مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

النيل..المعادل الموضوعى لحياة المصريين

بقلم – اد عادل السعدني:
عميد كلية الآداب جامعة قناة السويس

بعيدا عن ملف سد النهضة الذى يعد أهم الملفات على أجندة الرئيس عبد الفتاح السيسى ،وأهم قضايا الجمهورية الجديدة ،وهو ملف فى أيد أمينة تعشق مصر وتضحى بكل شئ من أجلها ،فإن النيل لايشكل للمصريين مجرد نهر ،بل هو المعادل الموضوعى للحياة ذاتها ، حتى أنهم أفردوا له منذ القدم عيدا خاصا به ،ففى مثل هذا الوقت من كل عام يحتفل المصريون بعيد وفاء النيل ، وهو العيد الذى يحتفى بفيضان النيل فى يوليو وأغسطس من كل عام ، وهي دورة طبيعية مهمة في مصر منذ العصور القديمة، ويعني فيضان النيل أي أن النيل يمتلئ بالكم الكافي من المياه كل عام.حيث يحتفل المصريون بهذا الفيصان كعيد سنوي لمدة أسبوعين بدءاً من 15 أغسطس،فنهر النيل منذ بداية سكن الإنسان المصري القديم في الوادي، هو الذي جمعهم في مجتمع واحد بعد أن كانوا متفرقين في الواحات والسواحل والصحاري.

وحسب الحياة الدينية متعددة الآلهة لديهم أشار المصريون القدماء إلى النيل بـ”الإله حابى”، وهو معبود على هيئة رجل ضخم الجسم يرمز للخصوبة والعطاءوكان للإله حابى وضع خاص لدى قدماء المصريين عن بقية الآلهة، فلم يكن له معابد خاصة أو كهنة،ولكن كان له أناشيد يرددها المصريون فى الاحتفالات بالفيضان.

قد يهمك ايضاً:

وكان النيل عند المصريين يحدد الطبقة الاجتماعية التي ينتمي إليها المواطن المصري، فمن يشرب من النهر الخالد غير من يشرب من الآبار والعيون، وليس هذا فحسب، بل اعتبر المصريون أن المصري يحصل على جنسيته المصرية بمجرد شربه من ماء النيل، وبناء على ما نقل عن كهنة آمون فإن حدود دولة مصر ممتدة لكل الأراضي التي يشرب أهلها من ماء النيل، ومنها جاءت مقولة “اللي يشرب من النيل يرجع له””.

أما عن عقوبة الاستهانة بالنيل، فإن المصري القديم كان يقسم أمام الآلهة وفي المعابد بالحفاظ على ماء النيل وعدم تلويثه، وكان أول ما يحاسب عليه الميت هو جريمة تلويث النهر المقدس، والتي تصل عقوبتها إلى حرمان مرتكبها فورا من النعيم، بحسب ما أكده أساتذة التاريخ المصري القديم.

ويمتاز نهر النيل بأنه عكس الأنهار الأخرى، حيث يتدفق إلى اتجاه الشمال، ويفيض في الوقت الذي تكون فيها الحرارة أعلى ما يكون في السنة، وهذا بمثابة لغز لم يحله المصريون القدماء، واليونانيون،والنيل، هو واحد من أطول أنهار العالم، ويبلغ طوله 6690 كيلومترا بداية من نهر الكاجيراوبحيرةفاكتوريا فى قلب إفريقيا حتى المصب إلى البحر المتوسط، وهو النهر الوحيد فى العالم الذى يفيض حينما تبدأ كل أنهار العالم الأخرى فى الهبوط الصيفى، وليس فى الأرض نهر يجرى إذا نقصت المياه إلا النيل، ولفظ النيل الذى عرف به نهرنا الخالد مشتق من الكلمة اليونانية «نيلوس»، وإن كانت هناك رواية تقول إن النهر كان يدعى «إيجبتوس» ثم أطلق عليه النيل تخليدا لذكرى الملك «أنيلوس» الذى قام بحفر الترع والقنوات واهتم برعاية النهر الخالد فأطلقوا اسمه عليه تقديرا لذلك.

التعليقات مغلقة.