مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

“المملكة” نهر من العطاء الإنساني والإغاثي لمختلف بقاع العالم

كتبت بسملة سمير

حرصت المملكة العربية السعودية منذ نشأتها على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيب الله ثراه – وصولًا للعهد الميمون لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله- على رعاية وتنمية العمل الخيري والإنساني وتطويره على أسس سليمة وقواعد راسخة، إدراكًا منها لأهمية هذا العمل في التخفيف من المعاناة الإنسانية وتلبية الاحتياجات الملّحة للشعوب التي تعاني من أزمات إنسانية وكوارث طبيعية في أنحاء العالم بما يدعم الازدهار والاستقرار في هذه الدول.

 

 

 

 

 

مساعدات إنمائية

 

منذ عام 1975 م إلى عام 2024م قدمت المملكة العربية السعودية مساعدات إنمائية تقارب 131 مليار دولار أمريكي غطت 171 دولة ونفذ بها أكثر 7.090 مشروعًا إنسانيًا وإغاثيًا وتنمويًا.

 

وبنهاية عام 2023م حققت المملكة العربية السعودية المرتبة الرابعة بين أكبر الدول المانحة للمساعدات الإنسانية والإغاثية في العالم، وذلك بحسب منصة التتبع المالي التابعة للأمم المتحدة، حيث قدمت مساعدات بما يفوق المليار و200 مليون دولار أمريكي، أي ما نسبته 3.6% من المساعدات التي قدمتها الدول المانحة للدول النامية والدول التي تعاني من الكوارث والأزمات.

 

 

 

تحقيق الأهداف الإنسانية

 

بادرت المملكة بإنشاء مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في 13 مايو من العام 2015 م؛ للإسهام في تحقيق الأهداف الإنسانية المرجوة ومواجهة التحديات ومد يد العون للمحتاجين في كل مكان في العالم على نحو فعّال.

 

وبفضل من الله عز وجل ثم بتوجيهات واهتمام خادم الحرمين الشريفين وبمتابعة دقيقة من سمو ولي العهد -حفظهما الله- أخذ العمل الخيري في المملكة بعدًا عالميًا، حيث نفذ المركز منذ تأسيسه 3.009 مشاريع في مختلف القطاعات الحيوية شملت 100 دولة حول العالم بقيمة تجاوزت 6 مليارات و 940 مليون دولار أمريكي، استفاد منها الملايين من الفئات الأكثر ضعفًا واحتياجًا في الدول المستهدفة دون تمييز؛ ولإبراز جهود المملكة دوليًا وحفظ حقوقها في العطاء أسوة بالدول المانحة الكبرى تم إنشاء المنصات الإغاثية والتطوعية والتوثيق والتسجيل الدولي، مثل: منصة المساعدات السعودية، ومنصة المساعدات المقدمة للاجئين في المملكة، ومنصة التطوع الخارجي، ومنصة التبرع الإلكترونية “ساهم”.

 

 

 

برامج نوعية

 

بادرت المملكة ممثلة في مركز الملك سلمان للإغاثة بإنشاء عدد من البرامج النوعية لمواجهة العديد من التحديات باليمن، ومنها البرنامج السعودي لنزع الألغام (مسام) الذي نجح منذ إنشائه في العام 2018م وحتى الآن في انتزاع أكثر من 433 ألف لغم من مختلف المحافظات اليمنية، ومن البرامج النوعية أيضاً، برنامج الأطراف الصناعية، الذي يهدف إلى دعم ومعالجة وتوفير أطراف صناعية ذات جودة عالية للمصابين بالبتر، وإعادة تأهيلهم؛ لكي يكونوا أشخاصا منتجين قادرين على العمل وممارسة حياتهم الطبيعية، وقد بلغ عدد المستفيدين من البرنامج 25,340 شخص في اليمن و 748 في سوريا.

 

كما يعد مشروع إعادة إدماج الأطفال في اليمن (كفاك) من مشاريع المركز النوعية في اليمن، إذ يهدف إلى إعادة تأهيل عدد من الأطفال المجندين هناك، من خلال إدماجهم بالمجتمع وإلحاقهم بالمدارس ومتابعتهم، إضافة إلى تأهيلهم نفسياً واجتماعياً وإعداد دورات بهذا الخصوص لهم ولأسرهم، ليمارسوا حياتهم الطبيعية كأطفال، كما يهدف المشروع إلى توعية أولياء أمور الأطفال بمخاطر التجنيد لهذه الفئة، والعمل على إيجاد بيئة أسرية سليمة عبر إقامة الدورات التوعويـة والتثقيفية والتعريف بالقوانين التي تُجرم تجنيد الأطفال، وقد استفاد من هذا المشروع منذ انطلاقه 530 طفلاً، إضافة إلى 60,560 مستفيداً غير مباشر من أولياء أمور الأطفال.

 

 

 

ادماج اللاجئين

 

كما تعد المملكة من أكثر الدول استقبالًا للاجئين (الزائرين) إذ تتيح لهم فرصة العلاج والتعليم مجانًا، وتحرص على اندماجهم في المجتمع وذلك من خلال وجودهم في جميع مناطق المملكة، وإتاحة فرص العمل والتعليم في المدارس العامة، وبلغت نسبة اللاجئين داخل المملكة العربية السعودية 5.5% من إجمالي عدد السكان وبلغت إجمالي المساعدات المقدمة لهم أكثر من 19 مليار دولار حتى الآن. كما شمل العمل الإنساني السعودي اللاجئين السوريين في مختلف أماكن وجودهم، فضلًا عن المساعدات المقدمة للتخفيف من معاناة المحتاجين خلال الأزمات في كل من إندونيسيا وباكستان، والزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا، إلى جانب المتضررين في جمهورية السودان جراء الأزمة الإنسانية الحالية التي تمر بهم، فضلاً عن تسيير جسر جوي لتقديم المساعدات الإغاثية المتنوعة، للتخفيف من آثار الزلزال على الشعب المغربي الشقيق.

 

 

 

قد يهمك ايضاً:

عبدالعزيز آل سعود.. ملك صنع التاريخ ورسم الجغرافيا

الصحة النفسية … الاضطراب الذهاني المشترك.. حلقة 51

قطاع غزة

 

ولضمان الحياة الكريمة للأشقاء في قطاع غزة سيّر مركز الملك سلمان للإغاثة جسرًا جويًا مكونًا من 54 طائرة وجسرًا آخر بحريًا مؤلفًا من 8 سفن كبيرة تشتمل على مواد غذائية وإيوائية وطبية تزن 6،600 طن، إلى جانب تعاون المركز مع المملكة الأردنية الهاشمية للقيام بعملية الإسقاط الجوي لإيصال المساعدات الغذائية النوعية للمتضررين في القطاع؛ بهدف كسر إغلاق قوات الاحتلال الإسرائيلية المعابر الحدودية، حيث بلغ قيمة إجمالي المساعدات المقدمة حتى الآن للشعب الفلسطيني في قطاع غزة 185 مليون دولار، كما قدم المركز الدعم المالي لعلاج مرضى السرطان من أهالي قطاع غزة في الأردن، يستفيد منها 150 فردًا، بقيمة تبلغ 3 ملايين و 615 ألف دولار أمريكي.

 

 

 

التوائم الملتصقة

 

وضمن الإنجازات الإنسانية الكبرى للمملكة العربية السعودية اعتمدت الأمم المتحدة مؤخرًا وبمبادرة من المملكة يوم 24 من نوفمبر يومًا عالميًا للتوائم الملتصقة، كما سينظم مركز الملك سلمان للإغاثة تزامنًا مع هذا اليوم مؤتمرًا دوليًا تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين في شهر نوفمبر المقبل بمدينة الرياض بمناسبة مرور 30 عامًا على بدء البرنامج السعودي للتوائم الملتصقة، بمشاركة وزراء وقيادات و خبرات عالمية متخصصة في مجال فصل التوائم وفي المجالين الطبي و الإنساني من شتى دول العالم،

 

ويعد المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة فريدا من نوعه ولأول مرة يحدث في العالم، وهو يعنى بحالات التوأم الملتصقة، وتجربة المملكة الرائدة في هذا المجال التي انطلقت منذ العام 1990م عبر البرنامج السعودي للتوائم الملتصقة واستمرّت نجاحاته على مدى 34 عاما تم خلالها إجراء 61 عملية فصل ناجحة ولله الحمد، والتقييم الطبي لـ 139 حالة من 26 دولة، كما سيوقع على هامش المؤتمر عدداً من الاتفاقيات مع منظمات أممية ودولية تعنى بالأطفال حول العالم في إطار الجهود الإنسانية للمملكة العربية السعودية للاعتناء بالفئات الأكثر ضعفًا وهم فئة الأطفال، وكذلك استعراض تجربة المملكة المميزة في هذا المجال، إذ تملك المملكة أكبر تجربة لفصل التوائم في العالم.

 

فضلاً عن تنظيم المركز في شهر فبراير 2025م منتدى الرياض الدولي الإنساني في نسخته الرابعة.

 

 

 

مكافحة كورونا

 

بذلت المملكة جهودًا كبيرة في مكافحة جائحة كورونا دولياً، حيث قدمت في هذا الجانب 863 مليون دولار أمريكي، كما تبرعت بجرعات اللقاحات وإمدادات الأوبئة لأكثر من 50 دولة، كما دعمت انتاج اللقاحات وتوزيعها ضمن مبادرة مجموعة العشرين بمبلغ 500 مليون دولار أمريكي، منها 150 مليون دولار لتحالف ابتكارات التأهب الوبائي (CEPI)، و150 مليون دولار للتحالف العالمي للقاحات والتحصين (غافي)، و200 مليون دولار للمنظمات الدولية والإقليمية.

 

 

 

المرأة والأطفال

 

تضع المملكة فئات المرأة والأطفال على رأس قائمة أولوياتها ضمن الأعمال الإنسانية التي تنفذها في شتى بقاع الأرض، إذ نفذ مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية 992 مشروعاً مخصصاً للمرأة حول العالم، استفادت منها أكثر من 151 مليون امرأة، بقيمة تجاوزت 653 مليون دولار أمريكي، كما نفذ المركز 926 مشروعاً يعنى بالطفل استفاد منه أكثر من 179 مليون طفل بقيمة تجاوزت 888 مليون دولار.

 

 

 

الصندوق السعودي للتنمية

 

تحت شعار “50 عاماً من التأثير العالمي” احتفى الصندوق السعودي للتنمية الذي تأسس في العام 1974، بمرور 50 عامًا على تأسيسه، في مطلع شهر سبتمبر الجاري، حيث قدم الصندوق تمويلاً لأكثر من 800 مشروع وبرنامج تنموي فيما يزيد عن 100 دولة نامية بقيمة إجمالية تجاوزت الـ (20) مليار دولار في مختلف القطاعات الحيوية كالتعليم والصحة والمياه والطاقة والزراعة والنقل وغيرها.

 

وستبقى – بإذن الله – أيادي المملكة البيضاء تُمد بسخاء، وسجلها الناصع يمتد بالعطاء، وفق توجيهات كريمة من القيادة الحكيمة، انطلاقاً من التعاليم

الجليلة لديننا الإسلامي، وتجسيدًا لأسمى معاني التضامن الإنساني.

 

 

 

التعليقات مغلقة.