مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

انور أبو الخير يكتب: ” الغلاء والوباء وجهان لعملة واحده “

5

 

 

قد يهمك ايضاً:

أوقفوا التنمر على خلق الله

المرأة والمسئولية وضغط العمل

نحن نعيش لحظات تأسرنا وتجعلنا نحس وكأنا أشخاص آخرين عندما نشعر بأننا نعيش في عالم بعيد كل البعد عن العالم الحقيقي حينما نرى من حولنا بمنظور مختلف و يخيل لنا و كأننا لا نعرفهم أو ربما رأينا منهم جانبا لم نراه من قبل نحس بالاختناق بمرارة الحياة و بصعوبة التعبير والكلام تختلط علينا مشاعرنا ولانعرف ما نريد نرغب في التكلم و في إيجاد أجوبة شافية لما يدور بدهننا دون جدوى بكل بساطة لأننا لا نعرف ما الذي نريده وعما نبحث ربما نضيع في عالم الأفكار و داخل عقولنا التي لها قدرة عجيبة على تصوير أشياء لنا بمنظور لم نره بها من قبل و في أحيان كثيرة نعتقد أننا الصح و من حولنا هم الخطأ لكن في لحظة مانتوقف لنستدرك أنه ربما نحن من أخطأنا في حق أنفسنا و حق الآخرين حيث نتطلع إلى أن تنعكس الخطط والبرامج الحكومية إيجابا على جيبه بصورة مباشرة لإخراجه من حالة القلق والترقب الذي يكتنف يوم غد بخوفه على مستقبل أبناءه في ظل ارتفاع أسعارالموادالضرورية الاستهلاكية اليومية التي يحتاجها في قوته ومعيشة أولاده ولا يخفى على أحد معاناة المواطن الذي يكد ويكدح للحصول على أدنى متطلبات الحياة المعيشية الضرورية لحياته لرغيف خبز ولا فرق بين من يعمل في مؤسسة عامة أو خاصة بغض النظر عن الأجرة التي يتقاضاها أما المواطن العاطل عن العمل لعلة أو لغيرها فأحواله في قمة الحرج والمشقة حتى ولو كان يؤخذ مساعدة من جهة حكومية او مؤسسة خيرية اومعاش من تكافل وكرامةاومعاش حكومي فهناك فئة من الناس لاتدري ان كان الوطن يعاني من ارتفاع وغلاء في معيشة ابنائه او ان المواطن يعيش ضائقة لقمة العيش لان ثقافة هذه الفئة لا تمت للوطن بصلة وهي ليست مستعدة ان تثقل سمعها بأخبار الوطن لأنها تعيش الغربة الحقيقية لقد بات هم المواطن والشغل الشاغل له هو توفير لقمة العيش الحلال لأسرته خاصة و موارده المادية قليلة والذي يلحظ ان متطلبات الحياة تزداد يوما بعد آخر لأننا في عصر تزاحمت فيه الأولويات ولا تخلو حوارات الناس اليومية في مجالسهم الخاصة او العامة عن الحديث عن أزمة ارتفاع أسعار السلع الضرورية والخضراوات الضرورية اللازمة لمعيشة المواطن تلك الطبقة الفقيرة والتي تشكل النسبة الغالبة في بلدنا ولأن الموظف المقهور او من هم بالمعاشات مهما كان راتبه بات في ظل هذه الظروف من هذه الطبقة الكادحة ناهيك عن ارتفاع أسعار الكهرباء والمياة والغاز والسكن والاحتياجات الأخرى للمعيشة
لقد أصبح المواطن في هم وغم تجاه رزقه ومعيشة أولاده يسمع من هنا وهناك ان ثمة رفع للأسعار وتعويم لأثمان السلع الضرورية بحيث اصبحنا نعيش تحت رحمة وعطف التجار وأصحاب رؤوس الأموال الذين يتحكمون في حركة الأسعار والأسواق وأرزاق الجميع وقد غاب عن اذهانهم ان الله هو واهب الرزق الحلال والمال الحلال وأيما لحم نبت من سحت فالنار أولى به وهذا بلا شك يقطع الصلة بين الإغنياء والفقراء ويقتل روح التنافس والابداع ويقلل العمل من اجل الانتاج لان ظلال الازمة تخيم على المواطن وتحيط به احاطة السوار بالمعصم لأنه يعلم ان كثيراً من الأزمات مفتعلة وحتى يكون لها الغطاء القانوني وتبين للقاصي والداني لأصحاب رؤوس الأموال المصدرين للغلاء واصبح المواطن يبحث بين الركام عن شيء يسد رمقه وحاجة أولاده ربما هذه كلمات تدور داخلنا و أفكار تنسج في مخيلتنا لكن لساننا يعجز عن النطق بها وربما نعجز نحن كبشر عن ترجمتها كما يجب لنظل قابعين في كومة من التساؤلات و الأسئلة اللامنتهية لنكون بذلك أشخاصا عاجزين عن التعبير عن دواخلنا فكثيراً ما نحتاج مشاعرنا ولكن نعجز عن استحضارها في الوقت المناسب كثيراً ما نشعر بألم يلفنا ونسعى للتهرب منه بكل طريقة فنعجز وكثيرا ما نستجدي عبرات تغسل جراحنا وتريح قلوبنا لكنها تتجمد تماماً وتعجز حتى عن التنفس الغضب الشديد ونوبات بكاء غير متوقعة ومشاعر غير منضبطة وغيظ يملأ قلوبنا دون أن توافقه عقولنا و كلها إشارات أن مشاعرنا تعلن تمردها هناك مشاعر تعني للناس ضعفاً وأخرى تؤدي لشفقة من الآخرين وغيرها تعني أن الشخص غير متوازن أو أنه يعترض على واقعه أو تخالف عقلاً وكلها نتدرب منذ صغرنا على تجاهلها وحبسها أو دفنها في قلوبنا لنفاجأ أننا نفقد حتى مشاعرنا التي نحبها ونحتاجها أو تتمرد علينا مشاعرنا السلبية في وقت لا نريدها فيه ولا نتوقعها

المطلوب من الحكومة أن تنزل إلى الشارع لتتحسس هموم المواطن الحقيقية لعودة الابتسامة إلى شفاه المواطنين والتي هي إحدى مؤشرات السعادة لايمكن أن يتحقق إلا إذا شعر المواطن أن دخله المالي يمكنه من مقابلة متطلباته الحياتية اليومية في حدها الأدنى

التعليقات مغلقة.