متابعات: محمد عبدالوهاب
أكدت الدكتورة رانيا ممتاز، أستاذة الآثار الجزيئية والمختصة بعلوم الترميم، أن افتتاح المتحف المصري الكبير يمثل نقطة تحول حقيقية تتجاوز مجرد العرض المتحفي، ليصبح منصة عالمية متكاملة لتعزيز الوعي الحضاري.
وأشارت الدكتورة ممتاز إلى أن المسؤولية الآن تقع على عاتق كل زائر، سواء كان مصريًا أو أجنبيًا، ليكون شريكًا فاعلاً في الحفاظ على هذا الإرث. ونوهت بأن الآثار المعروضة هي في جوهرها مواد حساسة للغاية تستجيب للتغيرات البيئية المحيطة، مما يستلزم الالتزام التام بالإجراءات الصارمة المتعلقة بالتحكم في الإضاءة، والرطوبة، ودرجة الحرارة داخل القاعات.
الحفاظ على الأثر جزيئياً: الابتعاد عن اللمس والفلاش
وفي سياق الحفاظ الجزيئي على القطع الأثرية، قدمت الدكتورة ممتاز تحذيرات واضحة ومحددة للزوار ، مشددة على أن أي تصوير فوتوغرافي مسموح به يجب أن يكون شخصيًا وبدون استخدام الفلاش على الإطلاق، موضحة أن الإضاءة القوية تسرع من تدهور المواد الصبغية والألوان القديمة، خاصة في المومياوات والبرديات والمنسوجات.

كما شددت الدكتورة على ضرورة المحافظة على مسافة آمنة من القطع وعدم محاولة لمسها، مشيرة إلى أن بصمات الأصابع والأملاح الموجودة في العرق يمكن أن تسبب تفاعلات كيميائية ضارة بالسطح الأثري، وهي تفاعلات قد تكون لا رجعة فيها.
دعوة للمجتمع الأكاديمي لاستغلال مركز الترميم كـ “معمل مفتوح”
من جهة أخرى، وجهت الدكتورة رانيا ممتازدعوة لمسؤلي مركز الترميم بالتعاون مع المجتمع الأكاديمي والبحثي في مصر والعالم لاستغلال الإمكانيات غير المسبوقة التي يوفره للمجتمع الأكاديمي والبحثي في مصر والعالم ، وخاصة مركز الترميم المجهز بأحدث التقنيات.
وأكدت خبيرة الآثار على أهمية التعاون لتنفيذ مشاريع أرشفة رقمية ثلاثية الأبعاد ووضع قواعد بيانات جزيئية شاملة للقطع، لضمان حفظ نسخة رقمية دقيقة للإرث المصري للأجيال القادمة.
كما وجهت الدكتورة ممتاز رسالة للمجتمع العالمي، قالت فيها إن المتحف المصري الكبير هو دليل على استمرارية وتجديد الحضارة المصرية، وليست مجرد معرض للماضي.
وأضافت أن هذا الصرح يمثل دعوة مفتوحة للعالم لكي يرى مصر الحديثة وهي تضع نفسها مجددًا كـ “عاصمة للوعي الحضاري”، لافتة إلى أن اللحظة الحالية هي نقطة انطلاق لرحلة جديدة من التعاون الدولي والاكتشاف، بما يخدم جهود الحفاظ على الإرث الإنساني المشترك.
