مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

المغرب: أول دولة تعترف باستقلال الولايات المتحدة الأمريكية وتؤسس لعلاقات دبلوماسية راسخة

بدر شاشا

كانت العلاقات بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية دائماً مثيرة للاهتمام ومحفوفة بالدلالات التاريخية العميقة، لكن ما لا يعرفه الكثيرون هو أن المغرب كان أول دولة تعترف باستقلال الولايات المتحدة الأمريكية. في عام 1777، في وقت كانت فيه القوى الأوروبية العظمى مشغولة بأمور أخرى، اتخذ السلطان محمد الثالث خطوة جريئة تعكس مدى حنكة وبعد نظر السلاطين المغاربة في تلك الفترة، حيث أصدر مرسوماً يعترف فيه بالولايات المتحدة كدولة مستقلة، كانت هذه الخطوة ليست فقط دليلًا على التضامن مع دولة ناشئة تبحث عن مكانها في الساحة الدولية، بل كانت أيضاً خطوة ذكية لتعزيز العلاقات التجارية والدبلوماسية مع الولايات المتحدة التي كانت آنذاك في بداية مسيرتها كقوة صاعدة على المسرح العالمي.

قد يهمك ايضاً:

المستشار وليد عبده يكتب “قانون الطفل بين الواقع…

انور ابو الخير يكتب : صرخات الارض

المغرب، بحكم موقعه الجغرافي الاستراتيجي على مفترق الطرق بين أوروبا وإفريقيا، أدرك منذ فترة طويلة أهمية بناء علاقات خارجية قوية ومؤثرة، الاعتراف باستقلال الولايات المتحدة لم يكن مجرد إشارة إلى الرغبة في دعم الحركات التحررية فحسب، بل كان أيضا وسيلة للتأكيد على أن المغرب بلد ذو سيادة، يسعى إلى شراكات متوازنة مع الدول الأخرى على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.

لاحقاً وفي عام 1786، تم توقيع معاهدة الصداقة المغربية-الأمريكية التي تعززت بموجبها العلاقات بين البلدين، وقد كانت هذه المعاهدة واحدة من أقدم المعاهدات التي لا تزال سارية المفعول حتى يومنا هذا، تعكس المعاهدة قوة العلاقات التي كانت قائمة بين البلدين منذ أكثر من قرنين، وكيف أن المغرب والولايات المتحدة استطاعا بناء علاقة تقوم على التعاون المشترك والتفاهم العميق للمتغيرات الدولية.

من الجدير بالذكر أن هذه العلاقات المبكرة بين المغرب والولايات المتحدة وضعت الأسس لعلاقات دبلوماسية وتجارية طويلة الأمد، ويظل المغرب بفخر يتذكر هذا الإنجاز التاريخي، حيث كان له الفضل في أن يكون أول من يمد يد العون والاعتراف بالولايات المتحدة في وقت كان العالم فيه منقسماً بين القوى الاستعمارية والمصالح المتعارضة.

التعليقات مغلقة.