النجمة البريطانية تيلدا سوينتون خلال منحها جائزة الدب الذهبي من مهرجان برلين السينمائي الدولي الأمريكان مخربي الكوكب ومجرمي حرب ومستعمرين وبكاء رئيس لجنة التحكيم
كتب– أحمد قرمد :
منح مهرجان برلين السينمائي الدولي في دورته الـ75 الممثلة البريطانية تيلدا سوينتون جائزة الدب الذهبي تقديرًا لمسيرتها الرائعة والحافلة والقت النجمة البريطانية الرائعة تيلدا سوينتون خطابًا ناريًا بعنوان : اللاإنسانية تُرتكب تحت أنظارنا .
بدأت سوينتون كلمتها قائلة: “إن ما يحدث من أعمال غير إنسانية يحدث تحت أنظارنا وأنا هنا لأذكرها من دون تردد أو شك في ذهني، ولكي أعرب عن تضامني الثابت مع كل أولئك الذين يدركون الرضا غير المقبول الذي تتسم به حكوماتنا المدمنة على الجشع والتي تتعامل بلطف مع مخربي الكوكب ومجرمي الحرب في إشارة للأمريكان والرئيس الأميركي دونالد ترمب .
قائلة لجمهور مهرجان برلين السينمائي إنها مقيمة في “دولة السينما المستقلة” النظرية حيث يكون الشمول هو الأهم، ويتم تجنب جهود الاحتلال والاستعمار والاستيلاء والملكية أو تطوير عقار ريفييرا وفي الأسبوع الماضي، قال ترمب للصحافيين إنه يخطط للاستحواذ على قطاع غزة وتحويل الأرض إلى ريفييرا الشرق الأوسط .
وتابعت سوينتون قائلة :إنها تضع إيمانها الشخصي المطلق بالثقافة والمقاومة من خلال سينما مستنيرة قادرة على إلهام عالم متحضر وفي تلك المرحلة، وجهت قلمها إلى شركات البث الكبرى في الصناعة، مطالبة الجمهور بـ “دعم الشاشات الكبيرة” أينما وجدوها .
وحظيت سخرية سوينتون من اللافتات بجولة كبيرة من التصفيق من جمهور قصر بالاست كما حدث مع جزء كبير من خطابها، والذي وصفه رئيس لجنة تحكيم مهرجان برلين السينمائي الأمريكي تود هاينز بأنه “قوي ومؤثر وحاسم ” عندما وصل إلى المسرح بعد تقديم الدب الفخري للنجمة العالمية تيلدا سوينتون .
وقال هاينز: “لقد بكيت في الغرفة الخضراء بسبب كلمات تيلدا، في هذا الخطاب أنتي بطلة .
ووصف تود هاينز الولايات المتحدة الأمريكية بأنها في حالة أزمة خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته لجنة تحكيم مهرجان برلين السينمائي الدولي يوم الخميس عندما سئل عن أفكاره حول الأسابيع الأولى للرئيس دونالد ترامب في منصبه .
وقال نحن في حالة أزمة خاصة الآن في الولايات المتحدة الأمريكية كل من أعرفهم في الولايات المتحدة يشهدون هذا القصف من الإجراءات في الأسابيع الثلاثة الأولى من إدارة ترامب بقلق وصدمة هائلين .
وأضاف أعتقد أن هذا كان جزءًا من الاستراتيجية الرامية إلى خلق شعور بعدم الاستقرار والصدمة لدى الناس حتى يتسنى لنا تحديد كيفية المضي قدمًا نحو دمج أشكال مختلفة من المقاومة، وهو ما لا يزال قيد الدراسة بين الديمقراطيين .
يذكر أن تيلدا سوينتون ممثلة ومخرجة ومنتجة إنجليزية مرموقة من مواليد 5 نوفمبر 1960، حاصلة على جائزة الأوسكار 2008 لأفضل ممثلة في دور مساند عن فيلم مايكل كلايتون، كما حصلت بنفس الدور على جائزة البافتا البريطانية لأفضل ممثلة في دور مساند.
درست سوينتون في ثلاث مدارس مستقلة: مدرسة كوينز جيت في لندن، ومدرسة ويست هيث للبنات، وكذلك كلية فيتس لفترة وجيزة .
كانت مدرسة ويست هيث مدرسة داخلية مكلفة حيث كانت زميلة وصديقة للأميرة ديانا وقد تحدثت سوينتون، كناصحة ضد المدارس الداخلية، وذكرت أن ويست هيث كانت «بيئة تشعرك بالوحدة والعزلة»، وأنها تعتقد أن المدارس الداخلية «هي بيئة قاسية جدا تنمو فيها، ولا أشعر بأن الأطفال يستفيدون من هذا النوع من التعليم، الأطفال يحتاجون إلى آبائهم والحب يمكن للوالدين فقط تقديمه» تطوعت سوينتون في كينيا خلال استراحة من الكلية مع مؤسسة خيرية تعليمية تسمى بروجيكت تروست (Project Trust).
في عام 1983، تخرجت سوينتون من نيو هول (المعروفة الآن باسم موراي إدواردز كلية Murray Edwards College) في جامعة كامبريدج مع شهادة في العلوم الاجتماعية والسياسية. وأثناء دراستها في كامبريدج، انضمت إلى الحزب الشيوعي، ثم انضمت لاحقا إلى الحزب الاشتراكي الاسكتلندي وبدأت سوينتون أداء التمثيليات على خشبة المسرح في الكلية ومن هنا كانت انطلاقتها.
يعد مهرجان برلين السينمائي أول مهرجان سينمائي ذهبت إليه على الإطلاق، في عام 1986 مع ديريك جارمان وأول فيلم أخرجته، وهو فيلم كارافاجيو وقالت النجمة البريطانية في تصريح لها قبل انعقاد مهرجان برلين : لقد كان بمثابة بوابتي إلى العالم في عالم صناعة الأفلام الدولية – ولم أنسى أبدًا الدين الذي أدين به للمهرجان وأضافت إن تكريمي بهذه الطريقة من قبل هذا المهرجان على وجه الخصوص أمر مؤثر للغاية بالنسبة لي: سيكون من دواعي سروري وامتيازي أن أحتفل، مرة أخرى في فبراير المقبل، بالتربة التي تشكل هذا التجمع الرائع والموثوق به في ألمانيا .
ارتبطت الممثلة الحائزة على جائزة الأوسكار تيلدا سوينتون ارتباطًا وثيقًا بمهرجان برلين السينمائي الدولي لسنوات عديدة، حيث شغلت منصب رئيسة لجنة التحكيم الدولية في عام 2009 وشاركت في بطولة 26 فيلمًا في برنامج المهرجان بدءًا من كارافاجيو ، الذي فاز بجائزة الدب الفضي في مهرجان برلين السينمائي الدولي عام 1986، والشاطئ (2000)، وديريك (2008)، وجوليا (2008)، والحديقة (1991)، وآخر الرجال وأولهم (2020).
بدأت تيلدا سوينتون مسيرتها السينمائية عام 1985 مع ديريك جارمان وظهرت في جميع أفلامه، بما في ذلك فيلم The Last of England (1987)، وفيلم War Requiem (1989)، وفيلم Edward II (1991)، الذي نالت عنه جائزة أفضل ممثلة في مهرجان البندقية السينمائي الدولي، وفيلم Wittgenstein (1993) قبل وفاته. اكتسبت شهرة دولية أوسع في عام 1992 بتجسيدها لشخصية أورلاندو، استنادًا إلى رواية فرجينيا وولف تحت إشراف سالي بوتر.
ومنذ ذلك الحين، طورت علاقات مستمرة مع العديد من المخرجين المشهورين، وظهرت في فيلم مايكل كلايتون (2007) للمخرج توني جيلروي، والذي فازت من خلاله بجائزة البافتا وجائزة الأوسكار لأفضل ممثلة مساعدة وفيلم الرجل من لندن (2007) للمخرج بيلا تار؛ وفيلمي العشاق فقط الذين بقوا على قيد الحياة (2013) والموتى لا يموتون (2019) للمخرج جيم جارموش؛ وفيلمي أنا الحب (2009)، و A Bigger Splash (2015) و Suspiria (2018) للمخرج لوكا جواداجنينو؛ وفيلمي تذكار الجزء الأول والثاني (2019، 2021) والابنة الأبدية (2022) للمخرج جوانا هوج؛ وفيلمي Snowpiercer (2013) و Okja (2017) للمخرج بونج جون هو .
وظهرت تيلدا سوينتون في فيلم Asteroid City للمخرج ويس أندرسون (2023)، والذي عملت معه للمرة الخامسة، وأيضًا في فيلم Three Thousand Years of Longing للمخرج جورج ميلر (2022)، وفيلم The Killer للمخرج ديفيد فينشر (2023)، وفيلم The End للمخرج جوشوا أوبنهايمر (2024)، وفيلم The Room Next Door للمخرج بيدرو ألمودوفار (2024)، وهو ثاني تعاون لها مع المخرج بيدرو ألمودوفار. وقد انتهت للتو من تصوير فيلم The Ballad of a Small Player مع المخرج إدوارد بيرجر لصالح شبكة Netflix.
ومن بين إنجازاتها الأخرى، حصلت تيلدا سوينتون على زمالة معهد الفيلم البريطاني وجائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية السينمائي الدولي .
ومن المعروف عن تيلدا سوينتون تأيدها للفلسطينيين
ودعت إلى الوقف الفوري للحصار الإسرائيلي وقصف غزة، و كتب من قبل إننا نشهد جريمة وكارثة كما ووقعت من قبل رسالة تضامنية محتواها لقد حولت إسرائيل جزءًا كبيرًا من غزة إلى أنقاض، وقطعت إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والدواء عن 2.3 مليون فلسطينين كما
انضمت إلي عدد من مشاهير الفن السينما والتلفزيون البريطانيين وكونت ائتلاف باسم «سينما من أجل غزة»، والذي يعِدّ كمزاد لجمع الأموال لصالح المساعدات الطبية للفلسطينيين.
وخلال عرض فيلمها The Room Next Door
بمهرجان نيويورك السينمائي عام 2024 اندلعت مظاهرات واحتجاجات داخل العرض الأول للفيلم دعماً لشعب فلسطين وأثناء المظاهرات دعمت تيلدا سوينتون و جوليان مور و المخرج بيدرو ألمودوفار المظاهرات واتفقوا وأكدو على حرية الرأي وحق الشعب الفلسطيني في الحياة مؤكدين أنهم ضد إنتهاكات الكيان الإسرائيلي .
وبسبب مواقفها ودعمها الدائم تم إقصاؤها من جميع الجوائز والترشيحات الأمريكية كما تفعل أمريكا دائماً مع النجوم والفنانين والصحافيين الرافضيين للإبادة الجماعية والتهجير لينصفها مهرجان برلين السينمائي الدولي ويمنحها جائزة الدب الذهبي تقديرًا لإسهاماتها الفنية الكبيرة ومسيرتها الحافلة والرائعة .