متابعة : محمد عبدالوهاب
شهدت مصر في السنوات الأخيرة طفرة غير مسبوقة في قطاع الإنشاءات المعمارية، مدعومة برؤية استراتيجية طموحة تهدف إلى إعادة تشكيل المشهد العمراني وتلبية احتياجات التنمية المستدامة. هذه النهضة المعمارية لا تقتصر على بناء مدن جديدة فقط، بل تمتد لتشمل تطوير البنية التحتية، وتنفيذ مشروعات عملاقة تعزز من مكانة مصر كمركز إقليمي ودولي.
قال المهندس مصطفى أحمد مدير قطاع بشركة مشارق للاستثمار العقاري ، أن مصر تتبنى في مشاريعها المعمارية الجديدة أحدث التقنيات الرقمية، مثل نمذجة معلومات المباني (BIM) وأنظمة التشغيل الذكية، مما يضمن كفاءة أعلى في البناء والإدارة. كما يتم التركيز بشكل متزايد على استخدام مواد صديقة للبيئة، وتصميم مبانٍ موفرة للطاقة، بما يتوافق مع التوجهات العالمية نحو البناء الأخضر.
تأتي المدن الجديدة على رأس أولويات خطة التطوير، وفي مقدمتها العاصمة الإدارية الجديدة، التي تعد نموذجًا للمدن الذكية والمستدامة. تضم العاصمة أحدث التصميمات المعمارية التي تجمع بين الأصالة والمعاصرة، وتوظف تكنولوجيا متقدمة في إدارة المرافق والخدمات. إلى جانب العاصمة، تبرز مدن أخرى مثل العلمين الجديدة والمنصورة الجديدة، والتي تهدف إلى خلق مجتمعات عمرانية متكاملة توفر جودة حياة عالية لسكانها.
ومن جانبه أوضح المهندس محمد ياسين مدير المشروعات أن هذه النهضة تتضمن العديد من التحديات، أبرزها الحاجة إلى توفير تمويل ضخم، وتدريب كوادر فنية متخصصة، وضمان تطبيق معايير الاستدامة البيئية. ومع ذلك، فإن الفرص المتاحة تفوق التحديات بكثير، حيث يفتح هذا القطاع آفاقًا واسعة للاستثمار المحلي والأجنبي، ويخلق الآلاف من فرص العمل، ويساهم بشكل كبير في دفع عجلة النمو الاقتصادي.
وأضاف “ياسين” أن نمذجة المعلومات تتيح للمهندسين والمقاولين والعملاء العمل على نفس النموذج، مما يقلل من الأخطاء والتضاربات ، كما تساعد في الكشف عن أي تعارضات بين الأنظمة المختلفة (مثل تداخل أنبوب مع كابل كهربائي) قبل بدء البناء، مما يوفر الوقت والتكلفة، بالإضافة الى امكانية استخدام النموذج في إدارة المبنى بعد بنائه، بما في ذلك الصيانة والتحديثات المستقبلية.
التعليقات مغلقة.