مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون
آخر الأخبار
التعليم العالي: إطلاق حملة توعوية من المركز القومي للبحوث للتعريف بالأمراض الوراثية وأهمية الكشف الم... خبيرة أسرية:إعطاء الدروس الخصوصية خلال الإجازة الصيفية أمر غير مقبول ولا يصب في مصلحة الطالب محافظ المنوفية يحيل مختصين بإدارة حماية أملاك الدولة للنيابة العامة في واقعة تزوير فى محررات رسمية اللواء دكتور أشرف ابوالمجد وكيل أول مساعد الوزير للعلاقات العامة والإعلام عمرو السولية لميركاتو : حققت مع الأهلي كل حاجة في 9 سنوات..القاضية البطولة الأهم بمسيرتي..بيراميدز ا... وزير الري: منظومة متكاملة لمنع انتشار ورد النيل بالمصارف والترع ومجرى النهر "تطوير التعليم بالوزراء":اختبارات مجانية لأول مرة لتحديد ميول وقدرات الطلاب رئيس جامعة القاهرة يبحث سبل التعاون مع وفد الجمعية الصينية للتعليم العالي رئيس "الرعاية الصحية"يلتقي رئيس شركة "نوفارتس مصر" لتوسيع آفاق التعاون "التعليم" تتلقي تظلمات طلاب الثانوية العامة المتضررين من نتائجهم.. اليوم

المشبوه

بقلم – علي العلي “سوريا”:

قد يهمك ايضاً:

افتتاح مهرجان منوبة الدندان بتونس

وفاة الموسيقار اللبناني زياد الرحباني عن عمر ناهز 69 عاما

الحذر واجب
شعار رفعه منذ وصوله إلى مدينة دورتموند ، حينما أدرك بأنه رجل مشبوه في نظر أهلها
فجعل من يده رقيبه الأول ، لتعاين أجزاء جسده ، وتنبش ثيابه قبل خروجه من المنزل.
حلاقة الشنب وقصة الشعر ، طغت عليها معالمه السمراء التي جعلته هدفا لرجال الشرطة ، واضطرته لرفع يديه أمامهم وتسليم نفسه لعملية التفتيش ، والإجابة عن سؤالهم المتكرر :
– هل أنت متطرف ؟
– أتقصد مسلم ! ؟ نعم سيدي أنا مسلم …مسلم علماني ، أصوم .. أصلي .. أحب الموسيقا .. أعشق الرياضة ، واتناول المشروب أحيانا
لا يقتصر الأمر على رجال القانون فقط ، فالشوارع كلها باتت محاكم يتوجب عليه الخضوع لها ، فيسمع الأحكام من هنا وهناك ، دون أن يطلب منه تبرير أو إجابة :
– متى ستعود ؟ ..أميرك البغدادي يدعو للجهاد … احذروا ذاك الجهادي .
كل ذلك يدفعه للتساؤل : أي حضارة يملك هؤلاء ؟ هل يتوجب علي أن أكون أشقر البشرة ، وأزرق العينين ، حتى لا أكون مشبوها عندهم .
أي معاناة لاقوها من البغدادي ؟ وكيف أنسب إليه ؟ وهو الذي دفعني إلى ترك بلادي ، والتخلي عن أسرتي التي قد لا أراها أبدا .
شعوره عند وصوله بأن الحرب قد إنتهت ، ثبت بطلانه ، فعلى ما يبدو بأن سنى النار قد عبر الحدود ، لذلك لا بد من طرح فلسفة جديدة ، يتلاءم من خلالها مع الواقع الجديد :
– الناس هنا يظنون بأني جمرة من تلك النار التي أحرقت بلدي ، ومن حقهم أن يخافوا على بلادهم .
فلسفة لم تعمر كثيرا ! نسفها ذاك الخبر القادم من بلاد الهشيم :
– طائرات التحالف تقصف قريته ، وتقتل العشرات بينهم زوجته وأحد أبنائه .
عصره الألم …الحزن ، ودفعه إلى النزول إلى الشارع ، عل صوته يصل إلى مسامعهم ، يغسل شيئا من ذاك الحقد الذي بدأ ينسل بين عروقه
لكن صوته تقاطع مع صوت مذياع قريب ، يبث الخبر :
– طائرات التحالف تقتل عشرات الإرهابيين في تلك القرية .
لم يعد الأمر فكرة رجل مشبوه إذا ! فما الفرق بينه وبين زوجته و إبنه ؟
علا صوته :
– أنتم كاذبون …. عنصريون ….
تقاطر رجال الشرطة ومكافحة الإرهاب نحوه ،صار مادة دسمة لإعلام اليوم التالي :
– القبض على إرهابي ..في ضواحي دورتموند .