مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

انور ابو الخير : الضمير الغائب .. وخيانة التطبيع

 

قد يهمك ايضاً:

التحرش الجنسي: الجاني الخفي داخلنا جميعًا؟

بداية جديدة مع الله في يوم عرفة “الله ينتظرك ” 

لقد انتقد فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي صراحة التطبيع العربي مع إسرائيل دون حل عادل للقضية الفلسطينية مشددا على أن السلام لن يتحقق دون إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967 والحقيقة أن مصر تعبر عن نفسها وتحمل عبء التاريخ فى المنطقة ولا تتخلى عن دعم الشعب الفلسطينى من أجل إقامة دولته المستقلة فمهما يكن من توتر فى النظام الدولى أوالإقليمى فإن البوصلة المصرية موجهة إلى قبلة سياسية واضحة وهى أن وجود دولة فلسطينية مستقلة يعنى وجود نظام دولى مستقر لا يمكن إخفاؤه فالسلام الشامل يعنى الاستقرار فمصر لا تؤمن بسلام القوة ولا فرض الأمر الواقع مهما تكن أوضاع النظام الدولى
ولكن للأسف المعيب والمشين والمخجل والمؤلم ما نراه ونسمعه هذه الايام فرحة وسعادة اليهود وصهاينة كيان إسرائيل المحتلة والمغتصبة لأرض فلسطين العربية المقدسة بالتطبيع بحجة تافهة حقيرة قذرها تدعي زيفا وكذبا وزورا أنه التطبيع من أجل السلام والتعايش الانساني نحو إقامة علاقة سلام ووئام مع العدو الصهيوني الاسرائيلي التاريخي للعرب والمسلمين وقيام بعض الدويلات الخليجية كالأمارات والبحرين البعيدة جغرافيا عن الكيان الاسرائيلي الصهيوني المحتل المغتصب للأراضي الفلسطينية العربية المقدسة أنها حقيقة دون شك نعتبر ما قامت به هذه الدويلات وحكامها الاقزام تعتبر قمة العهر السياسي المبتذل والخنوع والخضوع الجبان بل أن هذا التطبيع يعتبر خيانة عربية واسلامية عظمى مرفوض شكلا ومضمونا من قبل كافة الشعوب العربية والاسلامية وسوف يحاسب ويحاكم ويعاقب عليه هؤلاء الحكام الخونة آجلا أم عاجلا سوى كان من الشعوب العربية والاسلامية أو بعذاب من الله بالدنيا ثم العذاب الاكبر يوم الحساب والعقاب بسبب انحرافهم بالالتزام بطاعة كلام الله في كتابه العزيز ( لن ترضى عنكم اليهود والنصارى….الخ ) وغيرها من الامثلة والعبر المذكورة في القرآن الكريم التي تقص عن بني اسرائيل وافعالهم الخبيثة وجرائمهم وخيانتهم رسول الله (ص) بدء من يهود بني النظير وقنيقاع والنظير ويهود خبير وأنهم رجس ونجس حرمت عليهم أرض الجزيرة العربية المقدسة؟
وإن مشكلة هؤلاء الحكام العرب الاقزام أنهم يظنون بركعوهم وسجودهم وخضوعهم للبيت الابيض والعدو الصهيوني الاسرائيلي المحتل المغتصب للأراضي العربية الفلسطينية المقدسة هدفها حماية عروشهم وكروشهم واموالهم وعائلاتهم واستمراريه طغيان حكمهم وظلمهم دون نهاية أما بموتهم أو بغضب وثورة الشعوب العربية والاسلامية ضدهم ذات يوم ان شاء الله؟ أننا في زمن العهر السياسي والدعارة السياسية والقواده السياسية والانحطاط الخلقي وتلاشى القيم والمبادئ والثوابت العربية والاسلامية الذي يسيطر عليه ويحكمه هؤلاء الحكام الاقزام العرب قنوات إعلامهم الفضائية التي يمولوها ويدعموها وتديرها شلة زبانيتهم المأجورين المأمورين المسيرين ناهيك عن سياسة الترهيب والترغيب والظلم والاجرام وغيرها من السياسة البشعة اللاإنسانية والرقابة الجاسوسية والبوليسية والامنية التي يفرضها قسريا هؤلاء الحكام على شعوبهم المغلوب على أمرها؟! أننا نرى ونقرأ الصهاينة اليهود يغردون ويكتبون فرحين مبسوطين بالتويتر والفيسبوك وغيرها باللغة العبرية ويقلدهم ويتابعهم ويناصرهم بل ويفخرون بكتابة العبرية من قبل بعض الابواق العربية بائعة الذمة والضمير خدم وعبيد بلاط الحكام العرب الاقزام
فإلى أين انتم ذاهبون هامدون والى أين انتم سائرون في هذا الليل الحالك انتم لستم بحكام للأمة انتم عار في جبين الزمن الذي مضى على جبروتكم وحكمكم للأمة
فانتم عبيد الدولار وخدم من على شرفات البيت الأبيض الأمريكي لم ولن تتبعكم الأمة بل ستعمق وتقرب يوم نهايتكم لتكونوا على مزابل التاريخ الحديث
فيوم تحطيم عروشكم وكراسيكم هو بداية النصر الحتمي وبداية التاريخ الذي تسجله الجماعات والشعوب والأمم على طغاة الزمن الذي لن يعود
من نصبكم حكاما تعبثون بمصير الأمة فإلى أين انتم ماضون يا امة العرب فأولكم على شاكلة وصورة عن مؤخرتكم مكشوفة حتى لمكرونيزيا السعيدة الصغيرة ونسبة عجزكم أضعاف ما تملكون من بيانات وقرارات تهدف الى ستر عورتكم تقولون للأمريكي والأوروبي ان يمعن النظر جيدا كي تتعاونوا معا لحلبكم وحلب ماضيكم تمهيدا لإفراغ مستقبلكم حين أصبحتم تعيثون فسادا في الوطن والأرض العربية والكرة الغربية والشرقية بدون مستقبل لأنكم تعيشون في جهل الحاضر وحاضركم يعبر عن غيابكم وعجزكم الطويل والدائم والمتواصل باستمرار لأنكم تخلفتم كثيرا جدا عن غيركم من الأمم والشعوب الساعية نحو مجدها ومستقبلها كي تجد وتبني لها مكانا متفاعلا مع محيطها تحت شمس الحرية والحضارة والازدهار والتطور وفي مقدمتها صنع الإنسان القادر على الإبداع والتفكير في خلق ثورة علمية تنقل الإنسان من مرحلة إلى أخرى يكون هو سيد نفسه
فانتم أيها الحكام الرابضون على صدور شعوبكم أصبحتم خطرا حقيقيا على كل شيء وفسادا ناشرا ومفسدين لغيركم لأنكم تعيشون لنفسكم فقط وليس لمستقبل شعوبكم والأمة عامة فأنتم الخطر في عدم إطلاق المبادرات لمبدعيكم في كافة المجالات وتسعون إلى نشر الجهل والتطرف والتكفير وتحاربون العقول والأفكار التي لا تنسجم مع سياساتكم وأهدافكم ومصالحكم في إبقاء وسيطرة حكمكم إلى ما لا نهاية
كنتم وما زلتم السباقين في تدمير مجد العرب فزرعتم الموت والإرهاب في جسد العرب من المحيط إلى الخليج وتتعاونون مع أعداء الأمة من الامبرياليين والصهيونيين والأتراك والأوروبيين ضد الأمة التي تعرف نواياكم الشريرة
أما انتم أيها العرب الخالدون على ضفاف الحرية القابعون في عمق العزة والكرامة والشموخ القومي والوطني على كامل الوطن العربي الكبير فلكم تحية الانتماء والنضال في معارك الشرق الكبير ان هذا الزمن هو زمن التحدي الكبير وليس زمن الاعتكاف ولا البكاء والعويل على فترات التاريخ المجيد ولا قطرات الزمن الجميل ولا على حبات الندى المتلألئة في شهد الماضي فمن زمن النهضة ومحاربة الاستعمار وعبد الناصر وسعد زغلول وعمر المختار والسد العالي من صانعي مجد الأمة يتوقف علينا ان نواجه شلة الحكام من الأمراء وشيوخ النفط وأعوان الاستعمار المتربعين على عرش السلطة في هذا البلد أو ذاك
امتنا العربية هي أمة رائدة وقواها التحررية في خير وهذه الأمة التي تستمد القوة والعزة الكفاحية والاستبسال في النهوض بمكانة الأمة لاستنهاض قواها في إحداث التغيير وإيقاف قطار الخيانة والذل والتبعية وتخليص شعوبنا وأوطاننا من دنس لوثه الحكام الفاسدون من ملوك ورؤساء وأمراء باعوا أنفسهم للشيطان الامبريالي الصهيوني الأمريكي الإسرائيلي والأوروبي
فالدم العربي النازف في فلسطين وسوريا والعراق واليمن وليبيا والبحرين ومصر وسائر الأقطار العربية هو دم احمر نقي بامتياز وهذا الدم العربي السيال ما هو إلا عربون للتحرر السياسي والاجتماعي وبناء مجتمع الحرية والكرامة والديمقراطية التي سوف تشهد ساحة عدالتها بالحكم عليكم بمعية الشعوب التي تآمرتم عليها وان مكانكم قد حكم التاريخ في جهنم وبئس المصير ولا انتم أيها الحكام العرب وليس دمكم احمر كبقية شعوب وأمم المعمورة ان دم الأطفال في فلسطين وسوريا والعراق والوطن العربي سيطاردكم ويلاحقكم في قصوركم وصالونات عمالتكم في طائراتكم ويخوتكم المصنوعة غربا سيطاردكم دم كل طفل وامرأة وشيخا استشهد على رمال المتوسط لأنه لم يركع أمام جبروتكم وذلكم المليء بالخيانة والتآمر
فيا حكام الخيانة والذل في كافة أجزاء الوطن العربي من المحيط الشامخ حتى الخليج الهادر انتم انوجدتم في دورة الحياة وانتم مع الأموات فخسارة الرحمة بكم ولا تجوز الرحمة لكم وعليكم فمنذ انوجدت دنيا الشعوب وضمائركم لا تتحرك خالية من مثقال أو غرام واحد من الإنسانية باعتبار ان ضمائركم ميتة موتة أهل الكهف وانتم لستم بمسؤولين ولا بحكام إلا على عروشكم وكراسيكم وبطونكم وملذاتكم المتخمة الفاجرة
تذكروا أيها الأقزام في سدة الحكم العربي ان نهايتكم حتمية على يد شعوبكم وان هزيمتكم ضرورية لتخليد مجد الأمة والعودة إلى بداية التاريخ الذي يبدأ بتدوين الأمة العربية وتاريخها الناصع

وفي النهاية أقول لكم أن التطبيع مع العدو الصهيوني الذي أبرمه الحكام الاقزام لن يسري مفعوله بالوسط العربي الحر ولن يستمر ويرفضه ويستنكره كل الشعوب العربية والاسلامية بما فيهم شعوبكم بالخليج العربي والأمارات رغم انهم صامتون بل رافضون ويكرهون العدو الصهيويهودي الى الابد وطال الزمن أو قصر وطال عمر هؤلاء الحكام الاقزام المطبعين أو قصر سوف ينتهي التطبيع بل أنه ميت لا وجود له إلا في قصور الحكام الاقزام والكنيست الصهيويهودية أما في الشارع العربي وفي الوسط العربي والاسلامي لاوجود له مهما تغنى به المأجورين مسبوقي الدفع عبيد بلاط الحكام ومهما تغنى به الصهاينة اليهود ثقوا أن سيزول العدو الصهيويهودي من الارض العربية الفلسطينية المقدسة التي يحتلها ويغتصبها بدعم حكام عرب انذال وسيكون هذا بإذن الله بالسلم أو الحرب باستمرار المقاومة وقيام ثورة الشعب الفلسطيني وخلفه الشعوب العربية والاسلامية المخلصة الحرة عاجلا غير آجلا بإذن الله ومما لا شك فيه أن العدو الصهيويهودي يدرك جدا أن زواله ونهايته حتمي على يد العرب والمسلمين وهذا بشهادة واعتراف حاخامات يهود ومنهم جولدمائير وبن جورين واخرين ناهيك أن الله قال في كتابه العزيز ( وإذا جاء وعد الله جئنا به لفيفا) صدق الله العظيم