مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون
آخر الأخبار
وزير الصحة التونسية يشدّد على تعزيز جاهزية المستشفيات العمومية لمواجهة الأمراض الفيروسية خبراء أمميون : السودان يواجه مجاعة غير مسبوقة في التاريخ الحديث تتطلب اهتماما عالميا فوريا محافظ كفرالشيخ :إنهاء كافة الاستعدادات للاحتفال بمولد العارف بالله إبراهيم الدسوقي الحملة القومية للتوعية بالخدمات والمنتجات الرقمية في مراكز شباب كفر الشيخ  طلاب كلية الهندسة بالجامعة الألمانية يزورون مدينة العلمين الجديدة لتعزيز الخبرات العملية شهيدان و9 جرحى بسبب غارة العدو الإسرائيلي على اليمونة في بعلبك الهرمل و6 جرحي علي بلدة السفري وزير الإسكان ونائب رئيس الوزراء التنزاني يتابعان تقدم الأعمال بمشروع سد ومحطة "جوليوس نيريري" الكهرو... وزير الشباب والرياضة يبحث سبل التعاون مع شركة "ويل سبرنج" لتطوير وإدارة المعسكرات   غزل المحلة يضم موهبة رايت تو دريم عبد العزيز كوليبالي محافظ الغربية يتابع إحتفال مئات الآلاف بالليلة الختامية لمولد السيد البدوي

الهروب النفسى

بقلم الدكتور -أحمد عيسى:

هل شعرت ذات مرة برغبة شديدة فى عدم مغادرة منزلك والذهاب للعمل ؟

هل شعرت ذات مرة برغبة شديدة فى قتل الوقت وجعله يمضى بسرعة حتى يحل الظلام وتذهب فى نوم عميق ؟

هل شعرت ذات مرة بفقد الرغبة فى الاجتماع مع شخص ما أو مقابلته ، وتحاول تأجيل موعد اجتماعه قدر استطاعتك دون وجود سبب واضح لذلك ؟

إذا كنت مررت بأى من هذه المشاعر أو هناك فى محيطك الأسرى أو المهنى من يمر بهذه المشاعر فهذا المقال البحثى مفيد لك إن شاء الله .

أعزائى المتابعين مرحبا بكم فى موضوع حيوى أصبح من الأهمية بمكان التحدث عنه ووضعه تحت مراقبة المختصين حتى لا يتفاقم ويصبح ظاهرة تلقى بظلالها السلبية على العديد من الأشخاص الذين تفرض عليهم الحياة ضغوطا قوية نظرا لطبيعة أعمالهم أو تبعا لتكوينهم الشخصى والمعرفى .

هذا الموضوع هو ما أطلقت عليه “الهروب النفسى ” وهو أحد الحيل الدفاعية التى تلجأ إليها النفس البشرية بشكل لا إرادى بسبب عدم قدرتها على تحمل ضغوط تتعرض لها فى وقت ما ولكن إذا لم تتم المواجهة والحسم فإن الموضوع سيتفاقم إلى إدمان تلك العادة حتى نصل فى نهاية المطاف إلى شخصية هشة غير قادرة على مواجهة أى تحديات تذكر .

نعم شخصية هشة عاجزة عن فعل اى شئ غير الهروب من أى ضغوط أو مواقف تضعها فى مواجهة لأنها برمجت نفسها برمجة سلبية على الهروب وأصبحت منطقة الظل التى تختفى فيها هى المنطقة الأمنة بالنسبة لها .

ولكن طبعا هى ليست منطقة أمنة كما يهيئ لها العقل اللاواعى ذلك بل هى مكمن الخطورة لان مثل هذه الشخصيات مع مرور الزمن تعجز عن مواجهة حتى نفسها وعند أول مواجهة أو ضغط تسقط أدراج الرياح .

ومن أهم أسباب لجوء البعض إلى الهروب النفسى هى تلك البرمجة اللغوية العصبية السلبية تجاه مواقف أو أشخاص أو أماكن ارتبطت فى العقل اللاواعى لأولئك الذين أدمنوا الهروب النفسى بمواقف تكررت فيها السلبيات والضغوط التى فاقت طاقاتهم وتشكلت منها روابط ذهنية سلبية حتى أصبحت مناطق غير مرغوبة وغير أمنة لذلك أصبح العقل اللاواعى يفرض سياجا من الوهم لكى لا يتعرض من قريب أو بعيد بأى روابط ذهنية تفوح منها هذه الضغوط التى تتسبب فى قيام البرمجة اللغوية العصبية للعقل اللاواعى بفرض الهروب النفسى للتخلص من هذه الحالة المزاجية السامة التى يمر بها بسبب تلك الروابط وما تحملها من ضغوط بين طياتها .

وبعد أن تعرفنا على اسباب تلك الحالة الشعورية المسماة بالهروب النفسى تعالوا بنا نجول بين أليات العلاج أو الدفاع النفسى للتعافى من هذا الهروب .

هناك أربعة قواعد أساسية لكى يتمكن الشخص من التعافى من الهروب النفسى الذى أدمنه ، وهذه القواعد نجدها فى حروف كلمة “هروب “، نعم هذه الحروف الأربعة كل حرف منها يمثل قاعدة ومرحلة مهمة للتعافى من هذه الحيلة النفسية المسماة بالهروب النفسى .

قد يهمك ايضاً:

بقلم أنور ابو الخير : الي القادة العرب

رسائل القرآن الرجال قوامون على النساء

القاعدة الأولى حرف “ه” هاجم مخاوف النفس :

القاعدة الأولى لكى نعالج هذا الهروب النفسى والحرف الأول من كلمة “هروب” هو حرف “ه” وهو يشير إلى كلمة “هاجم” والتى قصدت منها أن يقوم الشخص بمهاجمة مخاوف النفس ، مثلا لو أن المخاوف التى تتسبب فى لجوء النفس إلى الهروب تتمثل فى عدم قدرتك على ايقاف شخص عند حده وعدم السماح له بأى تجاوز ، إذا يكون الحل فى وضع خطة لمواجهة هذا الشخص والطلب منه بشكل مباشر بعدم تعدى حدوده فيما بعد .

ولو كان سبب هذا الهروب النفسى هو الاحراج من رفض طلبات شخص ما أو عدم القدرة على قول “لا” لهذا الشخص ، فيكون العلاج هو التخطيط لقول “لا” وامام جمع من دائرة معارف الشخصين .

المهم فى كل ما سبق والمستخلص من القاعدة الأولى للعلاج هو “هاجم مخاوف النفس ” وأول درجة فى سلم مهاجمة مخاوف النفس هو أن تسردها وتعدها وتحصرها دون أى خوف أو خجل .

القاعدة الثانية حرف “ر” راجع :

وحرف “ر” يشير إلى كلمة “راجع” واقصد منها راجع نقاط القوة ونقاط الضعف وكذلك راجع ترتيب أوراقك النفسية من جديد حتى تعلم أى نقاط القوة ستعتمد عليها لتطبيق مهاجمة مخاوف النفس والاعداد لتلك الجولة التى ستتعافى فيها من هذا الإدمان المسمى بالهروب النفسى وكذلك مراجعة نقاط الضعف للتصالح معها ووضع ألية التعافى منها فورا بعد تطبيق قواعد علاج الهروب النفسى .

القاعدة الثالثة حرف “و” وقت :

ويشير هذا الحرف إلى كلمة وقت والتى أعنى منها إلى ضرورة تحديد وقت حاسم لتنفيذ هذا الهجوم على مخاوف النفس ، وقت تتفق فيه نفسيا مع ذاتك على ضرورة حسم هذا الأمر وعدم السماح له بالتمادى فى حياتك ، نعم عدم السماح بالتمادى لأن كل دقيقة تمر فى إدمان هذا الهروب تسمم لك المناعة الشخصية والشجاعة الداخلية التى تعتبر بمثابة الحصن والدرع الذى يحميك أوقات الأزمات والاضطراب .

القاعدة الرابعة حرف “ب” باغت :

وحرف “ب” والقاعدة الأخيرة من كلمة “هروب” يشير إلى كلمة “باغت” ، نعم باغت بالخطة المعدة لمهاجمة مصدر الخوف النفسى فى وقت غير متوقع وغير معلوم لمصدر الخوف النفسى وكلما كانت المباغتة قوية كلما كان تأثير ذلك على التعافى من إدمان الهروب النفسى قويا وفعالا .

وبهذه القاعدة الأخيرة نكون قد وصلنا لنهاية مقالنا البحثى ورحلتنا فى أغوار النفس البشرية وأهم ما يمكن أن يشوه النفس وهو الهروب النفسى الذى قد يصل بها فى النهاية إذا لم يعالج إلى هشاشة النفس ومن ثم اغتيالها معنويا .

لذلك أضع هذه الكلمات أمانة فى عنق كل قارئ ليضعها نصب عينيه وفى أعماق ضميره ليكون سببا فى تعافى أى شخص فى دائرة معارفه قد يكون مصابا بهذا الإدمان المسمى بالهروب النفسى .

وإلى أن نلتقى فى مقال بحثى جديد دمتم بخير .

 

التعليقات مغلقة.