حوار- الاعلامية د هاله فؤاد:
الإرهاب يشكل خطرا كبيرا على السلم والأمن القومي ، والارهاب أنواع بالنسبة لأليات تنفيذ العمليات الارهابية ، فيمكن أن ينفذ عن طريق الأسلحة البيولوجية ، أو من خلال الأسلحة المتفجرة ، أو الأسلحة النووية ، وأيضا هناك الارهاب الفكري .
ويهدف الارهاب إلى خلق إضطرابات في التوازنات الداخلية والخارجية . وهذا ربما يكون من أهم أهداف الارهاب ، نظرا لأهمية هذه التوازنات .
وللارهاب أضرار كثيرة على المجتمع أهمها قتل الأبرياء ، نشر ثقافة الكراهية بين الشعوب ، تشويه صورة الاسلام ، والإضرار بمصالح المسلمين .
ونظرا لأهمية هذا الموضوع أجرينا هذا الحوار مع المستشار د السيد أبو عيطة الكاتب والمفكر السياسي والمستشار بالمنظمات الدولية ، ورئيس الهيئة الاستشارية العليا بالاتحاد الوطني لمكافحة الارهاب والفساد ودعم رئاسة الجمهورية .
الدكتور السيد أبو عيطة من أبرز وأهم الشخصيات المصرية والعربية التي تدعو إلى مكافحة الارهاب والتطرف والفساد .
تخرج في كلية الحقوق جامعة الاسكندرية ونال درجة الدكتوراة في العلاقات الدولية من الجامعة الأمريكية بمرتبة الشرف في موضوع مفهوم التعامل الدبلوماسي على ضوء أحكام القانون الدولي .
نال جائزة مبارك العالمية في السلام والتنمية عام 2005 م من إتحاد كتاب إفريقيا وأسيا .
حصل على درع أبرز شخصية في إفريقيا في المؤتمر العالمي للتنمية المستدامة عام2019 م
حصل على درع أفضل شخصية دولية من المجلس الوطني لحقوق الانسان في مؤتمر الصفوة عام 2021 م.
صدر للدكتور السيد أبوعيطة أكثر من خمسين مؤلفا منتشرة حول العالم عن أكبر دور النشر العربية والأجنبية فهو يعتبر حاليا من أكبر الكتاب العرب .
دار هذا الحوار حول الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى الارهاب ، وأنواع الارهاب ، والتجربة المصرية الفريدة في مقاومة الارهاب.
بداية بما أن حضرتك من أبرز الشخصيات التي تكافح الارهاب والتطرف الديني ….. في رأي سعادتك ماهي الأسباب الجوهرية التي تؤدي إلى الارهاب ؟
ليس هناك مايبرر الجريمة ، ليس هناك مايبرر الارهاب وقتل الابرياء وإرعابهم ، ليس هناك مايبرر القتل والجريمة أيا كان السبب ، مش هنقول هناك أسباب للارهاب ، لأ هناك دوافع ومحفزات للجريمة الارهابية مثل الدول الراعية للارهاب ، الدول التي توفر الملاذ الأمن للارهابيين والدعم اللوجستي والمال والأبواق الاعلامية ، والسلاح والاقامات ، وسهولة الاتصالات المواصلات ، وبالتالي موفرة للإرهابيين الحياة الكريمة المرفهة .
تفتكر حضرتك إن عدم وجود حياة مرفهة ممكن يكون أحد لأسباب المؤدية للارهاب ؟
لأ في ناس كتيرة محرومة من الحياة الكريمة احنا عشنا في مصر فترات طويلة محرومين من ذلك ولم ننحرف ولم نمسك سلاح ولم نرتكب أي خطيئة ، شباب كتير محروم من العمل ومع ذلك ملتزم وبيحب وطنه وبيدعمه ، ناس كتيرة عايشة في ظروف صعبه ومع ذلك مستحملة وصابرة .
اذا ماهي الدوافع وراء الارهاب ؟
احنا قلنا بداية الدول الراعية للارهاب ، أيضا تحلل بعض الدول الكبرى مثل الاتحاد السوفيتي سابقا ده وفر السلاح ، فالجماعات الارهابية أصبحت تملك الأموال المليارات ، بتحصل على دعم سنويا ما لايقل عن خمسين مليار دولار على مستوى العالم ،هذه المليارات بيشتروا بها السلاح،فتجارة السلاح أصبحت رائجة وميسرة بعد تحلل الكثير من الدول التي كانت مخازنها ممتلئة بالأسلحة ، ده محفز للارهابي يجد المال والسلاح والملاذ الأمن للارهاب والجريمة .
بالنسبة للخطاب الديني ال بيقول للشباب يقاتلوا عشان يرحوا للحور العين مش عارفة سبعين ولا أكتر تفتكر ده ممكن يكون احد الأسباب المؤدية للارهاب ؟
طبعا ، الكلام هنا عن الدوافع الايدولوجية أو الفكر المذهبي والدين المغلوط ، الفكر الضال ، الفكر المنحرف ، الفكر السلفي التقليدي المتشدد بيدفع هؤلاء الشباب لتفجير أنفسهم تحت أمل دخول الجنة ودي أوهام ومخالف لكل القيم والتقاليد والأعراف ،والأديان السماوية كلها ،مخالف للقرآن ،فمن أحيا نفسا فكأنما أحيا الناس جميعا ، انت الان بتموت أسر ،بتموت أمم وشعوب أبرياء ، بأي ذنب قتلت ، يبقى ازاي يروحوا الجنة دول ناس منحرفة فئة ضالة تستحق القتل والإعدام دول بيدمروا شعوب ودول ومجتمعات ومستقبل شباب ومقدرات دولة.
نرفض تماما شكلا وموضوعا هذه الفتاوى التي تصدر من الارهابيين والفكر المذهبي الارهابي ، بالنسبة للجماعات الارهابية لديها الذراع الفكري الايديولوجي الفكر السلفي ده الذراع الفقهي ال بيصدر الفتاوى ، وفي الذراع السياسي وهو متمثل في الاخوان المسلمين بهدف قلب نظام الحكم وقلب نظام الدولة وتغيير التشريعات والقوانيين وفقا لهواهم ، وفي الذراع العسكري زي الدواعش .
الارهاب أنواع بالنسبة لأليات تنفيذ العمليات الارهابية فيمكن أن ينفذ عن طريق الأسلحة البيولوجية ، ويمكن أن يتم من خلال الأسلحة المتفجرة ، ويمكن أن يتم من خلال الأسلحة النووية ، غير أن هناك الارهاب الفكري …… في تقديركم ما هو أسوأ هذه الأنواع ؟
بالتأكيد الارهاب الفكري هو أسوأ أنواع الارهاب ، لأن الارهاب الفكري يأتي قبل أعمال العنف وهو بدوره يظهر بألوان متعددة مثل العنصرية والتكفير والطائفيىة وانتهاك حقوق الانسان .
فالارهاب الفكري يحمل مفاهيم مثل التعصب والتكفير وعدم إحترام التاريخ والحضارات .
والارهاب الفكري ينعكس على الفرد والأسرة والمجتمع يهدد إستقرار الدول .
في رأي سيادتكم كيف يمكن القضاء على الارهاب والتطرف ؟
لن نستطيع القضاء على الارهاب في يوم وليلة ولكن لكي نقضي عليه يجب معالجة الظروف المؤدية إليه ، والعمل على تعزيز النمو الاقتصادي الشامل للجميع والمستدام ، الاهتمام بتحقيق التنمية المستدامة ، التصدي للفتاوى الغير مسؤولة التي تغرر بالشباب وتسلبهم عقولهم وإراداتهم .
التجربة المصرية في مجال مكافحة الارهاب الدولي متميزة وأشاد بها المجتمع الدولي ….. كيف ترى هذه التجربة ؟
التجربة المصرية في مجال مكافحة الارهاب الدولي متميزة وفريدة وضحى أبناء الوطن من قوات مسلحة وشرطة بالعديد من الشهداء رحمة الله تعالى عليهم ، وإستطاعوا التغلب على التحديات فهم يواجهون حربا غير تقليدية فهناك الطرق الوعرة والجبال التي تحتمي بها العناصر الارهابية ، ولكن إستطاعت التجربة المصرية النجاح لأنها لم تعتمد فقط على الأساليب العسكرية بل من خلال الدمج بينها وبين الناحية السياسية والاقتصادية والاستثمارية .
والدليل على نجاح مصر في التصدي للارهاب هو إنخفاض العمليات الارهابية بشكل ملحوظ ، حيث كلنت العمليات الارهابية عام 2013 م 306 عملية إرهابية ، ، عام 2014 222 عملية إرهابية ، وعام 2018 م 8 عمليات ، و 2019 م عملية إرهابيةواحدة فقط ، وأيضا عام 2020 م عملية واحدة ، عام 2021م لم تحدث أي عملية إرهابية ، أما في عام 2022 م عملية آرهابية واحدة .
وفي نهاية الحوارلايسعني إلا أن أشكر سيادتكم على المعلومات القيمة والحوار المثمر الرائع وئتمنى لكم التوفيق دائما .
التعليقات مغلقة.