بقلم – معروف بركات العتيبي – سورية
في شتاءِ الغُربةِ الطّويلِ
بعدَ ليلِ وصلٍ مُسافرٍ
ووسادةٍ ثَكلى
أنا ورقةٌ هاربةٌ
من فرحِ الأرضِ
إلى حزنِ السّماءِ
لم يعدْ مِنْ كلماتٍ تُحكى
وحدَها الذّكرياتُ تفوحُ بالياسمينِ
الصّباحُ أبيضُ كالحمامِ
وعطرُ التّوتِ على نَهديكِ
أسرابُ نوارسَ تعانقُ الغَمامَ
وقهوةٌ حزينةٌ
كدموعِ عينِ الضّريرِ
على بكاءِ الوترِ الحزينِ
أيّها الطّاعنُ في الغيابِ
هذا يكفي
هذا كلّ ما ملكَتْ يدي
انتظرُكِ
وأنا على يقينٍ أنّكِ لنْ تأتي
تعالَي نتقاسمُ بقايا الهواءِ
تعالَي نتبادلُ الأدوارَ
تعودين أنتِ إلى الحياةِ
وأنا أرحلُ إلى الخلاصِ.