“النساخة والنساخون في مصر في القرن التاسع عشر” محاضرة بمكتبة الإسكندرية
كتبت – نهلة مقلد:
نظم مركز دراسات الخطوط بقطاع البحث الأكاديمي، بمكتبة الإسكندرية محاضرة أونلاين بعنوان”النساخة والنساخون في مصر في القرن التاسع عشر”، حاضر فيها الدكتور محمد حسن الباحث بالمركز، وتناول فيها بالحديث عن أهمية النساخة كواحد من صور الخطاطة؛ التي لم تحظى بالبحث وتسليط الضوء المفترض، وركزت المحاضرة على صور النساخة المختلفة التي ظهرت بها خلال نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين. واستعرض الباحث فيها مجموعة من المصاحف والكتب العلمية والأدبية التي طبعت بالصورة الحجرية وهي كانت التقنية السائدة خلال تلك الفترة.
وتأتي أهمية دراسة “النساخة” خلال تلك الفترة كونها الحلقة الفاصلة بين الكتاب بصورته المخطوطة وصورته المطبوعة؛ وتعكس كثير جدًا من مهارات النساخين المصريين في صناعة كتاب مميز له تقاليده الفنية الرصينة. كما أنها مرآة صافية لقراءة الثقافة المصرية خلال فترة ما قبل الطباعة بمفهومها الحديث. كما تلقي الضوء على “النساخون”، وكيف تطور مفهوم تلك الوظيفة خلال تلك الفترة تحديدًا، كما تم إلقاء الضوء من خلال المحاضرة على واحد من أهم النساخين المصريين الذين ظهروا خلال تلك الفترة، وهو عبد الخالق حقي، هذا الرجل الذي أسدى خدمات علمية جليلة إلى الصناعة الفنية للكتاب، وللأسف لم يلقى حظه من الاهتمام، وتم عرض صور متنوعة من نتاجه الخطي، الذي أبدع فيه. علمًا بأن مهنة النساخة كان لها وضع مميز علميًا وأدبيًا طوال فترات التاريخ الإسلامي؛ بل كان يشترط في أوقات كثيرة أن يكون الناسخ على علم بما ينسخ، وأن يتنبه إلى ما يقع أثناء النساخة من تصحيف وتحريف. وعلى دراية بضبط النص ضبطًا صحيحًا، الأمر الذي جعل كثير من العلماء يمتهن مهنة النساخة كمصدر من مصادر الدخل.
واشار الدكتور مصطفى الفقي مدير مكتبة الإسكندرية؛ إلى أن المحاضرة تأتي في سياق اهتمام مكتبة الإسكندرية بالتاريخ الفني والثقافي لمصر طوال تاريخها الطويل؛ وواحد من أدوار مكتبة الإسكندرية الكشف عن هذا التراث، وإتاحته للعرض والمناقشة والتحليل، فالتراث المصري في كل أطواره يُمثل قوة كبيرة ودافعة للعمل والبحث، كما أنها تبعث في نفوسنا الثقة بالذات، وعلى قدرة هذا الوطن في صياغة المشهد الثقافي للمنطقة بأثرها. جدير بالذكر إلى أن المحاضرة تأتي في سياق التعرف على المناهج البحثية التي تتشابك بين التاريخ والحضارة والفن، وتأثير ذلك على المشهد الثقافي.