مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي نشهد موجة من الكوميديا السوداء في طرح الأسماء وكأن مجلسي النواب والشيوخ مجرد جمعية خيرية توزع المقاعد بلا معايير واضحة البعض يدخل السباق الانتخابي فقط لمجاملة شخصيات نافذة وآخرون يعتمدون على المال السياسي لتأمين مقاعدهم بينما تغيب الكفاءة والخبرة عن المشهد
فمصر تعيش لحظة فارقة في تاريخها وتحتاج إلى برلمان قوي في التشريع والرقابة ومحاربة المال السياسي والاحتكار كما تحتاج إلى الشفافية في المحاسبة والرقابة خاصة في ظل محيط وواقع جغرافي مليء بالصراعات الجيوسياسية هذه التحديات تتطلب ممثلين حقيقيين للشعب لا مجرد أسماء تشغل مقاعد دون فاعلية
السؤال الذي يطرحه المواطن البسيط ماذا فعل هؤلاء النواب والشيوخ من أجلنا ؟ ما المشاريع التي نفذوها ؟ كيف حسنوا الخدمات العامة أو دافعوا عن مصالحنا ؟ للأسف الغالبية لا تعرف أسماء ممثليها فما بالك بإنجازاتهم ؟ ففي بعض الدوائر هناك ستة نواب يمثلون الدائرة في مجلس الشيوخ لا يعرفهم المواطنون إلا من اليافطات الانتخابية ولم يتعرفوا على أي واحد منهم أو حتى يعرفوا عناوين مكاتبهم حتى يومنا هذا
نحن نريد نواب صادقين مع أنفسهم أولا ومع الغير ثانيا والنائب القادم لابد وأن يعلم جيدا أنه فى مهمة شاقة من أجل المواطن وليس كما كان فى الماضى نائب الهبات والهدايا و المصالح الشخصية الضيقة لأن الشعب المصرى شعب يستحق الاحترام والتقدير لرأيه وصوته لأن هذا الصوت أمانة سوف يحاسب عليها وأن أكثر ما يحيرني أن بعض النواب الذين ظلوا يراوغون ويناورون ويخدعون المواطن بالوعود الزائفة والآمال الكاذبة دون أن يسيروا ولو خطوة واحدة في سبيل تحقيق أماني من انتخبهم سيعيدون ترشيح أنفسهم للانتخابات القادمة وكأن شيئا لم يحصل والأخ يسير في الطريق الصحيح ويتصور نفسه أنه مثل الشعب أصدق تمثيل وهو بحد ذاته إنجاز هائل ومكسب كبير للشعب ويعتقد أنه سيكون له دون شك حضور طاغ في الدائرة والكلمة الأخيرة والحاسمة ونحن نؤكد لهؤلاء أن آمالهم ستخيب في المستقبل لسبب واحد هو أن الأكثرية الساحقة من أبناء الشعب اكتشفوا الحقيقة ولا يمكن أن يتجاهلوا تأثير أولئك النواب السلبي على ممارسة الديمقراطية وتغليب المصالح الشخصية والنفعية على المصالح العليا للوطن والمواطن فهم طبقوا قاعدة ما هو مفيد لي شخصيا حسن وجيد وما يهدد مصالحي الخاصة سيء ورديء
لقد مرت أربع سنوات عرفنا فيها من يعمل لصالح الناس ومن يضع العوائق والعقبات في طريقهم حفظنا كل الوجوه التي عملت قدر المستطاع لتحقيق المطامح والأهداف وثبتت على مواقفها للمصلحة العامة ولم تسلك طريق الشعارات الغامضة وحفظنا كذلك الوجوه التي أثبتت فشلها الذريع وسلكت طريقا مشوها لا علاقة له بالديمقراطية ولا خدمة الناس من قريب أو بعيد وتعاظمت الهوة بينهم وبين الشعب وجاءت الخيبات المتكررة لتزيد الهوة عمقا والثقة انعداما
وأن نوابنا خير دليل وأضواء كاشفة على أعمالهم وما قدموا طوال خمسة سنوات وما بذلوا من جهد في سبيل مصالحهم الضيقة
والمواطن اليوم أصبح لديه الكثير من الوعي السياسي ويعرف مستلزمات الانتخابات والديمقراطية والتثقيف الدائم فهو يتناولها كالماء والهواء في البيت والعمل والمجتمع وصدقوني لن ينجح هذه المرة من يبحث عن المصالح الضيقة والمنافع الخاصة لأن المواطن قادر بوعيه على تشخيص حالته ومجابهة البعض وإزالته من الساحة
فالبرلمان القادم برلمان حرب فى جبهات عديدة سواءا فى مساندة الرئيس أو التصدى للمؤامرات التى تحاك بالوطن فى الداخل والخارج أو فى سن التشريعات التى تكون فى صالح المواطن ومراقبة الحكومة بشكل جادى وفاعل وضبط الأسواق وتطهير مؤسسات الدولة من الفساد الادارى التى أرهق كاهل المواطنين وعطل مصالحهم
فالمواطن استوعب الدرس جيدا ولن يلدغ من جحر مرتين فهو يراقب آدائكم وكل تحركاتكم ولن يسمح بأن تكونوا امتداد لنواب الماضى الأليم ترتمون فى أحضان السلطة تصفقون وتهللون فليعلم كل منكم أنه مراقب من الشعب وسوف تتم محاسبته وفضح أمره فى شتى وسائل التواصل الاجتماعي والاعلام المختلفة
وعلى الناخبين أن يدركوا أن البرلمان ليس مقعدا للوجاهة الاجتماعية بل مكان لصناعة القرار والتأثير في حياة المواطنين من واجبنا أن نسأل المرشحين ما رؤيتكم؟ ما خططكم؟ ما سجلكم في خدمة المجتمع؟ لا نريد شعارات رنانة بل عملًا ملموسا
{رسالة إلى كل ناخب}
الرهان الحقيقي ليس على الأشخاص بل على الكفاءة والنزاهة علينا أن نتحرر من سطوة المال السياسي ونبحث عن المرشحين القادرين على إحداث فرق حقيقي في حياتنا لأننا ببساطة نستحق الأفضل