بقلم – لواء مهندس السيد نوار:
*الثقافة و تنمية الوعي*
إن ما حدث في مدارسنا و معاهدنا التعليمية و جامعاتنا من تخلف و قصور في إدارة العملية التعليمية و إهمال الثقافة على مدى عقود مضت, و ترك الإخوان للسيطرة على عقول أبنائنا بإنشاء ما سمي بالمعاهد اللأزهرية و نجريف عقولهم ووعيهم مما أفقدهم الولاء للوطن باسم الدين و الدين منهم براء, و كل ذلك بغرض تربية جيل يدخل للأزهر ليس بأزهريا فقط للسيطرة على الأزهر, و تخريج جيل لا يشعر بالانتماء, بلا شخصية ذات إرادة با مجرد شواخص تنقاد كالقطيع, وراء أفكار إرهابية حاقدة على كل من يخالفهم في فكرهم المعوج. اللهم من نشأ و تربى داخل كليات و معاهد القوات المسلحة و من أدوا واجب الخدمة العسكرية.
إن الثقافة فى أهم تعريفاتها : هى مسارنا التربوى ( التنشئة الاجتماعية ) نحو النضج والفهم وإدراك الواقع ، وكذلك هى العوامل التى تشكل قدرة المنظمات والمجتمعات على تقديم نواتج مادية وفكرية ، وهى ايضا تلك السمات المميزة لمجتمع ما بما يشكل هويته وسلوك أفراده .لذلك فهى فى كل وجوهها ذات علاقه مباشرة بتشكيل الوعى والثقة ، لأنها انعكاس مباشر لدرجة نضج هذا المجتمع ودرجة قوة وثبات بناءه الاجتماعي ، ومدى صدق تفاعلاته. ومع كل هذا فإن الوعى والثقة فى المجتمعات بكل أشكالها يتوقفان بجانب قوة الثقافة ، وقوة بناء الفرد والمجتمع على حجم المعلومات والمعارف الموضوعية المتداولة ومدى صدقها فإن مصطلح الأزمة يشير هنا إلى تراكم المشاكل والسلبيات فى اتجاه معين سواء افتقاد الوعى أو افتقاد الثقة بما أصبح يهدد البناء الاجتماعي للمكان أو المنظمة التى افتقد أفرادها الوعى والثقة. أما الوعى فهو حالة إدراك الأهمية والخطورة الذاتية لموقف معين أو ظاهرة معينة على حدوث اثار سلبية قد تؤدى إلى نتائج لا يمكن تداركها .. اما أزمة الثقة فهى عدم الاعتقاد بصدق التفاعلات والعلاقات الاجتماعية بين الأفراد على اختلاف مستوياتهم ، فلا احد يصدق أحد فى حالة افتقاد الوعى قد يصل الأمر إلى تكوين وعى كاذب لا يعبر مطلقا عن حقيقة الموقف وخطورته ، وقد يكون هناك إدراك لحقيقة الموقف وخطورته بينما يتخذ الأفراد سلوكاً وأفعالا مضادة ومعاكسة تماما لحقيقة الموقف الحالي .. أو قد يحدث العزوف واللا مبالاة ، أما أخطر حالات افتقاد الوعى ، فهى حالة تزييف الوعى باختلاق وعى كاذب ومضاد للموقف الحالي ، وأما اخطر حالات افتقاد الثقه فهى أن تصبح معظم العلاقات والمعاملات والتفاعلات الاجتماعية غير حقيقية تقوم على الكذب والنفاق والتضليل والغش والخداع .. وكلا الحالتين قد يؤديان إلى تهديد البناء الاجتماعي بالانهيار ، فضلا عن أنهما قد يؤديان إلى حالة التربص الاجتماعي ، حيث الكل يريد الايقاع بالكل.
و تكمن أهمية وجود المهارات الحياتية في حياة الفرد في قدرته على التكيف مع كافة الظروف، والنجاح في نهضة المجتمعات وازدهارها، ومنطلق ذلك من الأديان السماوية حيث أّن الغاية من خلق الإنسان هي إعمار الأرض وخلافتها، والدعوة إلى إتقان العمل وأدائه على أفضل صورة.
إن نقص المهارات الحياتية لدى الجيل الجديد هذه الأيام هو من أهم المشكلات التي يجب البحث عن حلول سريعة لها، ذلك أن مخرجات المؤسسات التربوية تفتقر إلى المهارات الحياتية، ويؤدي ذلك إلى فشل الكثيرون في حياتهم الوظيفية والشخصة؛ بسبب غياب هذه المهارات لديهم. ويمكن تعريف المهارات الحياتّة بتعريفاتٍ متعددة :
*·* مجموعة من المهارات النفسيّة والشخصيّة التي تُساعد الأشخاص على اتخاذ قراراتٍ مدروسة بعناي، والتواصل بفعالية مع الآخرين، وتنمية مهارات التأقلم مع الظروف المحيطة، وإدارة الذات التي تؤدي إلى التقدم والنجاح.
*·* مجموعة من السلوكيات والمهارات الشخصية التي تلزم كل فرد بالتعامل مع المجتمع بثقة أكبر، ومقدرة على اتخاذ القرارات الهامة في حياته، والأنسب له على جميع المستويات الشخصية والاجتماعية، والجنسية، والعمل على تطوير الذات؛ من أجل التعامل مع الآخرين بإيجابية، وتفادي الوقوع في الأزمات، والتغلّب عليها عند حدوثها.
*·* تنمية المهارات الحياتية الخمس تعد كل مهارة من المهارات الحياتية ذات أهمية كبيرة يجب العناية بها من خلال تطويرها لدى الشخص، وهذه المهارات هي :
1 – مهارة حل المشكلات واتخاذ القرارات وهي المعروفة بالتقييم الشامل للمهارات التي يتمتع بها الفرد؛ لتمكنه من حل المشكلات التي تعترضه وتسبب له عائقا، و تعني مهارة اتخاذ القرار القدرة على إصدار حكم معين على موقف تعرض له بعد دراسة البدائل المختلفة، و ما يساعد على تنمية مهارة حل المشكلات واتخاذ القرار, ” التحكم بالشعور الداخلي، والأحاسيس، وبالسلوك، وبالفعل ” حيث يصبح لدى الفرد القدرة على اتخاذ القرار الصائب. إن اتخاذ القرار الصحيح هو نجاح للذات، وهو محصلة تفكير مستمر جعل للفرد القدرة على اتخاذ القرار. و على الإنسان أن يكون واضحا في اتخاذ القرار، وعليه معرفة ما يريد، وإلاا فلن يحقق ما يسعى إليه. إن عدم التأثر بالضغوط الخارجية عند اتخاذ القرار مهما كانت التحديات كبيرة والمؤثّر الخارجي قوي؛ حيث يجب أن يكون الإحساس الداخلي مفعم بالإيجابية والإيمان بأن الفرص ما زالت موجودة لتحقيق الأهداف الموضوعة.
· مهارة الوعي الذاتي و مهارة التعاطف هي مقدرة الفرد على الوعي بالانفعالات التي تصيبه، وبانفعالات الآخرين المحيطين به، ومعرفة ما يشعر به، واستخدام هذه المعرفة في إصدار قرارات ناجحة وسليمة. و مهارة التعاطف هي قدرة الفرد على تفهم مشاعر الآخرين، و هي القدرة على التعامل مع ردود أفعال الآخرين الانفعالية؛ حيث تكون لديه المعرفة بمشاعر الآخرين، وقراءتها، وتمييزها من خلال أصواتهم، أو ما يظهر عليهم وليس بالضرورة ممّا يقولون.
· مهارة التفكير الإبداعي والتفكير الناقد يعرف التفكير بأنه معالجة الفرد العقلية لمدخلاته الحسية؛ بهدف تشكيل الأفكار لإدراك الأمور والإحاطة بها، ثم الحكم عليها بصورة منطقية، وإصدار القرار فيها.ومن الجدير بالذكر أن التفكير ليس وصفا لشيء ما، وإنما هو استخدام للمعلومات المتوفرة حول شيء معين للتوصل منها إلى شيء آخر، وهذا يدعى بالابتكار.
· مهارة التفكير الإبداعي هي الطريقة التي تجعل الفرد مُدركا للثغرات في العناصر المفقودة، والبحث عن المؤشرات والدلائل لسد الثغرات وإجراء التعديلات اللازمة، ومن سمات التفكير الإبداعي أنه يستند إلى الخيال، وهذا الأمر يتطلب قدرات تخيل كبيرة بعيدة عن الواقع المحيط، وبعيدة عن التفكير المنطقي؛ حيث لا تحكمه قواعد المنطق. أما التفكير الناقد فهو القدرة على التمييز بين الحقيقة والرأي، والقدرة على استنباط المعلومات، وكذلك معرفة التناقضات المنطقية ومقدرة الفرد على التنبؤ.
· مهارة إدارة الانفعالات ومواجهة الضغوط و هي القدرة على كظم الغيظ، والقدرة على التحكم وضبط الانفعالات والمشاعر تجاه الآخرين، وتعرف الضغوط النفسية بأنها مجموعة من العوامل الخارجية التي تضغط على الفرد بشكل كامل أو بشكل جزئي، تشعره بالتوتر، أو قد تؤثّر على سلامة شخصيته.
· مهارة التواصل مع الآخرين مهارات التواصل مع الآخرين، أو المهارات الاجتماعية، أو مهارات التعامل مع الآخرين، أو الكفاءة الاجتماعية؛ حيث تمتاز هذه المهارة بإمكانية تعلّمها من قِبل جميع الناس مهما تباينت مستوياتهم التعليمية، أو اختلفت شخصياتهم وتباينت، فمهارة التواصل مع الآخرين تحتاج إلى تدريب مستمر كباقي المهارات الأخرى، كأن تبدأ يومك بالتفاؤل، و تختار أن تكون سعيدا أم تعيسسا، فهذا اختيارك الشخصي. و إقناع نفسك بأن اليوم سيكون أفضل من الأمس، فالأمس مضى وانتهى، والغد لم يأت بعد، فيجب أن تشغل تفكيره في يومه الذي يعيشه، وينقل هذه الفكرة إلى الأشخاص المحيطين به. تعويد النفس على التلفظ بكلمات مبهجة؛ فهي التي تزيد العلاقات الطيبة والتعامل بلطف مهما كان مزاج الشخص سيئا. تقبل الآخرين وصفاتهم التي هم عليها، والبعد عن النقد الدائم والتذمر عما يَصدر عنهم.
ألا هل بلغت …. اللهم فاشهد …..