مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

النفسية والتوحد . حلقة 4 الصحة

61

بقلم – دكتور هشام فخر الدين:

لاشك أن النفس البشرية معجزة إلهية، فحتى وقتنا هذا لم يتمكن البشر من حل لغزها وفهم كنهها وهى دليل واضح على عظمة الخالق جل وعلا. ومن هنا أطلق العلماء الإضطرابات التي تحدث للنفس البشرية بالمرض النفسى غير العضوى. والذى يضم تحت مظلته العديد من المسميات لأنواع الخلل النفسى، ولعل من أعقد الأمراض والإضطرابات النفسية التي توجه العلماء هي مشكلة التوحد.

فمعرفة مشكلة الطفل التوحدى وكيفية تأثير الإضطرابات السلوكية على حياته وبالمرض وأنماطه، يسهل علينا التعامل معه ووضع إستراتيجية علاجية وتدريبية، حتى يصبح عضواً فاعلاً في أسرته وفى المجتمع. ولعل من أهم الأسس التي تساهم في التعامل مع الطفل التوحدى هو تكوين علاقة ودية معه وكسر حاجز العزلة الذى بناه لنفسه حتى يتم دمجه كفرد في العائلة.

فالتوحد من الإعاقات النمائية المعقدة التي تصيب الأطفال في سن مبكر، لما له من تأثير شامل على كافة جوانب النمو العقلية والاجتماعية والإنفعالية والحركية والحسية، حيث يعانى الطفل التوحدى من عدم القدرة على التفاعل الاجتماعى وتكوين علاقات مع الأقران، بالإضافة إلى قلة الإنتباه والسلوك النمطى فضلاً عن الإهتمامات المقيدة.

قد يهمك ايضاً:

البحرين والقمة العربية في ظل التحديات الإقليمية

ويقدر انتشار هذا الإضطراب مع الأعراض السلوكية المصاحبة له بنسبة 1 من بين 500 شخص، وتزداد نسبة الإصابة بين الأولاد عن البنات بنسبة 4:1. ولا يرتبط هذا الإضطراب بأية عوامل عرقية أو اجتماعية، حيث إنه لم يثبت أية علاقة للعرق أو للطبقة الاجتماعية بالتوحد.

فالتوحد كما يعرف باسم الذاتوية أو اضطراب التوحد الكلاسيكي. والذى يشير إلى مجموعة من اضطرابات طيف التوحد أو مختلف اضطرابات النمو، حيث إنه اضطراب في النمو العصبي الذي يتصف بضعف التفاعل الاجتماعي، والتواصل اللفظي وغير اللفظي، وبأنماط سلوكية مقيدة ومتكررة.

ويعانى المرضى بالتوحد من صعوبات في العلاقات الاجتماعية المتبادلة واللغة، والسلوك. ونظرا لإختلاف علامات وأعراض مرض التوحد من مريض إلى آخر، فمن المرجح أن يتصرف كل واحد من طفلين مختلفين، مع نفس التشخيص الطبي بطرق مختلفة جدا،ً وأن تكون لدى كل منهما مهارات مختلفة كلياً عن الآخر. ولكن حالات التوحد شديدة الخطورة تتميز في غالبية الحالات، بعدم القدرة المطلق على التواصل أو على إقامة علاقات متبادلة مع أشخاص آخرين، حيث تؤدي الإصابة بالتوحد إلى صعوبة في التواصل مع الآخرين وفي الإرتباط بالعالم الخارجي.

فعادة ما يتم تشخيص التوحد بناء على سلوك الشخص، ولذلك فإن هناك عدة أعراض للتوحد، ويختلف ظهور هذه الأعراض من شخص لآخر، فقد تظهر بعض الأعراض عند طفل، بينما لا تظهر هذه الأعراض عند طفل آخر، رغم أنه تم تشخيص كليهما على أنهما مصابان بالتوحد، كما تختلف حدة التوحد من شخص لآخر.

 

 

 

التعليقات مغلقة.