل لهذا الفساد من نهاية؟
يحدثنا التاريخ أنه كلما زاد الفساد وطغى ولم ينفع معه نصح الناصحين وإرشاد الموعظين تكون النهاية واحدة الهلاك فهل ننتظر مصيراً كهذا أم يرفع كل واحد منا رأسه من الرمال ويواجه الواقع الذي يحياه فالأب يصلح أبناءه والأم تصلح حال بناتها وكبار السن يصلحون ما اعوج منهم طيلة هذه السنين وإلا فإنني لا أرى سوى ظلام وبغض سوف يطبقان على أنفاسنا فلا يجعلان لنا اختياراً سوى الاختناق وإما رحمة من الله يرسلها فيهدي لنوره من يشاء وهو على ذلك قدير

التعليقات مغلقة.