المفكر والمؤرخ محمد الحسني يوضح الفرق بين المساكين والمعاقين ويعمل على تأسيس بنك الطعام الدولي

كتب -ابراهيم عزت : 

أوضح المفكر والمؤرخ  الدكتور محمد بن على الحسني،  رئيس الرابطة العلمية العالمية للأنساب الهاشمية ورئيس الاتحاد العربي لحماية حقوق الملكية الفكرية التابع لمجلس الوحدة الإقتصادية العربية؛ المعنى الحقيقى لكلمة المساكين ، حيث أكد ان المعنى ليس المعاقين كما جاء فى تفسير  الدكتور محمد شحرور .

 وأضاف د.الحسني، انه يجب  دراسة  اللفظ من حروف “سكن” و دراسة اللفظ ايضا من حروف “عاق” كما يجب  دراسة المعنى لأنواع الإعاقة ، ويجب ان نقبل ذلك إن وجدنا توافقا و ترابطا و لا نقبل إن لم يتوافقا و يترابطا ، موضحا ان هذا تحليل أكاديمي محايد منصف مستشهدا  بالآية الكريمة المرتبطة بالإعاقة من طريق حروف سكن أو عاق   ( قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لإخوانهم هلم إلينا ولا يأتون البأس إللا قليلا ، سورة الأحزاب) .

واستعرض المفكر الشريف محمد الحسني  معنى لفظ المعوقين في الآية المثبطين لإخوانهم المؤمنين تثبيط بالقول لزعزعة الجأش ممارسة قوة ضد المسلمين  حيث انها دلالة على حالة قوة المنافق نفاق بالقول في إتجاه يخالف إذن القصد ، وان إعاقة المسلمين اللفظ ورد في القرآن للإعاقة ولم يستخدم اللفظ مسكين لأن المعوق هو جذر الإعاقة بينما المسكنة حالة ضعف تختلف لفظا مع المثبطين  و يختلف معناها مع القوة الخلاصة: التوافق لا يوجد الخلاصة: الترابط لا يوجد .

واوضح  د. الحسني، أنواع المعاقين متعددة و هم   

” الأعمى و الأبكم و الأصم الأعرج، الأبرص، المريض”  كما وضحتها  الآيات الكريمة فى سورة البقرة أنواع  المعاقين ( صم بكم عمي فهم لا يرجعون ) .

وكما فى الآية الكريمة  ( ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج و من يطع الله و رسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار و من يتول يعذبه عذابا أليما ) ، سورة الفتح ، وايضا (  عبس و تولى أن جاءه الأعمى ) ، سورة عبس .

وأكد المفكر الدكتور الحسني  ان  الإعاقات وردت في الآيات باسمائها المشهورة للناس الأعمى و الأبكم و الأصم كذلك الأعرج و المريض لم ترد المسكين مكانها

مؤكدا ان خلاصة القول : لا يوجد ترابط و لا يوجد توافق إذن كلمة  مسكين ليست إعاقة كما قال د. محمد شحرور بل شيئ آخر حدده القرآن الكريم .

وقال د.الحسني خلال قراءتة :  ان  سورة الكهف تخبرنا عن المساكين وهم ملاك سفينة يعملون في البحر والسفينة عادة تقف في المرسى البحري تتحرك السفينة لتعمل في البحر من المرسى،  لذلك ذهب موسى مع الرجل ذو العلم وركبا السفينة ، وان   النبي موسى توقع انهما سيبحرون ولكن الذي حدث غير متوقع وهو خرق السفينة تذكر الآيات : ( فانظلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها قال أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئث شيئا إمرا) ، سورة الكهف .

مستشهدا بقوله تعالى – : ( أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا ) ، سورة الكهف . 

هل هناك فرق بين الفقير والمسكين ؟

اوضح المفكر الشريف محمد الحسني ، ان الله فرق بين المسكين والفقير، ولا يجوز أن يقال في شيئين فرق الله تعالى بينهما إنهما شيء واحد إلا بنص ؛ ومن ذلك قوله تعالى: «أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر» فنجد أن الله سماهم مساكين ولهم سفينة، وبين الله على  لسان صاحب موسى عليهم السلام ان السفينة بسبب خروجها من الخدمة اصبح اصحابها مساكين في حاجة لمن يحميهم من الملك الذي ينهب السفن لذلك اعابها صاحب موسى .

ومن ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «ليس المسكين الذي ترده الأكلة والأكلتان، والتمرة والتمرتان، قالوا: فما المسكين يا رسول الله؟ قال:

 المسكين الذي لا يجد غنى، ولا يفطن لحاجته فيتصدق عليه» ، مشيرا الى ان الآية وصفتهم  بالمساكين  بسبب ان هناك ملك سياخذ السفينة التي يعملون عليها وهنا سوف يقع الظلم عليهم ، وان مفهوم الآية هنا يوضح مفهوم عمومي أكبر لتعريف المسكين مفهوم تكرر في عشرة آيات مفهوم تقرر عليه كفارة إطعام في شريعة كتاب الله العظيم مفهوم تشريعي في كتاب الله . 

 

وقال المفكر  الشريف محمد الحسني:ان هذا المفهوم هو يقرر واقع ليقيم حياة الناس ويعالج وضع المساكين من خلال كفارات الإطعام لذلك خلال التدبر في آيات القرآن سنجدها تربط المسكين باحتياجه للطعام ربطأ تاما هذا الربط في سورة الكهف يتفق مع عشر آيات الكتاب العظيم تتفق على إطعامه هذا المعنى الحضاري نشهده اليوم في جميع تشريعات الدول وهو دلالة مصداقية دين الإسلام الذي جاءلإصلاح حياة الدنيا و الآخرة والمساعدة من امضى الكفارات التي تتمحور حول إطعامه من خلال هذه الكفارات التي تعطي المسكين موارد يحتاجها تعريف واضح سهل للغاية تؤكده عشرة آيات بالقرآن كما تؤكده كفارة الإطعام كفارة واضحة لكل مؤمن يستغفر بها ربه للغفران بعمل صالح للمساكين من العشرة إلى الستين لم يتكرر عبثا في القرآن بل تكرر لأهميته البالغة في إقامة حياة المجتمع دين عالمي زمانا و مكانا دين صالح لكل العصور ؛ سبحان الله على حكمته على حكمة دين الإسلام إحتياج الطعام هو أولوية الحياة من خلال إطعام المسكين سيتوفر على إقامة الحياة شرع دين الإسلام ركيزة إقامة الحياة للمسكين وجعل منها ركيزة العمل الصالح وهي خصلتان عرفت في قريش قبل المبعث الشريف النبوي وهي إطعام الجائع ثم تأمين الخائف و الإثنان معا حكم إقامة الحياة وهي أساس الحكم المدني الإنساني للحياة و من بديهيات الحضارة الإنسانية :إطعام الجياع و تأمين الخائفين يقابلهما في الإسلام إيتاء الزكاة وإقامة الصلاة بمقام الحكم في سورة التوبة . 

 وأختتم د. الحسني مؤكدا ان  آية الرحمن توافق آية الخالق و القرآن تقابل خلق الإنسان ، قرآن يقيم الحياة لكل إنسان حياة الدنيا مع حياة الآخرة .