اليونسكو تدشّن مبادرة “لبيروت” بهدف تسخير التعليم والثقافة والفنون في عملية إعادة إعمار المدينة
خلال زيارة إلى لبنان استمرت يومين، دشنّت المديرة العامة لليونيسكو حملة تبرعات دولية بعنوان “لبيروت” تهدف لدعم إعادة تأهيل المباني التي تضررت بسبب تفجير مرفأ بيروت، من بينها المدارس والمباني التراثية التاريخية والمتاحف ومعارض الفنون وقطاع الصناعة الإبداعي.
وقالت السيّدة أودري أزولاي خلال تدشين حملة لبيروت: “تقف اليونسكو، التي يُعد لبنان أحد أعضائها المؤسّسين، إلى جانبكم لتعبئةِ المجتمع الدولي ودعم انتعاش المدينة من خلال قطاعات الثقافة والتراث والتعليم، ومن أجلها”، معربة عن تضامن المنظمة الراسخ والثابت مع الشعب اللبناني.
وبحسب منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، يتطلب النهوض بقطاع التعليم في بيروت تمويلا أوليا بقيمة 23 مليون دولار. وفي الأشهر المقبلة، ستولي المنظمة الأولوية لتمويل التعليم والتعلّم عن بُعد للطلاب المتضررين والبالغ عددهم 85 ألف طالب.
وأعربت المنظمة عن التزامها بالبدء على الفور بإعادة تأهيل 40 مدرسة متضررة من أصل 159، وذلك بفضل التمويل الذي انتهت من جمعه.
من جهة أخرى، سيعقد التحالف العالمي للتعليم، الذي أنشأته اليونسكو خلال أزمة كـوفيد-19، جلسة خاصة بشأن الوضع في لبنان في الأول من أيلول سبتمبر. وتابعت السيّدة أزولاي تقول: “سنحيي روح بيروت لتعود نابضة بالحياة من خلال إعادة تأهيل المدارس، لأنها الشغل الشاغل للعائلات، وإحدى اللبنات الأساسية لمستقبل لبنان”.
أهمية حماية المركز التاريخي من العبث
من جانب آخر، أكدت المديرة العامة لليونسكو التزام المنظمة بالتقيّد بالمعايير الدولية الأشد صرامة على الصعيدين المهني والإداري في الجهود المبذولة لدعم التعليم والثقافة، وذلك في إطار المساعدة التي تقدمها الأمم المتحدة للبنان.
وقالت في هذا السياق: “إنّني أدعو إلى اتخاذ الإجراءات الإدارية ووضع اللوائح التنظيمية المناسبة لحماية المركز التاريخي من عبث المضاربة والمعاملات العقارية التي تستغل كرب السكان وضعفهم”.
ومن المتوقع أن تتكبد المتاحف والمعارض والمراكز الثقافية خسارة فادحة في الإيرادات. ووفقا للتقديرات الأولية، يلزم نصف مليار دولار لدعم التراث والصناعات الإبداعية خلال العام المقبل، وقالت أزولاي: “علينا الحرص في الجهود التي نبذلها على صون روح المدينة وإعادة إعمارها في ظل احترام التاريخ والطابع الفريد للأحياء المتضرّرة، من خلال تحفيز الطاقة الإيجابية الكامنة فيها”.
وستجري اليونسكو تدخلات ذات أولوية لتدعيم العديد من المباني التاريخية في الأحياء الأكثر تضررا وتأمينها وصونها.
إعادة إعمار التراث في لبنان
تشدد اليونسكو على دعم جهود التنسيق الدولية الرامية إلى إعادة إعمار التراث في لبنان، خاصة بعد تفجير المرفأ في 4 آب/أغسطس، وجمع التبرعات النقدية للاستجابة للأزمة التي نالت من قطاع الثقافة.
وأردفت أزولاي تقول: “ينبع تصميمنا على تعبئة المجتمع الدولي ليس فقط من الحاجة إلى ترميم التراث المشيّد والمتاحف، ولكن أيضاً من الحاجة إلى النهوض بالقطاع الإبداعي الذي تكبّد أضراراً جسيمة، وذلك من خلال دعم الفنانين والعاملين في القطاع الثقافي، الذين ستجمعهم اليونسكو خلال ثلاث حلقات نقاش ستنظم في إطار حملة “صمود الفن” في سبتمبر”.
إلى جانب ذلك، ستنظم اليونسكو مؤتمرا للمانحين قبل نهاية شهر سبتمبر، لتمويل الإجراءات الميدانية في بيروت.