اللواء مهندس سيد نوار يكتب …الصراع السوداني.. موقف مصر من الصراع

يخطئ من يتصور ان مشكلة السودان هي صراع داخلي علي السلطة بين الجيش السوداني بقيادة البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة حميدتي .

الوضع اكبر من ذلك بكثير هو عبارة عن صراع دولي بين الغرب والشرق دخل فيه اطراف كثيرة اصحاب مصالح ، فمنذ تقارب البرهان قائد الجيش السوداني مع روسيا وعقد اتفاقية من أجل أنشاء قاعدة عسكرية بحرية روسية تطل علي البحر الاحمر في بورتسودان وفي موقع استراتيجي هام بالبحر الاحمر ويطل علي باب المندب وهذا الامر لم يلاقي أستحسان الولايات المتحدة الامريكية واسرائيل لأن هذه القاعدة ستكون شوكة في ظهورهم ، وليس هذا كل شيء بل جبال الذهب السودانية التي يسيطر عليها حميدتي قائد قوات الدعم السريع اصبحت مطمع لبعض الدول الاخري منها العربية ومنها الاسلامية ومنها الغربية ، كما ان تقارب البرهان مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لم يكن شيء جيد بالنسبة لبعض الدول مثل اثيوبيا وتركيا

فلذلك بدءت كلامي بجملة ( أخطأ من تصور انه مجرد صراع سوداني داخلي علي السلطة ) ، فهو صراع دولي عالمي اقليمي متعدد الاهداف وهذه المرة علي الاراضي السودانية

لكن ما يهمنا في الموضوع موقف مصر من الازمة

بكل الطرق مجرد سيطرة قوات الدعم السريع علي السودان هذا امر يتعارض تماما مع الامن القومي المصري ومع المصالح المصرية ، ولن توافق مصر علي هذا الوضع تحت اي بند او شرط كما حدث في ليبيا ورسمت نصر اشهر خط احمر في التاريخ الحديث للأتراك وكافة اعوانهم ومنعتهم من السيطرة علي ليبيا وثرواتها النفطية ستفعل ذلك في السودان لا محالة ، ومصر دائما تدعم الجيوش النظامية التي تمثل الشعوب ولا تدعم جماعات او ميلشيات مسلحة ، لذلك تدخل مصر في الصراع هو امر حتمي غير قابل للنقاش لكن تنتظر مصر بفارغ الصبر أجلاء كافة المصريين و الجنسيات الاخري المتواجدة علي الاراضي السودانية واللذين يتم اجلائهم عبر منفذ أرقين البري علي الحدود المصرية / السودانية ، وايضا فتحت مصر حدودها لكافة السودانين الراغبين في الابتعاد عن المعارك الدائرة هناك
وبعد انتهاء كافة عمليات الاجلاء والنزوح واغلاق الحدود ويصبح المتواجدين علي الارض قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع ستبدأ المعركة الكبري الحاسمة علي الأرض ، فستكون اكثر المواجهات دموية في تاريخ السودان