كتب: عبد الرحمن هاشم
عقدت رابطة الجامعات الإسلامية احتفالية كبرى بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية بالتعاون مع جامعة دمياط، يوم الخميس ١٢ديسمبر ٢٠١٩ بمقر الجامعة بمدينة دمياط الجديدة، وتعد انطلاقة جديدة ونقلة نوعية في عمل رابطة الجامعات الإسلامية، التي يترأسها معالي الشيخ الدكتور/ محمد بن عبد الكريم العيسى رئيس رابطة الجامعات الإسلامية والأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، ويتولى أمانتها معالي الدكتور/ أسامة محمد العبد الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية.
عُقدت الاحتفالية في القاعة الكبرى بكلية الآداب برعاية معالي الشيخ الدكتور/ محمد بن عبد الكريم العيسى، ورئاسة معالي أ.د/أسامة العبد الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية، ومعالي أ.د/ السيد محمد دعدور رئيس جامعة دمياط، وحضرتها وفود من: علماء الرابطة وخبرائها، وقيادات الجامعة، وجمع غفير من الباحثين والطلاب والطالبات..
وحرصت الرابطة والجامعة على مشاركة شتى الأطر والفئات المجتمعية والشعبية المختلفة إضافة إلى مشاركة مجمع اللغة العربية، وممثلين لفرع جامعة الأزهر بدمياط وممثلين عن الكنيسة المصرية، ورجال القوات المسلحة، والشرطة المصرية، والقيادات الشعبية والتنفيذية، ورجال الصحافة والإعلام..
وتدارس المشاركون أهمية اللغة العربية وفضلها ومميزاتها وفرائدها التي تميزها عن اللغات الأخرى، ولماذا اختارها الله تعالى لتكون لغة لكتابه الخالد؟ حيث إنها لغة تتميز بالسعة التي لا توجد في غيرها، ولا تستطيع لغة غيرها أن تبقى على هذه المرونة والسعة إلى يوم الدين، ولقد كانت الأمة أمة أمية يحفظون ما يسمعون ويضبطون ولا يكتبون فقرأوا وكتبوا وأشهدوا بتوفيق الله، فالوحي المعصوم نزل بلسان عربي مبين، (لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ)، فضلا عن قابليتها لاستيعاب الجديد.
كما ناقشت الاحتفالية دور اللغة العربية في ترابط الشعوب المسلمة، وأهم التحديات المعاصرة التي تواجهها، ومخاطر ما يسمى بـ “الفرانكوآراب” على اللغة والهُوية، واللغة العربية والإصلاح التشريعي، ودور المجامع اللغوية والمؤسسات الثقافية في مواجهة التحديات المعاصرة.
وأكدت الاحتفالية ضرورة بعث اللغة العربية في شتى مناحي الحياة، مع التركيز على وسائل الإعلام والدراما، والمؤسسات التربوية والثقافية، ودراسة شتى التحديات التي تواجه لغة القرآن وتقديم الحلول لهذه التحديات، وذلك من خلال تهيئة الرأي العام بضرورة بعث اللغة وعقد دورات تدريبية في اللغة العربية للإعلاميين والمعلمين والدعاة والعاملين في الحقل القضائي وغيرهم، حيث كان علماؤنا قديما يجلسون في الأزهر الشريف يُعلّمون القضاة والمحامين والمدافعين عن العدالة اللغة العربية، ويعلمونهم من سورة يوسف؛ لأنها قد اشتملت على كل إجراءات القضاء وإقامة العدل والحكم بين الناس.
وأعلن الأمين العام للرابطة عن جائزة معالي الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى العالمية للبحث العلمي والسلام الحضاري والابتكار والتجديد في مجال جودة التعليم. مشيرا إلى أن هيئة الجائزة برئاسة معالي د. العيسى ستخصص الدورة الأولى للغة العربية؛ لتشجيع النشء والشباب في الدول العربية والإسلامية على تعلم اللغة والنطق بها واتقانها والترجمة إليها في كل مجالات الحياة.
حرصت الرابطة على تكريم رئيس جامعة دمياط معالي أ.د/ السيد محمد دعدور، على جهود سيادته المتميزة في التعاون مع الرابطة، وأيضا تكريم قيادات الجامعة ورموز اللغة العربية. كما حرصت الجامعة على تكريم معالي أ.د/ أسامة العبد؛ تقديرا لجهوده التاريخية في خدمة الإسلام، وخدمة اللغة العربية، وجهوده في قيادة رابطة الجامعات الإسلامية.
كما كرَّمت جامعة دمياط فضيلة الدكتور/ أحمد علي سليمان؛ تقديرا لجهوده في تنظيم الاحتفالية والتنسيق بين الجامعات، وقررت تكليفه بـ”إنشاء أول برنامج للخط العربي والإشراف عليه في جامعة دمياط في سابقة هي الأولى من نوعها بالجامعات المصرية والعربية والإسلامية، وتحويله إلى كلية للخط العربي في المستقبل القريب”، كما قررت إطلاق اسم الشاعر الكبير الأستاذ فاروق شوشة، على أحد المدرجات الكبرى في الجامعة؛ تقديرا لدوره البارز في خدمة اللغة العربية وآدابها.
حرص المنظمون على اصطحاب الضيوف لزيارة بعض معالم مدينتي دمياط ورأس البر وزيارة الأرض المخصصة والمسورة لإنشاء فرع جامعة الأزهر في دمياط والتي تبلغ مساحتها ١٤٠ فدانا والتي جاءت كثمرة من جهود معالي الدكتور العبد وافتتحها إبان رئاسته لجامعة الأزهر، والتي ستكون -بإذن الله تعالى- منارة للغة العربية والدراسات الإسلامية ومنبرا ومعبرا للتواصل الحضاري بين شمال البحر المتوسط وجنوبه.