مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

المؤرخ الدكتور  محمد الحسني : الهجرة النبوية إسراء للنبي و هجرة للمؤمنين 

 أحمد الشرقاوى :

 

قال الدكتور الشريف محمد الحسني، المؤرخ العربى و رئيس الرابطة العلمية العالمية للأنساب الهاشمية، ورئيس الاتحاد العربى للملكية الفكرية، ان الهجرة النبوية الشريفة لعام 1446هـ هي عملية انتقال سيدي النبي محمد ﷺ من مكة إلى يثرب والتي أصبحت بعد دخوله المدينة المنورة.

 

وأن هذا الحدث – ليس كما يتصوره بعض الناس – مجرد رحلة سفر من مكان إلى آخر، بل كان حدثًا جللاً تجسدت حوله الكثير من المعجزات الربانية التي أوجدها الله عز وجل لحماية نبيه محمد صلوات الله عليه وآله.

 

وأوضح الحسني أن القرآن العظيم يورد الإسراء للأنبياء و كما انه يورد الهجرة للمؤمنين و من يتدبر كتاب الله وخاصة سورة الإسراء من بدايتها إلى آخرها سيدهش وسيعرف أنها تناقش أسباب خروج النّبيّ من مكّةليلاً إلى المسجد الأقصى في يثرب من بعد مكيدة إخراجه من الأرض الإسراء سُنّة من الله مع المُرسلين جعلها الله من لدنه سلطاناً نصيراًينصر رُسُله أمام الكافرين بالبعث نصر الله رسوله بالقرآن على مكث بآيات نزوله في مكّة ثُمَّ في المدينة من هذه الآيات

 

{ سُبۡحَانَ ٱلَّذِيٓ أَسۡرَىٰ بِعَبۡدِهِۦ لَيۡلاً مِّنَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ إِلَى ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡأَقۡصَى ٱلَّذِي بَارَكۡنَا حَوۡلَهُۥ لِنُرِيَهُۥ مِنۡ ءَايَاتِنَآ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ }، [ سورة الإسراء ].

 

{ وَ إِن كَادُواْ لَيَسۡتَفِزُّونَكَ مِنَ ٱلۡأَرۡضِ لِيُخۡرِجُوكَ مِنۡهَا وَ إِذٗا لَّا يَلۡبَثُونَ خِلَٰفَكَ إِلَّا قَلِيلاً () سُنَّةَ مَن قَدۡ أَرۡسَلۡنَا قَبۡلَكَ مِن رُّسُلِنَا وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحۡوِيلاً }، [ سورة الإسراء ].

 

{ أَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ لِدُلُوكِ ٱلشَّمۡسِ إِلَىٰ غَسَقِ ٱلَّيۡلِ وَ قُرۡءَانَ ٱلۡفَجۡرِ إِنَّ قُرۡءَانَ ٱلۡفَجۡرِ كَانَ مَشۡهُوداً () وَ مِنَ ٱلَّيۡلِ فَتَهَجَّدۡ بِهِۦ نَافِلَةٗ لَّكَ عَسَىٰٓ أَن يَبۡعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحۡمُوداً }، [ سورة الإسراء ].

 

{ وَ قُل رَّدبِّ أَدۡخِلۡنِي مُدۡخَلَ صِدۡقٖ وَ أَخۡرِجۡنِي مُخۡرَجَ صِدۡقٖ وَ. ٱجۡعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلۡطَٰناً نَّصِيراً () وَ قُلۡ جَآءَ ٱلۡحَقُّ وَ زَهَقَ ٱلۡبَاطِلُ إِنَّ ٱلۡبَٰطِلَ كَانَ زَهُوقاً }، [ سورة الإسراء ].

 

{ ذَٰلِكَ جَزَآؤُهُم بِأَنَّهُمۡ كَفَرُواْ بِـَٔايَاتِنَا وَ قَالُوٓاْ أَءِذَا كُنَّا عِظَامٗا وَ رُفَاتًا أَءِنَّا لَمَبۡعُوثُونَ خَلۡقاً جَدِيداً () أَوَ لَمۡ يَرَوۡاْ أَنَّ ٱللَّهَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَاتِ وَ ٱلۡأَرۡضَ قَادِرٌ عَلَىٰٓ أَن يَخۡلُقَ مِثۡلَهُمۡ وَ جَعَلَ لَهُمۡ أَجَلٗاً لَّا رَيۡبَ فِيهِ فَأَبَى ٱلظَّٰلِمُونَ إِلَّا كُفُوراً }، [ سورة الإسراء ].{ وَ بِٱلۡحَقِّ أَنزَلۡنَاهُ وَ بِٱلۡحَقِّ نَزَلَ وَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ إِلَّا مُبَشِّراً وَ نَذِيراً () وَ قُرۡآناً فَرَقۡنَاهُ لِتَقۡرَأَهُۥ عَلَى ٱلنَّاسِ عَلَىٰ مُكۡثٖ وَ نَزَّلۡنَاهُ تَنزِيلاً }، [ سورة الإسراء ].

 

{ قُلِ ٱدۡعُواْ ٱللَّهَ أَوِ ٱدۡعُواْ ٱلرَّحۡمَٰنَ أَيّاً مَّا تَدۡعُواْ فَلَهُ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰ وَلَا تَجۡهَرۡ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتۡ بِهَا وَ ٱبۡتَغِ بَيۡنَ ذَٰلِكَ سَبِيلاً () وَ قُلِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي لَمۡ يَتَّخِذۡ وَلَداً وَ لَمۡ يَكُن لَّهُۥ شَرِيكٞ فِي ٱلۡمُلۡكِ وَ لَمۡ يَكُن لَّهُۥ وَلِيّٞ مِّنَ ٱلذُّلِّ وَ كَبِّرۡهُ تَكۡبِيرَاً }، [ سورة الإسراء ].

 

وأضاف المؤرخ الدكتور محمد الحسني، هل كانت رحلة الإسراء من المسجد الحرام الهجرة بالظلام من مكة إلى يثرب ثم إلى المسجد الذي بُني في قباء يثرب وهو أول مسجد تم بناؤه بعد البعثة الإسراء من المسجد الحرام بمكًة غادر في الشّهر الحرام محرًم مكة وفي هذا الشهر يودع مكة ركب رحلة الشّتاء وصل النبي إلى مسجد قباء أول نقله نوعية لبناء المدينة وهو مسجد يبنى في الإسلام في عموم الجزيرة العربية.

 

قد يهمك ايضاً:

وزير الشباب ينعي وفاة لاعب كرة السلة بنادي شباب بلقاس

أمين الفلاحين في ضيافة الشهبندر لمناقشة آخر المستجدات…

وأردف الحسني انه إذا علمنا أن في كتاب الله لأيكون إسراء إلا للنّبيّ وكانت الرحلة في محطة مسجد قباء فتحت هذه الرحلة التي يمكن تسميتها إسراء للنبي و هجرة المؤمنين هجرة الفرقـان بين الحقّ و الباطل هجرة الإيمان تصاحب إسراء النّبيّ هذه الهجرة صريحة تصاحب إسراء النّبيّ إسراء الأنبياء معيًة هجرة المؤمنين وكان صاحبه في معيته كل الأنبياء في كتاب الله المجيد لهم إسراء كإسراء لوط و موسى و خاتم النبيّين.

 

وقال الحسنى أن الهجرة كانت فتحاً افتتحت به المدينة المتعددة الأطياف لأن القرية لا تقبل التعددية الفكرية حيث اتفقت الأطياف على وثيقة المدينة الحرية و العيش و السلم و الحماية و عاشوا لفترة على هذا العهد الوثيق لكن بعض اليهود خرقوا المعاهدة عندما لاحظوا إسلام بعض أبنائهم فافتعلوا فتنة بين أطياف المدينة حيث تم إخراج المتسببين بالفتنة لكن الخفي منهم تآمروا مع قريش على حصار المدينة و إغتيال النبي فوقعت حرب الهجوم على المدينة من جيش قريش من خارج المدينة و من غدر اليهود من داخل المدينة لكن الحرب الهجومية باءت بالفشل حينها تم تطبيق بنود وثيقة المدينة التي أقتصت من المحاربين الغادرين و سمحت لأعوانهم بمغادرة المدينة لينطلق من بعدها النبي مع أصحابه بالدعوة لدين الله في خارج المدينة

 

إلى أن استطاع من العودة إلى مكة فاتحاً لها عافياً عن جميع أهل مكة ليثبت للناس جميعاً أنه نبيٌّ مرسل

 

يحمل رسالة خاتمة إلى كل الناس ليست له أطماع في الحياة الدنيا بل يحمل لهم كتاب الرب الرحيم ليخرجهم من الظلمات إلى النور ويبشرهم بدخول جنات الآخرة.

 

الحرس الملائكي والتوديع اللائق

 

وأردف الحسني أن النبي سيدنا محمد صلوات الله عليه عصمه الله وتكفل بحمايته وحفظه وجعل له حرسا من الملائكة قال تعالى: “إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إذِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ”

 

ورغم معرفة الرسول بذلك عن ربه إلا أن صاحبه لايعلم بان الملائكة بأمر من الله وكل اليها حراسة النبي صلوات الله عليه وآله، وحالة الصاحب هنا وردت في كتاب الله على لسان موسى وهارون عندما خاف موسى من الذهاب الى فرعون:وقال لله: {” قَالا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَن يَطْغَى قَالَ لاَ تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى”، } وهنا نجد أن سيدنا محمد علم مسبقا بنصر الله له وتكفله بذلك وهو ماحدث لاحقاً لموسى بعد أن خشي الهلاك من فرعون وقد ادرك بعد ذلك موسى عليه السلام وعرف الطمانئنة في نصر الله له وهو ماعبر به لبني إسرائيل بعد أن تعلم سيدنا موسى الدرس حين خاف بنو إسرائيل من فرعون ساعة جاء وراءهم بخيله ورجاله، وقال بنو إسرائيل: “إنا لمدركون”، فرد عليهم موسى: “كَلاَّ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ. كذلك صاحب سيدنا النبي في الغار خاف من المشركين الذين عبر عنهم بقوله: “يا رسول الله، لو نظر أحدهم تحت قدمه لرآنا”، فقال له الرسول ﷺ: “، ما ظنك باثنين، اللــــه ثالثهما، لا تحزن، إن الله معنا” بلاشك ان خوف الصاحب على النبي هو الذي دفعه لذلك عندما سمع جلبة القوم وهم يصعدون الجبل باتجاه الغار لكنه لم يكن يعلم جنود السماوات والأرض، وقد حفظ الله تعالى رسوله بملائكته التي لن يراها البشر كما قال الله جنود لم تروها كما سخر الله الحمامة والعش والبيض وبيت العنكبوت الذي بني على الغار وهذه تناسب بيئة الجبل مما تعوده الناس المهاجمين لذلك الجنود الظاهرة هي الحمامتين والعنكبوت، وغدت معلما من معالم السيرة.

 

و القرآن يقول: “وأيده بجنود لم تروها”، وهي الملائكة، فقد حمى الله رسوله بملائكته حين خرج من بيته، وحماه في الغار، فكانت الملائكة تحرس المكان، وتمنع المشركين من الوصول إليه، مع كونهم وصلوا إلى المكان، ومع كون الرسول ﷺ أخذ بكل الأسباب الممكنة، ولكن كانت الحماية بملائكة الله تعالى واستمرت هذه الحماية للرسول بالملائكة في الطائف فقد تنزلت الملائكة عليه للانتقام له من المجرمين لكن الرحمة المهداة دع الله لهم بالهداية واستمرت الحماية والحرس الملائكي في بدر وقد قال تعالى: “لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ”،

 

وقال الحسني ونحن نستشعر عظم الانتقال وهو الإسراء للنبي والهجرة للمومنين ونحن على اعتاب عام جديد 1446، نقول حسب المشركون الأمر بحسابهم المادي المعتاد، ولم يدروا أن لله جنود السماوات والأرض، وأن الخوارق طوع إرادته -سبحانه – {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} يس: 82.

 

نسجت العناكب فوق ما يتصوره عقل الإنسان، وباضت الحمائم على وجه الغار، وهكذا صرف الله عن نبيه أعداءه بأوهى الأسباب، وأضعف المخلوقات، {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ} ق.

 

واختتم المؤرخ الدكتور محمد الحسني حديثة قائلا نسأل الله أن يكون عام 1446 نصر للإسلام والمسلمين وتوفيق لنا ولكم جميعاً هذا وصل الله على سيدنا محمد الذي جعل الله له الإسراء وللمومنين الهجرة.. وعلى آله وسلم

التعليقات مغلقة.